أبوظبي-الوحدة:
نظمت جمعية الصحفيين الإماراتية بمقرها الجديد في أبوظبي مساء أمس الأول الأربعاء برعاية اتصالات، ندوة إعلامية تحت عنوان “الاتجاهات الحديثة للصحافة العربية والعالمية”، تحدث فيها عدد من الاكاديميين بكليات الاعلام في الدولة.
ونعي محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية في مستهل الندوة، الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي قتلت صباح أمس الأول الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي، وقف الجميع دقيقة حداداً على روحها.
وقال محمد الحمادي أن جمعية الصحفيين الإماراتية تحرص على المشاركة في المناسبات المحلية والوطنية وتحرص كثيراً على أن تكون جزء من المجتمع الصحفي على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الصحفيين ينتمون إلى قبيلة واحدة أينما كانوا لديهم نفس الهموم والطموح والاحلام والرؤى والتحديات، وبالتالي ما يزعج أي صحفي في أي قارة يزعجنا وهكذا ما يفرحه يفرحنا.
وأشار إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي حددته منظمة اليونسكو يوم 3 مايو/ آذار من كل عام، تحت عنوان “الصحافة قابعة تحت حصار الإعلام الرقمي”، مبيناً أن الأعلام الرقمي لا يبحث عن التأثير الحقيقي في المجتمعات، حيث أصبح يبحث حالياً عن أعداد المشاهدات والإعجابات حيث أنها المقياس في الوقت الحالي، ما أدى إلى اتجاه عدد من الشركات بتوظيف روبوتات متخصصة للحصول على أكبر عدد من الإعجابات والمشاهدات.
وقال محمد الحمادي إنه في العام الماضي قتل 55 صحفياً في أحداث مختلفة على مستوى العالم، ومنذ عام 2006 وحتى العام الجاري قتل قرابة 2200 صحفياً، أي بمعدل 80 صحفي سنوياً، وذلك على الرغم من أنهم كانوا يقومون بوظيفتهم كصحفيين ينقلون الأحداث للجمهور فقط، مشيراً إلى أنه ليس جميع الصحفيين الذين قتلوا كانوا يغطون أحداث أماكن ومناطق أو دول بها حروب.
وقال: الإعلام يخدم الأوطان لا يضرها ويحتاج منا نتعرف على المعنى الحقيقي لحرية الصحافة وما هي حدودها حيث لا توجد حرية مطلقة عالمياً بالتأكيد، حتى في الدول الغربية والأوروبية، ودعمنا للمهنية الإعلامية يجب أن يستمر وستستمر هذه المهنة للأبد رغم مختلف التحديات التي تواجها، ونحن نفتخر بمهنتنا ونحافظ عليها ونهدف من خلالها إيصال معلومة هامة تفيد الجمهور والمجتمع بشكل عام.
وقالت الدكتورة سوزان يوسف القليني عميدة كلية الاعلام بكلية الإمارات للتكنولوجيا في أبوظبي أن عدم تطوير البرامج التعليمية في المؤسسات الإعلامية في العالم العربي بشكل عام يؤثر سلباً على مستقبل الاعلام، حيث أن المواد الدراسية والأقسام التي تطرح لم يطرأ عليها أي تغير منذ العديد من السنوات، مثل العلاقات العامة وغيرها من التخصصات التي قد لا تفيد بالقدر الكافي في الوقت الحالي في ظل المتغيرات التي تطرأ على المجتمعات يوم بعد يوم بسبب التطورات التكنولوجية وما نتج عنها من تحول في الاعلام.
وشددت على أنه لا يجب أن تكون هناك حرية تتعارض مع أمن أي دولة أو أمن قومي أو وطني، وهذا ما تتبعه أغلب دول العالم، ولكن تحولت الحرية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى فوضى سيئة ولا يوجد من يسيطر عليها، لذا لا بد من أن يكون لدينا في العالم العربي قوانين وتشريعات حازمة تضعها الدول، تحكم وتنظم تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي الخطيرة على المجتمع وخاصة الأجيال الصاعدة، وذلك للمساهمة في الحد من الاختراق الثقافي والفكري واللغوي انتهاءً بالأخبار الزائفة والتأثير في مختلف فئات المجتمع.
وذكر الدكتور محمد موسى أستاذ الاتصال الجماهيري والعلاقات العامة بجامعة الإمارات العربية المتحدة «ساهم انتشار الانترنت عالمياً في اختفاء بدايات مهنة الصحافة حيث واجهت الصحافة كمشروع مهني العديد من التحديات في السنوات الأخيرة، حتى أصبح أغلب من يمارسوها عالمياً غير قادرين على تقديمها كخدمة مجتمعية نظراً لأنهم لا يتمتعون بالمهارة الصحافية».
وأشار إلى أن هناك الكثير من الصحافيين عالمياً يعانون من إيجاد فرص عمل وشواغر وظيفية، حتى أصبح هناك العديد من الصحفيين يمارسون المهنة بعقود عمل مؤقتة «فري لانس»، وأصبحت المهنة تمارس من أشخاص غير مختصين يبحثون عن الشهرة ورفع نسب المشاهدات والاعجابات غير مبالين بالتأثير في المجتمع.
من جانبه قال محمد زاهد غول رئيس تحرير اندبندنت التركية «الكثير من التغيرات طرأت على مهنة الصحافة مؤخراً وأصبح الواقع مختلف تماماً كما نشهد ونلمس حيث أصبح لدينا كم هائل من مصادر المعلومات نستطيع أن ننتقي منه الاخبار، حيث لم تعد المؤسسة الصحفية هي الوحيدة التي تقدم الخبر، نظراً لأن كل إنسان على مستوى العالم الأن لديه هاتف محمول وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فبالتالي تعتبر هذه مصادر إخبارية قد تأتي بإشكاليات كثيرة، مؤكداً أهمية العمل على تقنين هذه الأخبار ورصد المزيف منها عبر آليات متخصصة.
وأكد على أن غالبية المؤسسات الإعلامية التقليدية وغير التقليدية تعتمد على المواد الخام التي تصدر عن الوكالات وغيرها، وهذه المواد تنشر غالباً في الوقت الراهن في المؤسسات الإعلامية الدولية دون لمسة تحريرية، ليس كما كان في السابق حيث كان هناك معالجة ودراسة للخبر، تحتاج إلى ورشة عمل وتنتهي بمراجعة من قبل مختصين داخل المؤسسة حتى يتحول الخبر لقطعة فنية، مشيراً إلى أن مواكبة الحدث أصبح جزء من التحديات الأساسية التي تواجها المؤسسات الإعلامية والصحفية.