أكد قادة عالميون في قطاع الطاقة ضرورة تطوير حلول عاجلة لحل أزمة الطاقة العالمية، وتسهيل الإمدادات والتسريع في عملية التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة بما يضمن استدامة الجهود الدولية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
جاء ذلك، في جلسة “مواجهة تحديات 2022: تحقيق مستهدفات المناخ وأمن الطاقة” ضمن “منتدى الطاقة العالمي” في القمة العالمية للحكومات 2022، أدارتها هادلي غامبل من شبكة “سي. إن. بي. سي.”، وتحدث فيها المهندس فهد العجلان رئيس “مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية”، وكلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة “إيني”، وتيم هولت عضو المجلس التنفيذي مدير شؤون العمالة، في شركة “سيمنز إنرجي مانجمنت”، ومجيد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة “نفط الهلال”.
وأكدت آنا شبيتسبيرغ وكيل وزير مساعد في مجال تحول الطاقة في وزارة الخارجية الأمريكية، أن تصاعد المطالبات بزيادة الإنتاج تمثل تحدياً عالمياً مؤثراً على جهود تحقيق أمن الطاقة.
وأضافت إننا نعتبر أن أمن الطاقة يعتمد بشكل رئيس على تنويع مصادر الطاقة، وخصوصاً الاستثمار في الهيدروجين، وإيجاد سبل لتقليل كلفة إنتاجه بشكل كبير لكي يكون مصدراً رئيساً ومهماً للطاقة، ونؤمن أن السبيل الأمثل لتحقيق أمن الطاقة هو الاستثمار في البحث والتطوير وتوفير مصادر التمويل اللذان يعتبران ركيزتا ابتكار تلك المصادر البديلة للطاقة.
من جانبه قال فهد العجلان: علينا التركيز على الأولويات الكبرى وليس التغيرات الطارئة الحالية، فما نقوم به في السعودية ودولة الإمارات والكويت، هو الاستثمار في قدراتنا لاحتياطات الطاقة لتعزيز خطط التنمية طويلة الأمد، والتي ينبغي أن تكون عاملاً مساعداً لاستمرار عملية التطوير والتحديث في حال حدثت زعزعة في الإمدادات أو الانتاج.
وأضاف إن موضوع أمن الطاقة لا يمكن اعتباره كرد فعل لأي طارئ عالمي أو محلي، بل علينا أن ننتهجه كخطة استراتيجية طويلة الأمد وفي نفس الوقت تطوير سياسات جادة تعزز من مسيرة التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة والتي تقلل من الانبعاثات بشكل كبير ما يساعد على تحقيق المستهدفات العالمية في هذا النطاق.
من جهته، أكد تيم هولت أن نظام إنتاج وإمداد الطاقة الحالي في العالم يحتاج إلى تطوير وتحديث بما يضمن الارتقاء بمستويات كفاءته، مشيراً إلى أن هذه الخطوة هي نقطة البداية الحقيقة نحو التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة في العالم.
وأشار مجيد جعفر إلى أن التركيز الذي يشغل الإعلام حالياً هو نقص الإمدادات، وهذا التوجه غير صحيح، فالطريق الأمثل هو إيجاد طرق أنظف لإنتاج مصادر الغاز الحالية، والاستثمار في الهيدروجين والنفط والطاقة الشمسية، والاستخدام النظيف للنفط الذي يدخل في كافة مفاصل حياتنا، ومن الصعب أن نتخلى عنه كمصدر رئيسي بشكل فوري.
وقال إن الفضاء العام يتسم بوجود كم هائل من الحوارات التي تدلل على ازدواجية المعايير في التعامل مع مواضيع الطاقة، ومن جانبنا، فنحن نعتبر أن سياسات الطاقة التي تنتهجها دولة الإمارات هي الأمثل، تنويع المصادر مع تعزيز عوامل التحول إلى المصادر النظيفة، فليس الغاية هي وضع أهداف عليا، بل الأهم هو توفير مصادر تمويل التحول والاستثمار في التكنولوجيا اللازمة لذلك.
وأكد أن أسعار النفط والغاز حاليا هي انعكاس للتطورات السياسية في العالم، ولا تمثل تذبذبات طبيعية، ولكن الإعلام يدفع الرأي العام لتشكيل ضغط عالمي نحو ترك مصادر الغاز الروسي والتوجه نحو الطاقة النووية، لكن المعضلة في هذا الطرح أن روسيا تنتج غالبية الانتاج العالمي لليورانيوم وهو المادة الأساسية في انتاج الطاقة النووية، ولابد أن تكون الآراء المطروحة بشكل منطقي وتقود إلى حلول ناجعة.
في السياق ذاته، قال كلاوديو ديسكالزي: علينا أن نركز على الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز جهود التحول إلى الطاقة النظيفة، لكن في نفس الوقت علينا أن لا نتخذ قرارات حادة جداً بخصوص مصادر الطاقة التقليدية التي نستخدمها الآن، فالمرحلة الانتقالية لابد أن تكون تدريجية جداً، وأن نستفيد في الفترة الحالية من التنوع الموجود من مصادر الطاقة.
وأضاف انه لا يمكننا اليوم أن نبدأ فجأةً بالاستغناء عن أي مصدر غاز أو طاقة، لكننا نرجح أن الطريق الأمثل هو تلبية احتياجات السوق الحالية، وبموازاة ذلك، علينا أن نستثمر في إيجاد مصادر أخرى للطاقة والغاز.
وتابع: لدينا مخاوف حول تذبذب أسعار النفط والغاز وحجم الانتاج، خصوصاً ما يتعلق بالغاز الطبيعي، على إثر التغييرات والتوترات الجيوسياسية الحاصلة اليوم. وفي ما يتعلق بالغاز الطبيعي، فإنه من الصعب استبداله في الوقت الحالي بأي مصادر بديلة. نحن نقوم بالاستثمار في إيجاد موارد احتياطية تغطينا للفترة المقبلة ولربما لغاية 2023 في ظل انقطاع الغاز الروسي، لكنني أؤكد أن علينا أن نسير في طريقين في الوقت ذاته، وهما تحقيق أمن الطاقة، وتعزيز التحول نحو مصادر نظيفة.
ويمثل منتدى الطاقة العالمي الذي يعقد ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2022، بالشراكة مع المجلس الأطلسي، منصة تجمع صنّاع القرار في الحكومات والاقتصاد والصناعة بهدف تكثيف الجهود لتحقيق الأهداف العالمية في انتاج الطاقة النظيفة، وتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
المصدر-وكالة أنباء الإمارات