مهرجان‭ “‬دبي‭ ‬وتراثنا‭ ‬الحي‭” ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الإماراتي‭ ‬وقيمه‭ ‬الغنية

دبي‭-‬وام‭:‬

اختتمت‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬في‭ ‬دبي‭ “‬دبي‭ ‬للثقافة‭”‬،‭ ‬فعاليات‭ ‬النسخة‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ “‬دبي‭ ‬وتراثنا‭ ‬الحي‭” ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬في‭ ‬القرية‭ ‬العالمية‭ ‬بدبي‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ “‬عبقرية‭ ‬الحرف‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭”‬،‭ ‬واستقطب‭ ‬عدداً‭ ‬قياسياً‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬تجاوز‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬زائر،‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬اتسمت‭ ‬بها‭ ‬نسخة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬المهرجان‭.‬

وقالت‭ ‬فاطمة‭ ‬لوتاه‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬البرامج‭ ‬الثقافية‭ ‬والتراثية‭ ‬،‭ ‬في‭ “‬دبي‭ ‬للثقافة‭”: ‬‮«‬نجحت‭ ‬الدورة‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬دبي‭ ‬وتراثنا‭ ‬الحي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬نعتبرها‭ ‬مميزة،‭ ‬نظراً‭ ‬للظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬الأنشطة‭ ‬التراثية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬المهرجان،‭ ‬تماشياً‭ ‬مع‭ ‬التدابير‭ ‬الاحترازية‭ ‬والإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭. ‬أشكر‭ ‬جميع‭ ‬شركائنا‭ ‬الذين‭ ‬ساهموا‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬من‭ ‬الحدث،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬القرية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تُعَدّ‭ ‬الوجهة‭ ‬الأمثل‭ ‬لتنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬المهرجان‭ ‬وإبراز‭ ‬التراث‭ ‬الوطني‭ ‬والإرث‭ ‬الحضاري‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬أمام‭ ‬جمهور‭ ‬كبير‭ ‬للتعرف‭ ‬إلى‭ ‬حرفنا‭ ‬التقليدية،‭ ‬تماشياً‭ ‬مع‭ ‬جهود‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬صون‭ ‬التراث‭ ‬المحلي‭ ‬ودعم‭ ‬الحرفيين‭ ‬والفنانين‭ ‬المحليين،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬التقليدية،‭ ‬وبما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬دبي‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية‭ ‬العالمية،‭ ‬والذي‭ ‬يشكل‭ ‬أحد‭ ‬المحاور‭ ‬القطاعية‭ ‬لخارطة‭ ‬طريق‭ ‬استراتيجيتنا‭ ‬2025‭”.‬

وعلى‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر،‭ ‬استقطب‭ “‬مهرجان‭ ‬دبي‭ ‬وتراثنا‭ ‬الحي‭” ‬الذي‭ ‬تزامن‭ ‬تنظيمه‭ ‬مع‭ ‬احتفال‭ ‬القرية‭ ‬العالمية‭ ‬بيوبيلها‭ ‬الفضي،‭ ‬حوالي‭ ‬42‭,‬329‭ ‬زائراً،‭ ‬وشهد‭ ‬تنظيم‭ ‬6‭ ‬مسابقات‭ ‬تراثية‭ ‬وثقافية‭ ‬متنوعة‭ ‬ومبتكرة،‭ ‬مع‭ ‬مشاركة‭ ‬8‭ ‬فرق‭ ‬شعبية‭ ‬إماراتية‭ ‬ببرامج‭ ‬الفنون‭ ‬التراثية‭ ‬المحلية‭ ‬المتميزة‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬المهرجان‭.‬

ورحب‭ ‬المهرجان‭ ‬بزوار‭ ‬القرية‭ ‬العالمية‭ ‬يومياً‭ ‬ببرنامجه‭ ‬الحافل‭ ‬بموضوعات‭ ‬شتى‭ ‬شملت‭ ‬القهوة‭ ‬الشعبية،‭ ‬الغرفة‭ ‬التقليدية،‭ ‬المطبخ‭ ‬الإماراتي،‭ ‬مهنة‭ ‬الطواش،‭ ‬المطوعة،‭ ‬الحرف‭ ‬التقليدية‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المهرجان،‭ ‬معارض‭ ‬بيع‭ ‬التمور،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الجلسات‭ ‬الحوارية‭ ‬والتثقيفية‭ ‬الافتراضية‭ ‬مع‭ ‬مختصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬ومقدمي‭ ‬ورش‭ ‬وإعلاميين‭ ‬بهدف‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬ملامح‭ ‬التراث‭ ‬الإماراتي‭ ‬وعاداته‭ ‬وتقاليده‭ ‬الأصيلة‭.‬

وقد‭ ‬نجح‭ ‬المهرجان‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬منه،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬حول‭ ‬أصول‭ ‬التراث‭ ‬المادي‭ ‬وغير‭ ‬المادي‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قيمه‭ ‬الغنية‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭. ‬كشْف‭ ‬وتعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬المواهب‭ ‬والموهوبين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن‭ ‬والتراث‭. ‬تحقيق‭ ‬المبادئ‭ ‬الحكومية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمحاور‭ ‬والأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لحكومة‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬لترجمتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬ودعم‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬وتاريخ‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات؛‭ ‬بالإضافة‭ ‬لإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لشرح‭ ‬الفنون‭ ‬الموجودة،‭ ‬والثقافات‭ ‬المتنوعة‭ ‬وربطها‭ ‬بالمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬وتتبناها‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقاء‭ ‬واجتماع‭ ‬ثقافات‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الإماراتي‭.‬

وتسعى‭ “‬دبي‭ ‬للثقافة‭” ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيمها‭ ‬لهذا‭ ‬المهرجان‭ ‬عبر‭ ‬بوابة‭ ‬القرية‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬رعاية‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬الفنون‭ ‬وتطويرها‭ ‬بما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الغني‭ ‬للدولة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬المناخ‭ ‬الملائم‭ ‬لنمو‭ ‬المواهب‭ ‬الجديدة‭ ‬وتشجيع‭ ‬الموهوبين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬المعرفة‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين‭ ‬والجمهور‭ ‬ورعاية‭ ‬جميع‭ ‬الأفكار‭ ‬المبتكرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقات‭ ‬الشابة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬الثقافات‭ ‬المستحدثة‭ ‬كثقافة‭ ‬الحرف‭ ‬وربطها‭ ‬بالاستدامة‭ ‬والصناعات‭ ‬التراثية،‭ ‬وتفعيل‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬الثقافية،‭ ‬وتبنى‭ ‬رؤية‭ ‬ورسالة‭ ‬هيئة‭ ‬دبي‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون،‭ ‬لكونها‭ ‬عنصراً‭ ‬فاعلاً‭ ‬وخلاّقاً‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الدولة‭.‬

وحرصت‭ ‬دبي‭ ‬للثقافة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬وصحية‭ ‬لزوار‭ ‬المهرجان‭ ‬والمشاركين‭ ‬فيه،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتمادها‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬المهرجان‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تمت،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭: ‬تعزيز‭ ‬التدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬لضمان‭ ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬بشروط‭ ‬النظافة‭ ‬والتعقيم‭ ‬المحددة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬وزوار‭ ‬المهرجان‭. ‬تطوير‭ ‬قواعد‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬لضمان‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬تدعم‭ ‬تجارب‭ ‬الزوار‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬القرية‭ ‬العالمية‭. ‬تطبيق‭ ‬سياسات‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬أوسع‭ ‬نطاق‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المتنزه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬إلزامية‭ ‬ارتداء‭ ‬الكمامات‭ ‬وتوفير‭ ‬المعقمات،‭ ‬وتكرار‭ ‬عمليات‭ ‬التنظيف‭ ‬والتعقيم‭ ‬خلال‭ ‬ساعات‭ ‬العمل،‭ ‬مع‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬تنظيف‭ ‬وتعقيم‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬فريق‭ ‬متخصص‭ ‬من‭ ‬القرية‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المنشآت‭ ‬يومياً‭ ‬بعد‭ ‬إغلاق‭ ‬أبواب‭ ‬القرية‭ ‬العالمية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬انعكست‭ ‬بصورة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬المهرجان‭ ‬وخروجه‭ ‬بأبهى‭ ‬حلة‭.‬