كان .. ولا يزال.. وسيبقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” أسطورة تتحدى الزمن بأعماله ومآثره وبصماته الخالدة.. وفي مدينة نيويورك يتجسد هذا المعنى على أرض الواقع في عدة ظواهر ومناسبات، وعدة أماكن مختلفة.
فالبداية كانت في الثانية عشرة من مساء يوم الأول من ديسمبر الجاري، وعلى أهم شاشة من الشاشات العملاقة في ميدان تايم سكوير الذي يعد أحد أشهر ميادين العالم، وهي الشاشة التي يطلق عليها ” إيجل سكرين”.. وعندما دقت الساعة الثانية عشرة بالضبط بدأت الجماهير تصطف لتشاهد تاريخ دولة الإمارات بين الماضي والحاضر، في سلسلة لقطات متتابعة على الشاشة خلال فيديو مدته دقيقتين تقريبا، يستعرض نشأة وتطور ونهضة دولة الإمارات مع عدة صور ولقطات فيديو للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، و صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وعدد من المعالم الشهيرة في الإمارات، فضلا عن لقطات مختلفة من ماراثون زايد الخيري الذي تنظمه الإمارات بشكل سنوي في مدينة نيويورك اعتبارا من عام 2005، ويوجه ريعه للأعمال الخيرية، وكانت الخلفية الأساسية لهذا الفيلم هو احتفال دولة الإمارات بعام الخمسين، وظل هذا الفيديو يتكرر على رأس كل ساعة لمدة 4 أيام كاملة.
وفي مساء ليلة الثاني من ديسمبر وتحديدا في مقر القنصلية العامة للدولة بمدينة نيويورك حيث احتفالية عيد الاتحاد الخمسين كانت مظاهرة حب وتقدير وعرفان من كل الضيوف العرب والأجانب والمسؤولين الأمريكيين، للإمارات وصاحب البصمة الخالدة في تاريخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” ، حيث تصدرت مآثره كل الأحاديث، بين الضيوف بمختلف اللغات، وكان هو الغائب الحاضر في تلك المناسبة، وكانت الإمارات بنهضتها واعتدالها وتسامحها وأخوتها الإنسانية هي النجم القطبي الأوحد في تلك الليلة.
وفي شوارع مدينة نيويورك كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاضرا في الإعلانات الموجودة على الحافلات العامة بالمدينة، التي تجوب الشوارع، من خلال شعار عام الخمسين وبعض الصور واللقطات التذكارية.. وفي حديقة “بروسبيكت بارك” في منطقة “بروكلين” التي تعد واحدة من أكبر الحدائق العامة في نيويورك، كان الحدث الأكبر وهو ماراثون زايد الخيري..
النسخة الاستثنائية التي أقيمت بمناسبة عام الخمسين، والتي أقبل عليها الآلاف من الشعب الأمريكي والمقيمين في مدينة نيويورك على وجه التحديد للمشاركة فيه، تقديرا للاسم الغالي الذي يحمله، وللمناسبة التاريخية التي يقام من أجل الاحتفاء بها.
وقبل أن ينطلق المارثون تحدث السيناتور توماس كيفين صاحب مقترح تخصيص يوم الثاني من ديسمبر ليكون يوم الإمارات في نيويورك عن ذكرياته في الإمارات، وفي دار زايد الخير، ذكريات الطفولة التي قضاها بين حنايا هذا الوطن الذي يقبل الآخر بكل سهولة، ويوفر لكل من فيه الحياة الكريمة، ويحقق له العدالة والأمن والأمان، والاحترام الكامل لجنسه ودينه وعمله ومذهبه، برعاية كاملة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وواصل المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.
وبعد فوزه بالمركز الأول في المارثون .. أكد جون كامبين في تصريحاته لوكالة أنباء الإمارات” وام” أنه قرأ الكثير عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وعن دولة الإمارات، وتجربتها الاستثنائية في النهضة والنمو وقدرتها على اختصار الزمن، حتى باتت رمزا للابتكار والإبداع وموطنا للتميز، مشيرا إلى أنه جاء للمشاركة في الماراثون كنوع من أنواع الوفاء لهذا الرجل وتلك الدولة العظيمة، بغض النظر عن التفكير في الفوز أو الخسارة.
في السياق نفسه .. أكدت هيروت جوانجول الفائزة بالمركز الأول في السباق على مستوى السيدات أن تجربة دولة الإمارات في النهضة والنمو والازدهار جديرة بالاحترام، وأنها سبق لها المشاركة في ماراثون زايد الخيري في عدة نسخ سابقة لكنها لم يصادفها التوفيق للفوز، وأنها تقدر الدور الإنساني والخيري الكبير الذي تقوم به الإمارات في الماضي والحاضر لمساعدة المحتاجين في كل مكان، ولديها قناعة بأن ماراثون زايد الخيري يحمل اسم اسطوري لرجل نشر الخير في كل مكان بالعالم، ودولة لم تدخر جهدا في الوقوف بجانب المحتاجين بمختلف القارات.
وفي أشهر وأقدم فندق في مدينة نيويورك وهو فندق ” ذا بلازا فايفث أفينو” المطل على “سنترال بارك” الشهير.. كانت المفاجأة السارة، في المكتبة التراثية لهذا الفندق التي تعود ملكيتها إلى مؤسسة ” أسولين” إحدى أكبر دور الطباعة والنشر المتخصصة في طباعة المراجع الأدبية والتاريخية، لتعرض فيها أهم مطبوعاتها وكتبها، وكان النجم الرئيسي بين كل هذه الكتب المهمة هو الكتاب الذي يحمل عنوان” SHIkH ZAYED – AN ETERNAL LEGACY ” بمعنى ” الشيخ زايد أسطورة تتحدى الزمن.
وفي محتويات هذا الكتاب الفخم الذي يمكن ترجمة معناه أيضا إلى” الشيخ زايد.. الإرث الأبدي” من تأليف الكاتبة ميرنا عياد تم استعراض سيرة ومسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان القائد المؤسس، وتجربته في نشأة وتطور الدولة الفتية، ومآثره وعلاقاته بزعماء العالم، فضلا عن عدد كبير من الصور النادرة له في الكثير من الأماكن بالدولة وخارجها.
أما لويزا بيكر أمينة تلك المكتبة المتخصصة في بيع الكتب الثمينة فقد أكدت أنها قرأت الكتاب بعمق، وتوقفت طويلا أمام كلمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، التي وضعت في الصفحات الأولى من الكتاب:” ثروتي الحقيقية هي سعادة شعبي” ، مشيرة إلى أنها تختصر سيرة ومسيرة الرجل، ومدى إقباله على العطاء كالنهر المتدفق، والقيم الحقيقية للقيادة والنيل والإيثار، وأن هذا الشعار هو سر إبداع ونهضة وتطور دولة الامارات وتفرد تجربتها الثرية.
المصدر-وام