طالبان من الإمارات يبدآن رحلتهما نحو التميز الأكاديمي في جامعة أكسفورد
أبوظبي – الوحدة:
أعلنت منحة رودس الدراسية في دولة الإمارات العربية المتحدة عن اختيار الطالبين علياء الحبتري وفراس درويش لنيل هذه المنحة المرموقة، تقديراً لتفوقهما الأكاديمي وإمكاناتهما الشخصية المتميزة. وجاء اختيار الفائزين بناءً على معايير دقيقة شملت طموحهما لتحقيق أثر إيجابي ملموس، وشجاعتهما في مواجهة التحديات، بالإضافة إلى إنجازاتهما التي تعكس تفكيراً استثنائياً، وقدرات قيادية بارزة، والتزاماً قوياً بخدمة المجتمع.
وسينضم الفائزان إلى نخبة من الباحثين والروّاد المؤثرين من مختلف أنحاء العالم لبدء عامهم الدراسي في جامعة أكسفورد في أكتوبر 2025. وتُعتبر عملية التقدم للحصول على منحة رودس من بين الأكثر تنافسية، إذ تتطلب تقديم بيانات شخصية، وسجلات أكاديمية متميزة، والمشاركة في مقابلات مع نخبة من المرشحين المتفوقين من الجامعات الرائدة في جميع أنحاء دولة الإمارات. وقد شهد هذا العام اختيار 11 مرشحاً نهائياً من بين عدد كبير من المتقدمين. تم الإعلان عن الفائزين بعد أن وقع عليهما الاختيار في الجولة النهائية من المقابلات.
وتسعى علياء الحبتري إلى تحقيق طموحها الأكاديمي من خلال الحصول على درجة الماجستير في الحوكمة العالمية والدبلوماسية، إلى جانب درجة الماجستير في السياسات العامة، ما سيعزز قدرتها على الإسهام في تطوير استراتيجيات المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم مكانتها الريادية على الساحة الدولية. أما فراس درويش، فيطمح إلى نيل درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر المتقدمة ودرجة الماجستير في السياسات العامة، بهدف الإسهام بفاعلية في النقاشات العالمية حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، والعمل على صياغة قوانين فعالة لحماية خصوصية البيانات ومعالجة التحيز في تقنيات الذكاء الاصطناعي. الطالبان المتميزان من جامعة نيويورك أبوظبي، وينتميان إلى نخبة الشباب الطموح الذي يضع بصمته في مجالات تجمع بين الابتكار والتأثير الإيجابي العالمي.
وتتألف لجنة اختيار منحة رودس الإمارات من نخبة من القادة والشخصيات البارزة في الدولة وحاصلين سابقين على منحة رودس، ويترأس اللجنة سعادة عمر سيف غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية. ويكتسب هذا العام طابعاً خاصاً، حيث يصادف الذكرى العاشرة لانطلاق هذه المنحة في دولة الإمارات، مما يعكس مسيرة حافلة بدعم الكفاءات الوطنية وتمكينها.
وفي تعليقه على اختيار الفائزين بهذه المنحة المرموقة، قال سعادة عمر سيف غباش: “إن بناء مستقبل أي دولة يتطلب عملاً جماعياً ومساهمات فاعلة تترك أثراً ملموساً في مختلف المجالات. من خلال منح هذه الفرصة المتميزة لاثنين من الطلبة المتفوقين، نؤكد قناعتنا الراسخة بأهمية التعليم كركيزة أساسية لتمكين الشباب وتعزيز قدراتهم. ولا شك أن التفاؤل المدعوم بالمهارات والطموحات الواعدة للشباب يُعد عاملاً أساسياً في تحقيق التقدم والريادة التي تسعى إليها دولة الإمارات في مسيرتها لتحقيق المزيد من النمو والازدهار”.
من جانبها، أكدت أنجيلا ميجلي، المديرة التنفيذية لمؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، الجهة الداعمة للمنحة، على أهمية هذه المبادرة قائلة: “تُمثل منحة رودس نقطة التقاء بين الطموحات الفردية والرؤي الوطنية لمستقبل أكثر اشراقاً. فهي توفر للشباب الموهوبين فرصة فريدة لصقل مهاراتهم الاستثنائية وتعزيز معارفهم من خلال التعليم العالي، مما يمكنهم من إحداث تأثير إيجابي ملموس على المستويين المحلي والعالمي. نحن واثقون من أن الحاصلين على المنحة هذا العام سيحققون نجاحاً ينعكس إيجاباً على مجتمع الإمارات، ويدعم مسيرتها الطموحة نحو الريادة”.
وفي نسخة العام الماضي من منحة رودس، حصلت الطالبة الإماراتية سارة النجار وزميلتها البلغارية مونيكا ميتوفا، وكلاهما من جامعة نيويورك أبوظبي، على هذه المنحة المتميزة. تجدر الإشارة إلى أن شما المزروعي كانت أول إماراتية تحصل على هذه المنحة في عام 2014، والتي شغلت لاحقاً منصب وزيرة دولة لشؤون الشباب، وتتولى حالياً منصب وزيرة تنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن بين الحاصلين البارزين الآخرين على منحة رودس، الكاتبة الإماراتية دبي أبو الهول، مؤسسة ومديرة معهد “فيكر” للأبحاث في الشؤون الدولية، وأمل القرقاوي، التي شاركت كمفاوضة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28).
وتُعد منحة رودس، التي تأسست عام 1903، واحدة من أقدم وأرفع الجوائز الأكاديمية في العالم، حيث تتيح للطلاب المتميزين فرصاً استثنائية لإكمال دراساتهم العليا في جامعة أكسفورد، مما يؤهلهم ليصبحوا قادة المستقبل في مجالاتهم المتخصصة. وانطلقت منحة رودس الإماراتية، التي عُرفت سابقًا باسم منح فالكون، في عام 2013 تحت رعاية مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان وبالتعاون مع مؤسسة رودس، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلاب المقيمين في الإمارات العربية المتحدة. ومنذ عام 2014، أتاحت المنحة الفرصة لأول دفعة من الطلاب الطموحين لتحقيق تطلعاتهم الأكاديمية والمهنية في جامعة أكسفورد، إحدى أبرز المؤسسات التعليمية العالمية.