قراءة في قصيدة.. إلى إبنتي الحبيبة هند

شعر: مانع العتيبة / سفير الإمارات العربية المتحدة لدى فرنسا

بلاد المعزَة والفرح

الشعور الأبوي الدفاق والخلجات الحانية يعتمل رؤياه في قلوب الآباء وتنصهر في جوانح الفؤاد وتستلهم بصيرتها في عيون الأمهات وتنداح حلقات يسيجها الوداد ويعتصر شذاها زهور وريحان وافنان.
انه العتيبة الشاعر الفذ الذي يمتلك ناصية البيان ويحوز على قوالب الشعر بسمات ووشوشات عذرية ترسم غيمات بيضاء سماوية في ملكوت الجمال وخضرة الحُسن.نعم يحاكي حنان الابوة في نغمات وجدانية ملؤها فرح ،فخر وسعادة. انها الابنة البارة هند التي تبوأت مناصب عليا عظيمة تمثل بلاد الامارات الحبيبة في أرق وأجل واجهة .وقد جعلت نصب الأعين مثالا للجد والعمل المثمر الطيب في سهر الليالي وتنمية المواهب في جهد جهيد لرفعة امجاد الوطن واستثمار متنامي ينهل من العلوم والمعارف في شتى الفنون والوانها وفروعها. حتى غدت البلاد فرح وسرور وأطايب فواحة من سماء معطاءة واعدة.. ولنفتح الافئدة لتنهل من قلائد القصيد في تهنئة الابنة هند.

غردي يا قصايد وابتسم يا شعور المناصب حصيلة جهد للمجتهد
في بلاد المعزّة والفرح والسرور البشاير توالت سيل برق ورعد
الف مبروك يا احلى من عبير الزهور يا حفيدة نشاما صادقي الوعد

المعالي إقدام وعزم
اجل المعالي لا تتأتى جزافا او عابرة. بل تتكون من المثابر والعمل الدؤوب التي ينتج اجيالا تثب بخطى واثقة وصلة مع العزم والاقدام ومغامرة الصعاب كي تحصل على مرماها ومرادها. انها النفوس الكبيرة العظيمة التي صاغها المتنبي
اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام
نعم هذه الأرواح المجبولة بالهمم العالية تنظر الى الجوزاء والثريا وما بعد. ولا ترضى بالدون.لهذا ف هند ابنة الشاعر العتيبة نشأت في بيت عز وشرف وعطاء وتربت في كنف دولة عظيمة زعيمها وباني نهضتها الأب القائد الوالد طيب الذكر والعطر الشيخ زايد . وما اجل وابلغ ما شدى به شاعرنا:

طالبين المعالي من قديم الدهور فعلهم للثريا بالمعالي صعد
بنتتنا لي تفكك كايدات الأمور فعلها من فعلنا وعزمها ما برد
نفتخر ونتفاخر بين كل الحضور ونتنومس بعلمن فيه كلن شهد

الثقة في اهل الديرة والوطن

بلاغة العتيبة تظهر جلية واضحة بعيدة المرامي خاصة حين يرمز في كناية فردية الى اهل الديرة والوطن الغالي الامارات .وهذه اللفتة قلما يرتكز منزلتها الشعراء وربما تغفل عن خلدهم. وكون العتيبة وزيرا سابقا ومهندسا ناجحا ومستشارا خبيرا لرئيس الدولة حفظه فإن تلك الجنبات لا تفوته ولا تعصى على شاعريته الرقيقة ولنفتح القرائح في عبارة (أهلها) التي كناية عن الوطن الامارات لنرى العبقرية الاخاذة في حسن السبك وقوة التأثير وانسياب الدّلالة التي جاءت كشمس مشرقة دافئة.

الثقة في أهلها من ولاة الأمور ولو نعدد ثقتهم ما حصينا العدد
تحت راية خليفة نرفع العز دوزر نسل زايد وزايد يعل قبره برد

راية خليفة وشجاعة ابى خالد

نعم يستمر العتيبة في إبراز الهبة والعطاء والنماء في شخص كريمته ألا وهي الشجاعة الهصور التي استمدت إرهاصاتها وشأوتها من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – ولي العهد – نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .والشجاعة التي امتلكها سموه في شتى مضارب الحياة نادرة وتتفرد به سمو على الدوام.

وعند هقوة بو خالد الشجاع الجسور نادر الفعل يلي بالجميل انفرد
شرفت بالسفارة هند وانا فخور وهي سفيرة محبة قبل هذا وبعد.

وها هي السفيرة هند العتيبة غدت سفيرة السفيرات التي تشرفت الأماكن فخرا وجودها وديمومتها في تلك الأجنحة الوضاءة التي تعكس ثرى الوطن في أية بقعة على الأرض. لهذا أصبح هند سفير محبة و قبول واستحسان كما جٌبلت على المحبة قبل وبعد….انها انسان قبل وبعد أيضاً. وما أروع واجمل وأجل انشاد هذا القصيد حين جاءت على موعد مع تسلم الشيخ محمد بن زايد وسام رجل الإنسانية من قبل المؤسسة البابوية تأكيدا على إسهامات سموه وعطائه المثمر في سائر بلدان العالم اجمع وان سموه قد عزز أسس التسامح والتعايش السلمي في اخوة إنسانية في شتى بقاع الأرض. حيث حظى في احترام العالم أجمع تقديرا لسموه وها هي هند ابنة الشاعر سفيرة المحبة أيضا سفيرة الإنسانية. ولا عجب بذلك كما ذكر سابقا تستمد قوتها وانسانيتها من سموه حفظه الله.

شرفت بالسفارة هند وانا فخور وهي سفير محبة قبل هذا وبعد.