بقلم /أنور بن حمدان الزعابي ــ كاتب وشاعر إماراتي
* في بادية الذيد وبريقها الآخاذ وبذاك الماضي الجميل حيث العفوية ومعاني الذوق الرفيع والبساطة في الإلفة والمعشر بين الناس .حياة البساطة والحب والنقاء والصدق والكرم والجود والصفاء،كان ميلاد شاعراً من شعراء المنطقة الوسطى أي مدينة الذيد وماجاورها من حواضر بدوية متنقلة بين تلك المناطق النائية في خضم الصحراء بذاك الزمان.وهو الشاعر مصبح بن جاسم بن عبيد الطنيجي ،أحد رجالات الذيد المقدرين والمعروفين والمشهورين ،وأحد المقدمين في المناسبات العامة وهو معروفاً للشيوخ في كل الإمارات وعاصر تاريخ الدولة ماقبل الاتحاد وبعده ورافق الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم أمارة الشارقة الأسبق.
وعرف الشاعر مصبح بن جاسم الطنيجي كشاعر الرزفات والحربية والتي تقام في
الأعراس والأعياد الوطنية والمناسبات.وكان ذو نبل وإباء وخلق في طرح أبياته الشعرية في الرزيف إضافة إلى ماكان يلقيه من قصيد في الغزل العفيف وفي مناسبات الأعياد الوطنية.
يقول الشاعر مصبح بن جاسم :عاصرت الشيخ صقر بن سلطان بن خالد القاسمي ردحاً من الزمن ولازمته في الكثير من رحلاته في ربوع الوطن.
وشهدت ولازلت نهضة الرقي لصاحب السمو د. الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وملحقاتها الذي جعل من الشارقة درة حضارية مرموقه.
وقال مصبح الطنيجي: «زمان أول العيشة بسيطة والناس على الفطرة وبينهم ألفة ومودة، كانوا فرحين في ما بينهم، يحبون بعضهم بعضاً، لا يحملون في أنفسهم البغض والضغينة، وكنا نجتهد في البحث عن المناطق التي تكثر فيها الأشجار، لأننا نستظل بظلها في الصيف ونستدفئ بها شتاءً».وأضاف: «واقعنا الذي عشناه في الذيد يؤكد غنى المنطقة بالطوايا المليئة بالمياه التي نرتوي منها ونسقي البوش والحلال. وعرفت بادية الذيد منذ القدم بغزارة مياهها وعذوبة ينابيعها، ومن الطوايا المشهورة: مغيدر وطوي الزعابية، وطوي بن ناشر، وطوي بن صبح، وطوي عبيد بن باروت، وطوي بن لمطيري، وغيرها».
أقمت وعشت في الزبيدة شمال مدينة الذيد في أصقاع البرية الهادئة والجميلة وكذلك في بلدة سهيلة وطوي بن غرير وسالم الشمطي هو من حفر الطوي ونزلنا في هور العربض ومضال واعتنينا بتربية الهجن .
العمل في القوافل والجريات
وعلى مر عدة عقود عمل الشاعر مصبح بن جاسم الطنيجي في القوافل ونقل الجريات أي نقل الناس على ظهور الهجن مع أغراضهم من المدينة إلى المصايف وخاصة بعمله في جزيرة زعاب حيث تربطة وشائج القربى والعلاقات الأخوية مع أفراد قبيلة زعاب أمثال الشيخ حسن بن عبدالله الزعابي وحميد اطنيجي الزعابي خواله طنيج قوم بن خصيف وبن حنديو الزعابي نسيب راشد بن عبيد بن خليف الطنيجي.
وأقتنيت أول سيارة في العام 1955 وأشتريتها من الشيخ حسن بن عبدالله الزعابي ومانت توجد له نخل في فلي معلا عند كراجات بو سكين حالياً وكانت توجد أربع سيارات فقط في الذيد وهي عند معضد بن علي بن هويدن وحمد بالقابض ومحمد بن عبدالله لبديوي الطنيجي ومصبح بن جاسم.
وتآلف شعرياً مع الشاعر والرزيف علي بن هويشل الخاطري رحمه الله تعالى
والشاعر سعيد بن خميس الطنيجي رحمه الله تعالى .وفي منتصف السبعينيات استقر بي المقام في امارة الفجيرة وعملت على سيارات الأجرة ردحاً من الزمن وكانت مرحلة نشطة من التقدم الاقتصادي في الدولة.وقبلها سافرت للعمل في الدمام مع ظهور النفط وكانت تجربة رائعة وجميلة من الحياة.
رهافة قلب الشاعر
في يوم من الأيام كان الشاعر مصبح بن جاسم بن عبيد الطنيجي في زيارة لأحد الشعراء وفي الطريق صادف بعض الفتيات وقد تغطين بالعبايا . ومرن بجانبه ولم يسلمن عليه فتكدر وعاد بقصيدة يسندها إلى صديقه الشاعر بن هويشل قائلاً:
سون عبايا غير العبايا
امدرزات وفيهن افصم
نقاب من فوق الغشايا
والوجه أزم دوم مظلم
ماياك شرح ن بلتقايا
اتبش ان شفته تبسم
هذا الظهر فيه البلايا
يارب م العلات نسلم
وأصفقت بكفوفي خلايا
يوم أذكر الماضي اتندم
واذكرت مسمر الدعايا
لي في الحشا وده مرسم
من خلج ماداس الخطايا
ربي أحرزه عن كلمة الذم
النوم مابت بهنايا
الا على وسادي امويم
الرزفات
وقال انه كان يشارك بن هويشل وبن خميس في جميع الرزفات التي كانت تدور في الأعراس والمناسبات وقال في هذه القصيدة:
يابن هويشل شفت بارج على ديارك لوليه
على ديار من يطلي المفارج بطيب وارياح ن عذيه
ورد عليه المرحوم بن هويشل قائلاً:
وان شفت براق الشمالي
ونيت وامسيت امغبوني
والوقت يامصبح رماني
وارخص بقدري مايهوني
لو شفت منساح بالي
ماهو على شلات لاول
عيني على ريم الشمالي
يلي من المنزل تحول
وتحدث الشاعر مصبح بن جاسم الطنيجي عن قبيلة الطنيج الكريمة قائلاً:
وجهاء الطنيج هم راشد بن محمد بن حامد الطنيجي ومسعود بن محمد.
وقبيلة الطنيج كبيرة وعريقة وبها عدة أفخاذ وعائلات تتفرع أيضاً إلى عائلات أصغر نحن من الشرايده وهناك الخصيفات والخليفات وقوم بن حمود والمتارفه والبلايا والمشامله بن شملان وبن عيسى.
وقد أشترك الشاعر مصبح بن جاسم مع المرحوم الشاعر سعيد بن خميس، رحمه الله، في فرقة رزيف مع الشاعر علي بن هويشل الخاطري،
رحمه الله، الذي كان هو شاعر الرزيف الأول في المنطقة، وعرفت باسم «فرقة طنيج». وبعد وفاة الشاعر ابن هويشل، تسلّم الفرقة زميله ونديمه شاعرنا سعيد الطنيجي، وضمّت هذه الفرقة نخبة من الوجوه المعروفة من قبيلتي طنيج والخواطر وبعض أفراد القبائل الأخرى. كان أبرز هذه الأسماء الشاعر الشيخ محمد بن علي الخاطري والشيخ مصبح بن علي الخاطري، وسالم بن حسن الخاطري، وسالم بن سلطان المسافري، رحمهم الله، وسعيد الشاوي، ومصبح بن جاسم الطنيجي والشيخ سلطان بن علي الخاطري، وغيرهم من أهالي وأبناء الذيد، ومن القبائل الأخرى من المنطقة، أمثال «بني قتب» و«المسافرة»، و«هل علي»، والمزاريع، وآخرين. حيث جمعت نخب شعراء الرزفة في ذلك الوقت.
* عن الشيخ زايد رحمه الله تعالى
قال الشاعر مصبح بن جاسم الطنيجي :إن الكلام عن زايد لا يفيه حقه فزايد يستحق منا الكثير، لقد كان زايد قبل الاتحاد ورغم الحياة الصعبة وقلة الأمكانيات سخي معطاء حينما كنا نذهب إليه في رمضان في أبو ظبي يجود علينا بالخير والمساعدة، موضحاً أن صفة الكرم متأصلة فيه فهو صاحب خير وجهود مشهودة في مساعدة الناس في وطنه وخارج وطنه حيث غطت جهوده الإنسانية الواسعة ولا تزال مناطق كثيرة من العالم فملأ اسمه الدنيا، بالإضافة إلى النهج القويم الطيب الذي تركه في مجال الشعر النبطي.
تعليقات الصور
1- ا
01
001