ما لهذه الصدمه آخر .. ما لهذا التعجب آخر .. ما لهذا الصد والتغيير والبغض والحسد والاستحقار والاستفزاز والغيرة آخر .. أذكري لي الأمان اذكري لي الحنان .. أذكري لي الصحبة اللطيفة أذكري لي الشخصية الشغوفة أذكري لي القيادة العطوفة ، كانت الرحلة جميلة للأسف .. للأسف أختفى ذاك الزمان وتبدل الحال بحال .. من بعد كان الحبيب أصبح غريب غريب رهيب رهيب مُخيب مُخيب ولا يستجيب ولا يستجيب لنداء العشاق ولا لنداء الأحباب ولا لنداء الأصحاب ولا لنداء الأعراب ولا لنداء العقل ولا لنداء القلب ولا لنداء الأيام .. الأيام اللي اجمعتنا بحلوها وبمرها ، وبعلوها وبتقلباتها ؛ والتي تعايشناها سوا وتحديناها سوا حتى أتى اليوم المشؤوم الذي رميتيني فيه بعد أن علمتك أنا الرماية كل يوم ، وعلمتك كيف ومتى تطلق الرصاصة .. الرصاصة التي اطلقتها علي دون سبب واضح ، ودون شرح وافٍ ودون موجز يشفي الاستعجاب ، ولكن تلك الرصاصة الخبيثة اللعينة لم تقتلني بل أحيتني ونبهتني وعرفتني وذوقتني عذبات الأيام وحلو الليالي وزين الوقت .. يا سارق الوقت يا سارق العمر ويا سارق الأيام ويا سارق الفرح .. الفرح الذي اخْتار الوقوف بجانبي – بأمر الله والحمدلله – معيشةٌ له وحمايةً لي من رصاصة غادرة أخرى – عدوانية ونية مبيتة – قد تطلقها ؛ واخْتار تركك في مهب الزعازع ومهب المطامع وقض المضاجع وخبث النوايا .. خبث النوايا التي استدركها من خلال تكبرك وغرورك وعنادك .. عنادك الذي قوض أركان المحبة وقوض مد الأرزاق وقوض بناء السعادة ؛ وحسناً اخْتار الوقوف بجانبي لأنني مغلوب فانتصر ؛ والنصر دائماً وأبداً حليف مخلص النوايا لله وصادق العهد وصاين العشرة وحسن الخلق والأمين والكريم ، لا لناكر المعروف وناكر العشرة وناكر الجميل الجميل ، وما لهذه الصدمة القوية الجميلة آخر ، وما لهذا التعجب الذي أحياني بعدما اصابني آخر ، وما لهذه العبثية التي تحكمك وتقودك إلى براثن الهبل آخر آخر .. لذلك انتبه ، فلحظة الموت عندما تأتي ما لها وقت محدد – لي ولك – حينها لا ينفع ندم لا ينفع ندم …
آخيراً سؤال: ألم تكتفي .. ألم تستوعب .. ألم تعلم أنك صرت خاسر وصارت الرحلة حزينة لك للأسف للأسف ؟ ولكن اعلم أن باب عودتك نصفه مفتوح وبيدك الأمر ، أما أنا فــــ يدي ليست مغلولة إلى عنقي …