إكسبو 2020: تصنيف الأجيال وتمكين الشباب العربي (3)

بقلم / د. فاطمة محمد خميس

من الأنشطة الموجهة للشباب في إكسبو 2020 استضافةُ أعضاءِ برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي للاحتفاء بتأهيل 100 شاب وشابة من 15 دولة عربية ضمن النسخة الأولى من البرنامج. ويهدف البرنامج إلى تطوير المهارات الرقمية للشباب العربي عبر منهجية تجمع بين الثقافة التكنولوجية والممارسة العملية بما يساعد ودعم بنية المهارات العربية والاقتصاد المعرفي في الوطن العربي. وهذا البرنامج الطموح هو من مبادرات “مركز الشباب العربي” إحدى الرؤى الإماراتية الرائدة للشباب العربي بقيادة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. ومن المبادرات الأخرى الرائدة للمركز “القيادات الدبلوماسية الشابة”، و”مجلس الشباب العربي للتغير المناخي”، و”القيادات الإعلامية العربية الشابة”، و”أبحاث الشباب العربي”، و”الاجتماع العربي للقيادات الشابة”.
وللاهتمام بالشباب من حيث البعد القيادي أبعاده العميقة، فبحسب تصنيف الأجيال المُعتمد في معظم دول العالم فإن لتصنيفات كجيل “الألفية” وجيل  “z”  ” وجيل “ألفا” أهميتها الحالية في ميادين كثيرة منها الاجتماعي، والإداري، والتسويقي لا سيّما التسويق الإلكتروني وغيرها من المجالات. وبرزت أهمية التصنيف حين تنبهت الحكومات الغربية في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي إلى تفاوت انخراط الشباب من أجيال مختلفة – سلباً وإيجاباً – في نوازل مؤثرة في مجتمعاتهم ومنها تنامت الجهود في سبيل رصد أسباب هذا التفاوت. ورائد هذا التصنيف هو عالم الاجتماع المجري ومؤسس علم الاجتماع المعرفي “كارل مانهايم” الذي صاغ نظريته حول “الفجوة بين الأجيال” في عام 1960 مما ساهم في فهم أثر الأحداث سواء أكانت سياسية أو ثقافية أو تقنية أو غيرها في تشكيل وعي واستجابة كل جيل وفق خصوصيته.
والأجيال الثلاثة محل الاهتمام الأكبر هي جيل الألفية وهم مواليد الفترة بين 1980م حتى 1994م، وجيل “z” وهم مواليد الفترة بين 1995م حتى 2015م، وأخيراً جيل “ألفا” وهم مواليد الفترة ما بعد 2016م أي مواليد ما بعد الثورة الصناعية الرابعة. ويسعى صناع القرار وواضعوا برامج التطوير – ومن بينها التطوير القيادي – من خلال فهم خصائص وسمات كل جيل إيجاد الصيغ المناسبة لفهمه ومخاطبته في مسارات الحياة المختلفة، وتأهيله تعليما وتدريبا وفق ما يتناسب وتطلعاته الخاصة. ومن الفوائد العامة والمهمة في هذا التصنيف أيضا الحد ممّا بات يُعرف بـ “الفجوة الجيلية” عبر خلق مساحة من التعايش بين الأجيال لتحقيق المساواة بينها وتعزيز العدل والإنصاف في العلاقات بين الأطفال والشباب والبالغين وكبار السن.