وام / أقام جناح الإمارات في إكسبو 2020 دبي أمس الجلسة النقاشية الخامسة والأخيرة من سلسلة “حوار الحالمين المنجزين” وحملت عنوان “المدن المستقبلية: الرؤية، الحلم، الآفاق”.
وتناولت الجلسة الجوانب المستقبلية المختلفة، بدءاً من أهمية اتباع نمط حياةٍ صحيّ مسؤول، مروراً بالتعامل الإيجابي مع البيئة والحفاظ عليها، وصولاً إلى التخطيط الحضري للمدن، ضمن خطةٍ متكاملة تساهم بتحقيق المستقبل المستدام لدولة الإمارات.
افتتح الجلسة النقاشية المهندس أحمد الخطيب، الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري في “إكسبو 2020 دبي”، وأدارتها “كيلسي وارنر”، محرّرة صفحة “المستقبل” في “ذا ناشيونال”، وشارك فيها كلّ من “باتريك جرجور”، الشريك المؤسس لمنصة “إنكد”، متحدّثاً عن مستقبل الغذاء، الدكتور “نيكولاس كالفيت”، أستاذ الكيمياء المساعد في “جامعة خليفة” ورئيس محطة الطاقة الشمسية في “معهد مصدر، حول مستقبل الطاقة، والمهندس وائل الأعور، مؤسس “استوديو واي واي”، متحدّثاً عن مستقبل العمارة.
واستعرض المشاركون في هذه الجلسة النقاشية الابتكارات والأفكار والأساليب والمبادرات المتواصلة لدولة الإمارات على مستوى العالم، ورؤيتها المستقبلية الكفيلة بوصولنا إلى مدنٍ مستقبلية يكون الإنسان محورها، وتصبّ في خدمة نموّ المجتمعات وسلامتها ورفاهها، مشدّدين على أهمية الأبحاث والعلوم وريادة الأعمال والمبادرات المجتمعية، والتزام المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص بالتشجيع على تبنّي ممارساتٍ تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً.
وتناول المهندس أحمد الخطيب الجهود السبّاقة لحكومة الإمارات في مجال الاستدامة، والتي برزت من خلال “إكسبو 2020 دبي” الذي أشار إلى أنه “الأكثر استدامةً على مستوى معارض “إكسبو” العالمية، منذ انطلاقها قبل 170 عاماً”.
وقال باتريك جرجور: “شغفي بالطعام يتجاوز حدود تناوله، أو تنظيم منصة “إنكد” فعاليات ذات صلة به ..أنا أتطلّع إلى دوري بالمساعدة في الحدّ من الجوع في العالم، وفي التصدّي لمسألةٍ جوهرية تطال مستقبلنا جمعياً، وهي هدر الطعام ..علينا أن نكون مستهلكين مسؤولين، وأن نمتلك المزيد من الوعي حول ما نأكله، وندرك تأثير ذلك على مستقبل الأجيال، والعمل على إحداث تغييرٍ إيجابي للتخفيف من هدر الطعام”.
وأضاف: “شخصياً، اخترت التحوّل إلى الطعام النباتي، ليس لعدم رغبتي في تناول المنتجات الحيوانية، لكنّ الاستمتاع بهذه الأخيرة لمدة 15 دقيقة لا يبرّر كل ما يلحق بالحيوانات والبيئة والطبيعة من أذى ..أنا متفائل بأنه يمكننا في دولة الإمارات أن نكون روّاداً في هذا التحدي المصيريّ، وأننا قادرون على معالجة قضايا هدر الطعام واستهلاكه المفرط، لتحقيق الاستدامة في مجتمعنا، والمساهمة في ضمان حصول كل إنسان على حاجته من الغذاء والماء”.
وقال الدكتور نيكولاس كالفيت: “التنمية المستدامة هي مسار تطوّر يلبّي احتياجاتنا حالياً، من دون التأثير سلباً على احتياجات الأجيال القادمة، وهذا هو النهج الذي تقوم عليه استراتيجية الطاقة في دولة الإمارات، عبر التنويع في مصادر الطاقة المتجددة ..من خلال التوازن بين احتياجاتنا من الطاقة، والاعتماد على مصدر الطاقة الشمسية، نحوّل استخدام النفط إلى قطاعاتٍ أخرى، ما دمنا لم نصل بعد إلى بديلٍ عن الوقود الأحفوري”.
وقال المهندس وائل الأعور: “لدينا مسؤولية تجاه الأرض، وتجاه الأجيال القادمة ..طاقات كوكبنا محدودة، ووجودنا على هذه الأرض آنيّ، لذلك أتساءل: كيف نعيش بانسجامٍ مع الطبيعة لنضمن المستقبل الأفضل ليس لأطفالنا فحسب، بل للأجيال القادمة كلها؟ كيف يمكننا تسليمهم كوكباً صالحاً للعيش فيه؟ هذه هي فلسفتي في العمل، والتي أجمعها إلى خبرتي في العمارة، وأطبّقها في تنفيذ مشاريعي”.
وتركّز الحوار في هذه الجلسة النقاشية على قضية النفايات، ودعا المشاركون فيها أبناء المجتمع إلى اعتماد أسلوب حياة أكثر استدامة ومسؤولية يحافظ على البيئة والطبيعة للأجيال القادمة، ودعوا الحكومات للتحوّل أكثر إلى اعتماد التقنيات الحديثة التي من شأنها تحقيق الاستدامة.
وشكلت هذه الجلسة النقاشية فرصةً لتوجيه التحية للقائمين على جناح الإمارات في إكسبو 2020 دبي، والشكر لزوّاره على مدى الأشهر الستة الماضية، والتقدير للحالمين المنجزين والمبتكرين وقصصهم وأفكارهم الملهمة. كما أنشأ جناح الإمارات لجانًا تضمّ أكاديميين رواداً، لمواكبة الجيل المقبل من “الحالمين المنجزين”.
وجمعت الجلسات النقاشية الخمس من سلسلة “حوار الحالمين المنجزين” مجموعةً من الأكاديميين والمبتكرين والمبدعين الذين استعرضوا أفكارهم الطموحة وابتكاراتهم وإنجازاتهم المساهمة في تحقيق مستقبلٍ أكثر استدامة لدولة الإمارات والعالم.