دبي- وام / قالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة : بقلوب يعتصرها الألم، تابعنا حرائق الغابات التي أتت على مساحات شاسعة من أستراليا، ورسمت لنا صورة حية تذكرنا بالآثار المدمرة للتغيّر المناخي حيث تسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، ومستويات الجفاف، في تزايد هذه الحرائق التي دمرت أكثر من عشرة ملايين هكتار من الأراضي – وهي مساحة تزيد على مساحة دولة الإمارات ..

وما من مصاب أفدح من هذا يدعونا لبذل المزيد من الجهد لوضع حلول لقضايا التغير المناخي.

وأضافت معاليها في مقال لها : لا شك أننا جميعا نخشى على مستقبلنا؛ وأننا جميعا نريد أن نحيا في كوكب أنظف وأفضل، تزدهر فيه مواردنا ونحافظ عليها للأجيال القادمة .. لكن لكي تُترجم هذه المخاوف والآمال إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، فإن واجبنا أن نحوّل الأقوال إلى أفعال.

وقالت : في إكسبو 2020 دبي، ننظر إلى المستقبل بتفاؤل .. نعم، التحديات التي تواجه عالمنا كبيرة؛ لكن قناعتنا الراسخة كانت – ولا تزال – أننا قادرون على التصدي لكل تلك التحديات وحلها إذا اجتمعنا معا، وتبادلنا أفكارنا، والتزمنا بالعمل الدؤوب من أجل وضع الحلول.

وأكدت معالي ريم الهاشمي : نستطيع معا إحداث التغيير لرسم ملامح مستقبل أفضل، إذا تمسّكنا بإيماننا بقدرة الإنسانية على مواجهة التحديات ومعالجة القضايا الأكثر إلحاحا، المرتبطة بالتغير المناخي، والبيئة، والفقر والمساواة .. بأيدينا نستطيع أن نضع الحلول، وبالعمل الجماعي الدؤوب نرسم ملامح مستقبل أفضل.

وقالت معاليها : في إكسبو الدولي المقبل، ستجمع دولةُ الإمارات العالمَ في الحدث الأروع لاستعراض إبداعات الإنسانية وبراعتها وابتكاراتها .. وستكون هذه الوجهة العالمية فرصة غير مسبوقة لاجتماع 192 بلدا مشاركا وملايين الناس بروح التفاؤل، وقد وضعوا نُصب أعينهم هدفا واضحا، هو رسم ملامح غد أفضل لكوكبنا وكل ما عليه.

وأضافت معاليها : جزء محوري من هذا هو أنشطة إكسبو 2020 دبي، التي ستشمل تسعة أسابيع لموضوعات تركّز على عدد من القضايا العالمية الملحّة، من بينها التغير المناخي وأهداف التنمية المستدامة .. أسابيع الموضوعات هذه ستُلهم كل الزوار – لاسيّما الشباب منهم – ليكونوا صناع تغيير فاعلين، انطلاقا من قوة إكسبو 2020 دبي كحدث دولي جامع وطاقة دفع تشجع على إحداث التغيير ولتعزيز هذا، سيستضيف إكسبو 2020 دبي فعالية تتركز حول موضوع التغير المناخي، لتشجيع كل منا على أداء دوره في تحقيق مزيد من الاستدامة لعالمنا، مستعينا بنهج عملي ينطلق من القاعدة إلى القمة ويستفيد من طاقات البشر في أنحاء العالم وخبراتهم وطموحاتهم.

وقالت : ضمن الفعالية، التي ستُقام خلال أسبوع المناخ /1-7 نوفمبر 2020/ قبيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي المقرر في منتصف نوفمبر 2020، سيلتقي حشد من المؤثرين وصنّاع التغيير مع خبراء ليتفاعلوا مع الجهات العالمية المعنية بأفضل الممارسات العالمية، بما في ذلك الدول والمنظمات والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات متعددة الأطراف.

وأضافت معاليها : لكم أن تتخيلوا قوة هذه المنصة، التي لن يتوقف دورها عند إثراء الحوار بين صناّع السياسات وإلهامهم بأفكار جديدة، وإنما ستشجع أيضا التعاون الدولي من أجل اتخاذ خطوات قوية بشأن قضايا المناخ والاستدامة، على نحو يحقق أثرا عالميا حقيقيا يدوم لزمن طويل بعد ختام إكسبو 2020 دبي.

وأوضحت معاليها : ستُكرَّس سبعة أسابيع أخرى للتنمية الحضرية والمدن، والسفر والاستكشاف، والصحة واللياقة، والإبداع، والزراعة والتنمية المعيشية، والنساء والفتيات، والمياه وستحتفي سلسلة من الفعاليات العامة والمغلقة بمنجزات الإنسانية، وتسهب في تناولها لرسائل أهداف التنمية المستدامة، وتشجع على المزيد من العمل من أجل تحقيق الأهداف العالمية.

وذكرت معالي ريم الهاشمي : في إكسبو 2020 دبي دوما نُصَدّق قولَنا بالعمل الجاد؛ ولأن هدفنا كان دائما، ولا يزال، أن نستضيف إكسبو دوليا من بين الأكثر استدامة في التاريخ، وأن ندعم جهود دولة الإمارات في مناصرة التنمية المستدامة، فإن الاستدامة – كونها من موضوعاتنا الثلاثة الرئيسية – ستتجلى في كل ما نفعله .. فقد صُمم أكثر من مائة مبنى في الموقع وفق معايير ترتبط بالعمارة المستدامة. فضلا عن ذلك، سيُعاد استخدام أكثر من 80 في المائة من مبانينا لأغراض أخرى بعد ختام إكسبو 2020 دبي، في إطار إرث الحدث الدولي.

وأضافت معاليها : سيتحول جناح الاستدامة إلى مركز للعلوم والأطفال بعد ختام إكسبو 2020، ليواصل مهمة تعليم الأجيال المقبلة وإلهامها حتى تعيش حياة مستدامة .. ويغطي هذا الجناح مظلة قطرها 130 مترا، ستولّد طاقة تكفي لشحن أكثر من 890 ألف هاتف متحرك، وفي الليل ستحصد الماء من رطوبة الجو.

وأكدت معاليها : نشجع أيضا الأفكار الخلّاقة حيث يسلط برنامج أفضل الممارسات العالمية في إكسبو 2020 دبي الضوء على 25 من الحلول القائمة بالفعل، والتي يمكن إعادة إنتاجها وتوظيفها لتحقيق أثر عالمي أكبر ..

لدينا أيضا برنامج إكسبو لايف، وهو برنامج دولي للشراكة والابتكار بتمويل يبلغ 100 مليون دولار، يدعم بالفعل 120 مشروعا في 65 بلدا، ويهدف إلى تحسين حياة الناس والمحافظة على العالم.

وقالت معالي ريم الهاشمي : حققنا الكثير من التقدم، وسنظل نحقق المزيد بالعزم والمثابرة، وبمشاركة طموحاتنا وآمالنا مع العالم .. ويبقى أهم درس تعلمناه من حرائق أستراليا، أننا لا نملك أبدا ترف الاستسلام.وام/أحمد النعيمي/مصطفى بدر الدين