باراغ خانا: 2020 شكل مؤشراً لانتقال محور القوة الاقتصادية العالمية إلى آسيا
الإمارات قدمت للعالم نماذج ملهمة في التحول الذكي وتوظيف التكنولوجيا وترسيخ اقتصاد المعرفة
– 3 مميزات للقارة الآسيوية.. شكل الحكومة والدعم الحكومي للاقتصاد وتركيبة المجتمع.
– طريق حرير “حديدي” يربط شرق آسيا بغربها ويعزز الروابط التكنولوجية.
دبي-الوحدة:
أكد خبير عالمي في مجال التحول الذكي أهمية الاستفادة من التجارب الناجحة لدولة الإمارات ودبي التي قدمت للعالم نماذج ملهمة في التحول الذكي وتوظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وبناء بنية تحتية رقمية وإنشائية متطورة عززت من مكانتها العالمية واقتصادها المعرفي المستدام، والتي شكلت مصدر إلهام لكثير من حكومات الدول الساعية إلى بناء مستقبل أفضل لشعوبها.
وقال الدكتور باراغ خانا المستشار الاستراتيجي والمتخصص في التنمية والتحول الذكي ومؤسس شركة “فيوتشر ماب”، خلال مشاركته في جلسة افتراضية بعنوان “بيانات 2020.. فرصة لرسم رؤى سليمة وعلمية للحاضر والمستقبل”، حاوره فيها سعيد القرقاوي مدير أكاديمية دبي للمستقبل، إنه رغم كل التحديات التي شهدها العالم خلال 2020، إلا أن الاقتصادات الآسيوية استعادت عافيتها بسرعة أكبر من سواها، كما أن التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد في آسيا كان أفضل بكثير من طريقة إدارة هذه الأزمة في العديد من دول العالم، ما يؤكد بشكل متزايد وجهة النظر بأن آسيا هي المحور الجديد للاقتصاد العالمي.
وأضاف أن عام 2020 وما شهده من تطورات شكل مؤشرا لانتقال محور القوة الاقتصادية إلى آسيا التي سجلت حكوماتها ودولها نتائج أفضل بكثير من سواها على صعيد التصدي للجائحة من جهة والتعافي الاقتصادي من جهة أخرى، مشيراً إلى ريادة الإمارات ودبي التي قدمت الكثير من الدروس والتجارب الناجحة للعالم، وكيف استطاعت أن تتحول إلى مدينة عالمية بروابط متينة مع مختلف الدول.
وحدد خانا 3 سمات رئيسية مشتركة للحكومات في آسيا، الأولى هي الطبيعة التكنوقراطية للحكومة، التي تعتمد المعطيات الرقمية والمقاربات العلمية مع فاعلية كبيرة للجهاز الإداري، والثانية استمرار الدور الواسع للحكومات في الجانب الاقتصادي، خاصة على صعيد في دعم الشركات والصناعة وريادة الأعمال، بينما تتمثل الثالثة في النظام الاجتماعي الذي يمزج بين الاعتبارات الليبرالية والمحافظة في آن، بحيث توفر حريات تحت سقف القانون في الفضاءات العامة تتيح سماع جميع الأصوات مع الحفاظ على الاستقرار السياسي.
وقال باراغ خانا: “إن العلاقات بين شرق آسيا والدول العربية غرب آسيا، وفي مقدمتها دول الخليج، تشهد نموا متزايدا، فالروابط الاقتصادية بين جانبي آسيا تشكل طريق حرير حديدي جديد ونحن أمام هذا الطريق الذي لا يقوم على التجارة وانتقال البضائع والأفراد فحسب، بل يعتمد أيضا على الروابط التكنولوجية بين المنطقتين، وهي علاقة بدأت قبل “كورونا” وستستمر بعدها”، داعيا العالم العربي إلى زيادة اتصال أسواقه ببعضها وتسهيل النقل والتنقل البيني، إلى جانب دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وجعلها على رأس الأولويات في المرحلة المقبلة.
وأشاد خانا بتجربة دبي وقصة نجاحها المتميزة التي قدمت الكثير من الدروس من خلال تحوّلها إلى مدينة عالمية بروابط متينة مع العالم، مع ترسيخ مكانتها كمدينة ذكية، لافتا إلى أن دبي باتت نموذجا ملهما للمدن العالمية التي تسعى الكثير من الدول لاستنساخه، ومشيراً إلى أن الحكومات في المنطقة استفادت من أزمة كوفيد-19 التي سرعت الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التعليم والعمل والتطبيب عن بعد والحلول المالية الذكية.