وام / تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، انطلقت اليوم فعاليات الدورة السابعة من مؤتمر ومعرض ” واجهة التعليم” ومنتدى شباب الشرق الأوسط 2021 افتراضيا.
تستمر الفعاليات يومين بمشاركة 150 جامعة ومؤسسة تعليمية من داخل وخارج الدولة لتسليط الضوء على أحدث ما توصلت إليه العلوم وتطبيقاتها المختلفة والتقدم التقني والبحوث في مستقبل التعليم ومهارات المستقبل من خلال تواجد أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وصناع القرار وخبراء التعليم ونخبة من ممثلي جامعات ومؤسسات تعليمية حكومية وخاصة من داخل الدولة وخارجها.
حضر جلسات المؤتمر “افتراضيا” قيادات تربوية وأكاديميون وعدد من الطلبة ومؤسسات تعليمية مختلفة، وعدد من المتحدثين والخبراء المختصين يمثلون هيئات ومؤسسات وجامعات ومراكز بحثية عالمية.
بدأت فعاليات المؤتمر بعرض فيلم تعريفي عن الإمارات ومراحل تطور قطاع التعليم متوجا بالوصول إلى المريخ هذا العام، ثم بدأت جلسات المتحدثين الرسميين وتخللها جلسات حوارية للطلبة.
وأكدت والشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية – في كلمتها الافتتاحية للمعرض – أن دولة الإمارات قدمت عبر تاريخها نموذجا حيا في تحويل الابتكار إلى ثقافة حياة ونهج إداري للتطوير المؤسسي وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال استراتيجيات عمل واضحة المعالم أثمرت في تربعها على المركز الأول عربيا، والـ 34 عالميا، في مؤشر الابتكار العالمي العام الماضي. فشكلت الوجهة المثلى لاحتضان المواهب وطلاب العلم والتعلم من مختلف بقاع الارض، محققة رؤية الدولة التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” مؤسس الدولة، والجهود العظيمة التي قامت بها قيادتنا الحكيمة في دعم العلم والتعلم والمبدعين من أبنائنا الطلبة في شتى المجالات ومختلف الميادين للوصول إلى أعلى المراتب.
وقالت الشيخة شما بنت محمد : ” يتزامن افتتاح معرض واجهة التعليم بنسخته السابعة مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، 2021 في دولة الإمارات عام الخمسين كبداية جديدة لمستقبل باتت أهدافه واضحة، وطموحاته كبيرة تتجاوز حدود المستحيل، ممثلا دعوة لأبناء الوطن إلى التأمل في قيم الماضي وإنجازاته اعتزازا وفخرا بآبائنا المؤسسين الذين أرسوا القواعد القوية لدولة أبهرت العالم بما حققته من نهضة حضارية شاملة، وبما وفرته لمواطنيها والمقيمين بها من عزة وكرامة وشموخ، الدولة التي رسخ فيها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أواصر وثيقة ووحدة صلبة انعكست سلاما ومحبة في علاقاتنا مع العالم أجمع”.
وأضافت : ” نطمح اليوم في فريق عمل معرض واجهة التعليم بأن نساهم في لعب دور أساسي في تنمية القدرات والمواهب لأبنائنا الطلبة من خلال إرشادهم نحو المسارات الأكاديمية والمهنية التي توائم عام الخمسين.. فقد عشنا جميعا تأثر العالم أجمع بجائحة «كوفيد 19» وتحدي فرض حلول التعليم الرقمي نتيجة للجائحة، والذي تميزت فيه مؤسساتنا التعليمية بقدرتها على تجاوز هذا التحدي، مستفيدة من بنية تحتية غنية بالبيانات وقنوات التواصل المتقدمة، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات ومهارات جيل المستقبل والارتقاء بتجربة التعليم”.
وأشارت إلى أن عام الخمسين هو بداية للحاضر والمستقبل اللذين يتطلبان تعزيز الابتكار وتوفير مستوى تعليمي متقدم، يتماشى مع سوق العمل وتوفير بيئة تكنولوجية عصرية ومتطورة من مختبرات ومعامل وكوادر تعليمية ذي مستوى عال، مؤكدة أننا في معرض واجهة التعليم نفخر باستضافة أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وصناع القرار خبراء التعليم، للمشاركة في المعرض بنسخته السابعة، في عام مليء بالإنجازات من إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ والحد من انتشار فيروس “كوفيد – 19″وتشغيل أولى محطات براكة للطاقة النووية .
وتابعت وفي هذا السياق وإيماننا بمسؤولية معرض واجهة التعليم ودعما للخطط التنموية للدولة لدعم الاقتصاد المبني على المعرفة ودعم التعليم المعتمد على التقنية قمنا هذا العام باستقطاب أفضل الجامعات المحلية والدولية بهدف إتاحة الفرصة لأبنائنا الطلبة للتعرف على أحدث البرامج التعليمية وعلى احتياجات سوق العمل المتغيرة بشكل متسارع وحاجة جهات العمل، من أجل بناء أجيال تواكب احتياجات سوق العمل المستقبلي الذي رسمت ملامحه الثورة الرقمية ومتطلبات الذكاء الاصطناعي.
وقالت: “يأتي المعرض هذا العام لإتاحة الفرصة لطلبتنا وذويهم لاختيار التخصص الملائم والذي يتناسب مع سوق العمل المستقبلي، على أن يكون في سن مبكرة منذ التحاقه بالمدرسة، ويعمل الطالب نفسه على صقل مهاراته وتحفيز الطاقة الإبداعية له، ولا يعتمد على المحتوى الدراسي كمنهج مطلق بل يضيف إلى وعائه التعليمي معرفة يكتسبها ذاتيا من خلال البحث عن المعرفة، والمساهمة في عجلة النمو والتطور في دولتنا الحبيبة”.
من جهته أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم – في كلمته خلال الجلسة الرئيسة – أن منظومة التعليم في دولة الإمارات منظومة متكاملة، ويوجد تنسيق دائم ومستمر ومن خلال هذا المؤتمر أتوجه بالدعوة إلى جميع القطاعات بالتعاون معنا للمساهمة في كيفية تطور التعليم للوصول إلى أن يكون التعليم في دولة الإمارات أفضل نظام تعليمي في العالم حسب خطة 2071 .
وأشار إلى أن منظومة التعليم في الدولة والتطوير الذي حدث فيها آخر ست سنوات شملت الطفولة المبكرة، والتعليم العام، والتعليم العالي والبحث العلمي وقد تمكنت العديد من جامعاتنا من الدخول إلى نادي الألف جامعة وبعض الجامعات تميزت فيها البرامج ووصلت بعضها إلى أفضل 20 أو 21 على مستوى العالم.
وذكر معالي حسين الحمادي أن دولة الإمارات تتميز بالأمان والرخاء والازدهار، لذلك نرى أن أفضل نخب العالم لديهم رغبة وطموح في القدوم إلى دولة الإمارات لتأسيس شركات أو العمل في الدولة مما يخلق بيئة تنافسية قوية في سوق العمل، وواجبنا كمنظومة تعليمية أن نخرج أجيال من المواطنين والمقيمين على أرض الوطن لديهم المعرفة والمقدرة والقيم، تمكنهم من التنافس في سوق العمل واقتناص الفرص الموجودة في هذا السوق.
وقال معاليه لن نتمكن من ذلك إلا بالتعاون بين جميع الوزارات والجهات المحلية والجامعات وقطاعات التعليم المختلفة في صياغة منظومة التعليم في تطور مستمر. ونسعى في الإمارات إلى الأفضل، ودائما نشجع الجميع على إدراج برامج جديدة.. لافتا إلى أن هيئة الاعتماد الأكاديمي قامت بالعديد من المبادرات لتحسين جودة ومخرجات الجامعات، وقطاع المناهج طور العديد من المناهج وأدرج العديد من المواد الحديثة التي تواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، كما نعمل على دعم وتطوير أوجه البحث العلمي في الدولة.
وأضاف: ” يجب أن تكون منظومتنا التعليمية قادرة على إنتاج المعرفة، التي تساهم في تطوير المجتمع في جميع مجالاته.. ولدينا طموح في أن تكون جامعاتنا من أفضل خمسين جامعة في العالم، ما يتطلب منا التطوير والتحسين المستمرين واستقطاب الأفضل من دول العالم للعمل والتدريس في جامعاتنا وإنشاء مراكز بحثية متخصصة في عدة مجالات.. مؤكدا أهمية قطاع الدراسات الاجتماعية والعلوم الاجتماعية حيث يجب أن نستثمر فيه ونطوره ويكون مواكب لأحدث التخصصات في العالم، لأنه لدينا المهندس والطبيب والمحامي، يجب كذلك أن يكون لدينا متخصصون في العلوم الاجتماعية الذين يدعمون الدراسات الميدانية في المجتمع الإماراتي وكيف نساهم في تحسين وتطوير جودة الحياة في الدولة”.
من ناحيتها قالت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام إن منظومة التعلم الذكي جاءت لتكون ترجمة فعلية لمفهوم استشراف المستقبل الذي بات أحد أهم محركات العمل الحكومي فالمستقبل كما علمنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” لمن يتخيله ويبادر عمليا في صناعته.
وتأسيسا على ما عايشناه في هذه الفترة الدقيقة من عمر منظومتنا التعليمية يزداد إيماننا يوما بعد يوم بأهمية الاستفادة القصوى من الحلول التقنية المتقدمة وتوظيفها خدمة لأغراض التعليم إذ لم يعد ذلك ترفا بل حاجة ماسة ترتبط ارتباطا وثيقا بقدرتنا على الاستمرارية والتقدم في هذا القطاع الحيوي.. وأن منظومة التعلم الذكي المطبقة في مؤسساتنا التعليمية اتخذت طابعا شموليا حاكت من خلاله كافة عناصر العملية التعليمية بخصائصها وسماتها”.
من جهته أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع ، في محاضرته حول التعليم و دوره في تعزيز جودة الحياة .. أن فريق عمل الدائرة يعمل على إطلاق “استراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة”، والتي تتضمن إحدى محاورها “الشباب” وذلك لأننا على ثقة ويقين بأن لهم تطلعات ورؤى طموحة سيواصلون من خلالها مسيرة الإنجازات التي حققتها دولتنا خلال الفترة الماضية، كما قمنا بعقد عدد من الجلسات الحوارية بمشاركة الشباب والشابات للاستماع إلى تطلعاتهم والتحديات التي يوجهونها حتى نعمل معا على اجتيازها عند إعداد الاستراتيجية، والتي نسعى من خلالها إلى ضمان توفير حلول مستدامة تحقق رؤيتنا في حياة كريمة لهم ولجميع أفراد أسرهم والمجتمع ككل.
وحول المشاركة المجتمعية .. قال معاليه خلال الفترة الماضية التي فرضتها جائحة كورونا، وبتحول أوضاع الحياة، التي ساهمت في خلق فرص جديد في مجالات العمل التطوعي في إمارة أبوظبي، وذلك بفضل جهود الشباب الذين تصدروا المشهد لدعم الجهود الوطنية للتصدي للجائحة، والذين برهنوا على دورهم الفعال في المجتمع.. هذه المشاركة المجتمعية عكست أرقى صور التلاحم المجتمعي بين شباب الوطن من المواطنين والمقيمين في الوقوف معا والتكاتف وقد برهن أبناء الإمارات على مدى حبهم وعطائهم لخدمة المجتمع، ولاحظنا تنوع مجالات التطوع عبر تقديم الدعم والتعليم عن بعد لأبناء الأطباء في “خط الدفاع الأول”، وتطوع الأخصائيين النفسيين، ويعتبر هذا التحول والتطور الكبير الذي شهده مجال التطوع عبر سياسة العمل التطوعي في الإمارة التي تم إطلاقها مؤخرا، رسما لرؤية مستقبلية واضحة ويوفر بيئة مثالية لتقديم الخير لكل المجتمع في كل مكان زمان ومكان.
وأشار معاليه إلى أن الاستثمار في جودة حياة الشباب هو استثمار في الأجيال القادمة، وبناء أساس قوي للنهوض بالشباب ما يعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال الدراسات والاستبيانات التي عملت عليها الدائرة إضافة إلى مجموعات التركيز مع الشباب. وتم العمل على تحليل التحديات الاجتماعية الحالية والناشئة، والوقوف على أسبابها، وحصرها وإعداد الدراسات وإجراء المسوح مثل استبانة جودة حياة التي تسهم في تطوير حلول اجتماعية مبتكرة ومناسبة لتلك التحديات.
وحول العمل التطوعي ورؤية المستقبل ومخاطر الفردانية .. قالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان إن التطوع قيمة تمنح الفرد مستوى كبيرا من الرضا عن ذاته ويعزز إيمانه بالخير الذي يمتلكه ويرفع من قيم الإيثار فعندما يتطوع الإنسان لعمل الخير فهو يعطي أغلى ما عنده..
يعطي وقته ومجهوده ومن أهم الأسباب التي تدفع الشباب للمشاركة في العمل التطوعي هو الشعور بالرضا الذاتي والرغبة في خدمة المجتمع وتعزيز الانتماء الوطني .
وأشارت إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي نتج عنها طفرة كبيرة في العمل التطوعي خلال السنوات الأخيرة واليوم لها دور كبير في الحفاظ على استدامة العمل التطوعي حيث زادت مساحة التواصل الإنساني وتعاظمت معها التجمعات التطوعية وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي ملتقى وأرضية تجمعهم وتختصر المسافات الجغرافية بينهم. والإمارات تمتلك خططا طموحة لتطوير العمل التطوعي من خلال الاستراتيجيات المستقبلية التي تعمل عليها..
ولفتت إلى أن آليات الذكاء الاصطناعي باتت تحاصر الإنسان وتنفذ إلى عقله وحياته ورغباته.. وتساهم الاستراتيجيات المستقبلية التي وضعتها الدولة بشكل كبير في تجاوز التحديات .. والتحدي الأهم الذي يجب أن ننظر له هو أن نستقرئ تلك التحولات المجتمعية التي ستحدث نتيجة التسارع المذهل في تطور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ووسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي وتوغل الفردانية.
من جانبه أكد معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، أن التعليم الطبي والصحي هو من أهم عوامل بناء نموذج رعاية وقطاع صحي ناجح وقادر على المنافسة عالميا والذي يوفر رعاية صحية على مستوى عالمي من الجودة ولذلك هو أحد أبرز الأولويات لدى قطاعنا الصحي، الذي يعمل ليس فقط على تطوير وجذب والمحافظة على أفضل الكوادر الطبية، ولكن أيضا عمل من خلال الاستشراف المستقبلي لجعل هذه الكوادر قادرة على التعامل والتميز في مستقبل صحي مبني على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأضاف على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة، لم تتوقف جهودنا للاستثمار وتطوير الكوادر الطبية العاملة في القطاع الصحي، حيث واصلنا العمل جنبا إلى جنب مع الجهات المعنية والمؤسسات الأكاديمية في الدولة وخارجها لتشجيع الطلاب لدراسة التخصصات الطبية والصحية وتسليط الضوء على الفرص المتاحة والمتطلبات المستقبلية للقطاع. كما أطلقنا منصات لتدريب القوى العاملة الصحية من أطباء وممرضين ومهنيين غير العاملين في مجال الرعاية الحرجة والمركزة بهدف تمكينهم وإعدادهم بالمهارات اللازمة للاستجابة لحالات الطوارئ، وأطلقنا نظام إدارة القوى الصحية العاملة بإمارة أبوظبي الرقمية والتي تتيح للعاملين في القطاع الصحي من الإمارات الراغبين في العمل والانضمام إلى خط الدفاع الأول لمواجهة فيروس كوفيد-19 من التسجيل فيها وتوفيرها للمنشآت الصحية في الإمارة.
وقال معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة – في كلمة له خلال حفل الافتتاح الافتراضي – : ” لقد قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة، شوطاً كبيراً في التقدّم والازدهار حتى أصبحت في مصاف الدُّول الرَّائدة في العملية التعليمية العصرية، وذلك بفضل قيادتها الرشيدة وأبنائها المُخلصين”.
وأضاف في كلمته حول “أهمية دور الجامعات في تعزيز الابتكار وريادة الأعمال” : ” اليوم، نتابع بكل اهتمام النجاحات المتتالية لمعرض واجهة التعليم، الذي يحظى بدعمٍ ورعاية من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، مما أعطاه قوة دفع وإضافة نوعية، حيث أصبحت وَزارة الداخلية شريكاً استراتيجياً في دعم هذه الفعالية، التي باتت منصة سنوية لتقديم كل ما هو جديد في عالم المعرفة والتعليم، ومُواكبة تقنيات التعليم والتعلُّم”.
وقال : ” إن ما نراه اليوم في معرض واجهة التعليم من أفكار وإبداعات تعليمية ومعرفية بنيت على أساس البحث العلمي النوعي، هو نقطة الارتكاز في تقييم معايير الاعتماد الأكاديمي للجامعات ومخرجاتها الأكاديمية، ولا شك أن هذه النقلة النوعية للعملية التعليمية، لم تأت من حالة فراغ أو لمجرد الصدفة، بل باتت مطلبا وطنيا، تبنى عليه الخطط الاستراتيجية المستقبلية، وهذا ما نصبوا إليه ونعمل من أجله”.
وقال معاليه : ” لقد غدا جليا في عصرنا الحالي أن الابتكار وريادة الأعمال أصبحا من أهم مقومات وبناء الحضارة الحديثة، ومن الأهمية بمكان أن تكون الجامعات ومؤسسات التعليم العالي هي منبع الابتكار وحاضنته باعتبارها بيئة تعليمية وبحثية مناط بها مواكبة التطورات المتسارعة في المعرفة، وأخص منها مجالات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، وطب المستقبل، والأمن الغذائي. كما أنه في ضوء مستجدات القرن الحادي والعشرين بات العديد من المعلمين والطلبة بحاجة إلى اكتساب عدد من المهارات التكنولوجية والرقمية الجديدة وكيفية توظيفها في التعليم والبحث العلمي والريادة، وخلق منظومة جديدة لمواكبة التوجه نحو الابتكار الرقمي واستشراف المستقبل”.
وأضاف : ” أن الجامعات ملتزمة بالمشاركة في رصد التحديات ومواجهتها من خلال ركائز أساسية هي: البحث العلمي، والتطوير التقني، والابتكار، بما يتناسب مع النمو المتسارع لاقتصادات الدول، والعمل على زيادة معايير التنافسية في بناء الاقتصاد المعرفي، وأن تكون الأساس في بناء القدرات وفي غرس ثقافة الابتكار وريادة الأعمال للطلبة والأكاديميين. وعلى الجامعات كذلك أن تبحث عن الطلبة الذين يمتلكون فضولا علميا وأفكارا إبداعية لصقل هذه الأفكار وتحويلها إلى مشروعات ابتكارية. وهذا بحد ذاته يصب في ضمان وظائف للخريجين وفرص أكبر في سوق العمل. وهذا دون شك يتطلب تضافر الجهود مع الشركاء في عالم الصناعة وريادة الأعمال، ووضع سيناريوهات محددة لاحتضان هذه المشاريع الابتكارية وتقديم الدعم اللازم لإخراج هذه المشاريع على شكل منتج حقيقي”.
وقال معالي زكي نسيبة : “من هذا المنطلق، يتوجّب على الجامعات أن تكون بيئة حاضنة للابتكار والمبدعين والمتميزين والكوادر المؤهّلة في جميع المجالات الحيوية لدعم وتحقيق طموحات وخطط الدولة في التنوّع والنمو الاقتصادي لنتوّج بها المئوية الأولى، راجياً العليَّ القدير أن تُكلّل الأفكار المطروحة خلال المعرض كمنهاج عمل وطني، وأمانة بين أيدي أبناء الوطن ليكونوا شركاء دائمين في مسيرة التنمية في الإمارات والعالم وِفق منظومة علمية متكاملة تُحقق الأمل المنشود بإذن الله”.
من جهته تحدث سعادة كرافييه شانيل سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة عن أهمية العمل التطوعي والتنمية المستدامة .. لافتا إلى أن هناك شيئا جوهريا في دولة الإمارات حول الموضوع والمكان و يرجع النجاح الاستثنائي الذي حققته الدولة في غضون الخمسين عاما الماضية في جزء كبير منه إلى استثمارها المذهل في التعليم والذكاء والبشر، ومن السهل أن نرى ذلك في تلك الصور القديمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله ” وهو يزور مدارس الدولة كما يظهر جليا في لقطات أصوات أطفال في السبعينيات يصطفون للنشيد والدروس والرياضة، وهذا ما يميز الإمارات وما يعزز قدرتها على التوقع والتخطيط والتحقيق، وبالتأكيد على النجاح.
وقال السفير الفرنسي: “تحتل التنمية المستدامة مكانة عالية في جدول الأعمال الفرنسي و تزامنا مع جدول أعمالنا الدولي، فقد تطورت الجامعات الفرنسية بقوة في المجالات ذات الصلة المباشرة بالتنمية المستدامة وسيوفر الجناح الفرنسي المشارك في معرض واجهة التعليم، المزيد من التفاصيل ” .
من جانبه أشاد سعادة منصور عبدالله خلفان بالهول سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، بمعرض واجهة التعليم باعتباره فرصة ثرية تقدم معلومات عن التعليم والجامعات .. مشيرا إلى أن المعرض سيوفر للشباب المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ أفضل الخيارات الممكنة حول مستقبلهم.
وقال: ” نحن على اتصال دائم بالجامعات. ونرغب في دعم جهودهم للتوظيف وكذلك ضمان مستوى عال من الرعاية والعناية. إن توطيد العلاقات بين جامعاتنا هو مهمة أساسية لمجلس الأعمال الإماراتي البريطاني الذي يعمل حاليا مع وكالة ضمان الجودة في المملكة المتحدة لإنشاء اعتماد مشترك المؤهلات التعليم العالي البريطانية والإماراتية”.
من ناحيته ذكر الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي – موانئ أبوظبي أن الابتكار يشكل حاليا محركا رئيسيا لنمو معظم القطاعات، بما فيها قطاع التعليم، مشيرا إلى نجاح الهيئات التعليمية المختصة في دولة الإمارات في توظيفه لمواكبة التطورات وتحسين المنظومة التعليمية بفضل إيمان القيادة الرشيدة منذ تأسيس الدولة بأهمية التعليم وإيلائها لأقصى درجات الرعاية والاهتمام بكافة مراحله ابتداء من مرحلة التأسيس وصولا إلى التعليم المتخصص والتدريب المهني.
وقال: “لقد انعكس الاهتمام بالابتكار إيجابا على بيئة العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة، وانطلاقا من ذلك، فإن موانئ أبوظبي تعمل على نشر ثقافة الابتكار في صفوف موظفيها، من خلال تأسيس المنصات الملائمة التي تتيح لها تعزيز هذه الثقافة وحث فرق عملها على المساهمة في نشرها وتطبيقها، كما تحرص في أكاديمية أبوظبي البحرية التابعة لها على تبني أحدث الابتكارات في البرامج التعليمية لديها، ومن ضمنها استخدام أحد أكثر برامج المحاكاة تطورا في تدريب الطلاب”.