نيويورك-(د ب أ):
ربما تكون النجمة كيم كارديشيان ويست قد صنعت اسمها من خلال مشاركتها في برامج تلفزيون الواقع، إلا أنها قد صنعت ثروتها من خلال موقع مشاركة الصور ومقاطع الفيديو، “إنستجرام”، بحسب ما ذكرته وكالة “بلومبرج” للأنباء.
والمفارقة هي أنه بينما يوجد لدى كيم عدد هائل من المتابعين الذين يقومون بزيارة صفحتها على منصة التواصل الاجتماعي المملوكة لشركة “فيسبوك”، إلا أن التطبيق الالكتروني نفسه، لا يحصل على نصيب كبير من الأرباح التي تجنيها النجمة الحسناء.
وتعتقد مجلة “فوربس” الامريكية حاليا أن كيم كارديشيان ويست صارت “مليارديرة”. وإلى جانب التأكيد على أن الأمر يعد “رسميا”، إلا أنه ناتج في نهاية الامر عن مجرد تقديرات، شأنها شأن التقديرات السابقة للمجلة حول أختها كايلي جينر /23 عاما/، التي صنفتها “فوربس” من قبل بأنها مليارديرة.
وعلى أية حال، فإنه لا خلاف على أن كيم /40 عاما/ امرأة فاحشة الثراء.
وقد جمعت كيم كل تلك الثروة من خلال استثمار شهرتها في علامة تجارية إعلامية تساعدها على بيع منتجاتها، وليس فقط من خلال نشر منشورات برعايتها على موقع “انستجرام”. فقد قامت أيضا بعرض منتجات خاصة بشركة “كيه كيه دبليو بيوتي” لمستحضرات التجميل، وهي العلامة التجارية التي كانت أسستها في عام 2017، بالاضافة إلى منتجات خاصة بعلامة “سكيمز” التجارية، وهو خط الملابس الداخلية النسائية الذي أطلقته بعد ذلك بعام.
وقد استخدمت عائلة “كارديشان” المنصة الالكترونية لجمع الأموال التي كان من الممكن أن تجنيها صناعة وسائل الإعلام الشعبية من خلالهم .
وبالعودة إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما كان المصورون المتطفلون (الباباراتزي) في أوج انتشارهم، كان من الممكن أن يبلغ سعر الصورة الخاصة بأحد المشاهير أثناء ممارسته لعاداته الحياتية اليومية، 15 ألف دولار، مقابل بيعها لصحف ومجلات شعبية مثل “يو إس ويكلي” و”بيبول”، بحسب ما تقوله هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ثم تقوم تلك الصحف والمجلات من جانبها ببيع مساحات إعلانية إلى جانب تلك الصور، لتحقق بذلك أرباحا ضخمة.
وقد تمكنت عائلة “كارديشان” من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من الاستغناء عن دور “الوسيط” بينهم وبين الجمهور، حيث يسمح موقع “إنستجرام” لهم بنشر الصور التي يتحكمون بها ويسمح لهم ببيع مساحتهم الإعلانية الخاصة لعلامات تجارية.
ومن جانبه، يقول نيك سبيلر، مدير الشؤون الإستراتيجية في وكالة “إنفلوينسر” في لندن: “إنه مزيج غريب مدمج في شيء واحد، يجمع بين القناة الإعلامية ومنشئ المحتوى الإعلامي”. والنتيجة هي تمكن كيم من جني مليون دولار عن كل منشور يتم نشره برعايتها، بينما يحصل مصورو الباباراتزي حاليا على ما يتراوح بين 5 و10 دولارات فقط مقابل كل صورة تعبر عن الحياة اليومية للمشاهير.
ويعد استخدام عائلة “كارديشان” لموقع “انستجرام” أمرا ذا قيمة كبيرة بالنسبة للمنصة الالكترونية، حيث تجذب كيم قدرا كبيرا من المشاركة من جانب متابعيها البالغ عددهم 213 مليونا، والذين يتمكن موقع “إنستجرام” من عرض الإعلانات لهم، بحسب وكالة “بلومبرج”.
ويشار إلى أن موقع “إنستجرام” يحصل على القليل من القيمة المباشرة للمواد التي تقوم كيم بنشرها، حيث لا تحصل شركة “فيسبوك” على نسبة من قيمة أي منشور برعايتها، ولا من المنتجات التي يتم بيعها كنتيجة لتلك المنشورات. ويعد ذلك أحد الأسباب التي دفعت شركة “فيسبوك” في عام 2019، إلى إطلاق خاصية “إنستجرام تشيك آوت” التي تسمح للتجار ببيع منتجاتهم بصورة مباشرة من خلال موقع “إنستجرام”.
وتتيح الخاصية للمستخدمين النقر على العلامة التجارية المرتبطة بالمنشور والقيام بشرائه مباشرة من خلال التطبيق، مما يتيح لفيسبوك الحصول على نسبة 5 بالمئة من أي عملية شراء تتم من خلال التطبيق. وقد توقف التطبيق، بصورة مؤقتة، عن تحصيل تلك الرسوم في فترة مبكرة من تفشي جائحة فيروس كورونا.
وقد كانت تلك خطوة ذكية لدفع اعتماد خاصية “إنستجرام تشيك آوت” في نفس اللحظة التي تحولت فيها المزيد من عمليات البيع بالتجزئة إلى الإنترنت. والأهم من ذلك، أن الخاصية تتيح لشركة “فيسبوك” فهما أفضل عن شراء المستخدمين للمنتجات، وهي معلومات قيّمة تتيح لأعمالها الإعلانية المنافسة بصورة أفضل مع عروض الإعلانات المتزايدة لدى مؤسسة “أمازون دوت كوم”.
وعلى الرغم من أن شركة “كيه كيه دبليو” تبيع منتجاتها من خلال خاصية “إنستجرام تشيك آوت”، إلا أن علامة “سكيمز” التجارية لا تقوم بذلك. وكانت شركة “كيه كيه دبليو” حققت في عام 2018 مبيعات بقيمة 100 مليون دولار. إلا أن بيع حصة في علامة “سكيمز” التجارية هو ما أدى إلى رفع صافي ثروة كيم كارديشيان ويست إلى أكثر من مليار دولار، بحسب مجلة فوربس.