مرئيات

الشاعر بطي المظلوم:التراث أمانة تاريخية وحضارة أجيال

البرامج التراثية ينقصها الإبداع والفكر الجديد ..

 

*كان لنا حواراً قديماً مع الشاعر والإعلامي الأستاذ بطي المظلوم
وهو الخبير في البرامج التراثية كأعلامي أكاديمي وكأعلامي ممارس
على مدار ثلاثة عقود ونصف .
اكتسب حب الإعلام يافعاً ومارسه كمقدم ومعد للبرامج التراثية في الإذاعة والتلفزيون وكون قاعدة من المتابعين لهذه البرامج.

*اليوم هو رئيس مجلس الحيرة الأدبي في إمارة الشارقة واجهة الثقافة الإماراتية ومعد ومقدم برنامج سمار الوثائقي الشعبي الذي يلقي الضوء على مسيرة الشعراء الشعبيين في الإمارات والخليج والدول العربية.

*وللشاعر الإعلامي بطي المظلوم كذلك نشاطه الصحافي كونه مديراً لتحرير مجلة الحيرة الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام في أمارة الشارقة.
وكان حوارنا القديم الجديد معه كالتالي:

* قديماً قيل الكلمة زهرة أو شوكة … فاجعل من كلماتك أزهاراً ، هكذا يجب أن تكون الكلمة الشعرية كالزهرة العطرة الندية المعطرة بالرقة والشوق والحب والعاطفة.
في لقاء اليوم نقف مع أحد الشعراء وأحد الإعلاميين الذين أثروا المجال الإعلامي بعطاء وفکر . إنه الشاعر بطي بن سالم المظلوم ذاك الذي خاطب الوجدان الإنساني والذوات الروحية بأعذب وأجمل الأشعار كما أظهرها من غيبيات الفكر والعقل لإضفاء روح الحياة .

*بطي المظلوم معد ومقدم البرنامج التراثي واحة التراث في إذاعة أبوظبي على مدار ستة أعوام كاملة ، كما شارك في إعداد وتقديم برنامج مسابقات في تراث الإمارات من تليفزيون أبوظبي ،كما أنه مزج بين الماضي والحاضر من خلال صفحاته المشهورة في مجلة الهدف ، وله حضور من خلال التعليق على سباقات الهجن في مضامير السباقات بالدولة .
عن تجربته الشعرية والإعلامية ندعه يتحدث اليوم من خلال هذا الحوار :

*التجربة الشعرية

عن التجربة الشعرية والإعلامية قال الشاعر بطي المظلوم : التجربة الشعرية كانت اتصال وجداني بالعقل مشوبة بالتوجس والحذر فقد قرأت وأبحرت في محيطات وغرفت من آبار عميقة لايجدي معها الدلو ..إذن ماذا عساي أن أهوى واحب غير الشعر وقوافيه وميزانه ؟ .
الإعلام فرض طقوسه علي فبعد اتجاهي للقانون وجدت نفسي مكلفاً بالإشراف على برنامج شعراء الإمارات الشمالية . ثم اتجهت للإذاعة وكان برنامج واحة التراث الجماهيري الشهير، إضافة إلى برنامج جلسة مع التراث
من تلفزيون أبوظبي. وأقول للإعلام لا فكاك ولا مناص منك ..وأشرفت على صفحات الشعر والتراث من خلال مجلة الهدف ..الحصيلة مادة ثرية على مدار ستة أعوام .

*البرامج التراثية:

حول التغيير والتجديد في نمط البرامج التراثية قال الشاعر ، أن إيجابية التغيير والتجديد والتطوير تكمن في أعمال العقل والفكر وبرنامج الإمارات الشمالية مليء بالمواهب الشابة أما برنامج واحة التراث البرنامج المباشر الحي الوحيد
في الإذاعة على مدار ستة أعوام كاملة بأسلوبه مع المستمع لحظة بلحظة
على مدار ساعتين أسبوعيتين يتلقى القصائد ويحاور أعضاء البرنامج الحاضرين وهم من الشعراء المعروفين وينقل المعلومة الصحيحة للمستمع للإفادة والاستفادة . وكذلك برنامج جلسة مع التراث من تليفزيون أبوظبي
يحيي الماضي بعاداته وتقاليده فالتراث ليس شعراً جافاً أو تعليم مهارات الشواء القديمة فالتراث عطاء الإنسان للأرض ووجوديته .
أن فلسفة تقديم البرامج ليست فقط المقدرة على مواجهة الجماهير عبر الشاشة
بل هي القدرة على استكشاف الجديد والإبداع وتقديم الأفضل ومشكلة برامجنا هي تدخل غير المعنيين بالإعلام في تقديم وإعداد البرامج التراثية
دون وعي وإدراك وثقافة وهم کثر.. هؤلاء دخلوا مجال الإعلام
من الشباك فما أسهل أن تصور وتقدم أشخاص کومبارس يقومون بالشواء والطبخ في الصحراء وتقول هذه لوحة من التراث ! كذلك بعض صفحات الشعر الشعبي لانرى فيها المحرر المبدع القادر على فهم معنى كلمة أعلام .

*الأصوات الشعرية :

افتخر أنني قدمت أصواتاً شعرية إلى الساحة الشعرية والإعلامية بالإمارات من خلال برامجي الشاعر منهم سلطان الرفيسا ، وسالم عمير وراشد الدرعي ، علي الشوين وغيرهم . إضافة إلى أصوات شعرية قديمة مغمورة مثل عبيد معضد ، عوض السبع ، أحمد الشامسي . كذلك قدمت عبید صندل وخلفان غافان
من خلال برنامجي واحة التراث وجلسة مع التراث .

القصائد المغناة والمغنون:

الغناء الشعبي في الإمارات حالياً ليس بالمستوى المطلوب لندرة الفنان القادر على نطق اللهجة البدوية بأصولها. في السابق كان علي بن روغه وحارب حسن
وقدم لنا ميحد حمد بعض ما لديه ولكن في الوقت الحالي غير اتجاهه الغنائي الذي برز به والذي نتمناه يعود إليه وقد غنى قصائد جميلة .
وللأسف ظهر بعض مدعي الأصالة بغناء أغان لاتمت للواقع الأصيل في الإمارات بصلة وكأنها أصوات قادمة من خارج الحدود ، وهذه هي سلبية الغناء حاليا بالإمارات .
وقد قدمت بعض قصائدي إلى الكثير من الفنانين الذين تغنوا بها منهم ،الفنان الموهوب محمد النعيمي والفنان القطري محمد يوسف والفنانة رباب والفنان عبيد الزعابي والفنان حمد علي والفنان مروان الخطيب والفنان خليفه عبد الله والفنان محمد حسن إضافة لبعض الفنانين الشباب وهذه الأغنيات مابين العاطفية والوطنية والرياضية .

الطباعة والنشر :

من المعروف أن الشعر هو بناء القالب الدرامي لفكرة طارئة دون ترتيب
أو سبك هذا البناء يتطلب أسساً وأطراً لتسلسل الفكرة والواقع والحدث والوحدة العضوية للقصيدة عندها يكون إطار التكوين قد اكتمل وتشافى من الخدوش والنتوءات والتعرجات بهذا تكون قصيدتي التي أجد فيها حسي.
المكتبات حبلى بالدواوين وكتب التراث الشعبي ولكن ليست حبلى بالإثراء العقلي والوجداني لذلك أحجمت عن طباعة الديوان حتى أجد الفضاء الرحب لكي تحلق حمائمي فيه بسلام بعيداً عن الغث الهزيل .
ليس أن تكتب وتجمع قصائد عادية وتطبعها في کتاب ملون وتطلق على نفسك شاعر ديوان مطبوع ، الشاعر هو من أشعرك بحس أفكاره وموسيقى أوزانه وثقل قوافيه .

*الشلات وألحان الونة والردح والطارج:

الشلة هي غناء وصوت البدوي في حله وترحاله وهي مزيج من حالة النشوة والرغبة والشوق والحب هي كذلك بوجهها الآخر مزيج من الحزن واللوعة والكآبة والفراق فالشلة هي دفء عن البرد وبلسم عن الألم والشلة عبارة عن قصيدة تحمل فكرة شاعرها وملحنها بنفس الوقت يصيح بها ويطرب جلسائه وندماءه فشاعر الشلة ملحن أما الردح فهي القصيدة التي تجمع مابين اللحن الحزين واللحن العاطفي وكذلك الونة المعبرة عن الأنين دائماً .
أغني شلة دائماً بقصائدي من خلال برامجي واجد الطلب من المتابعين على إعادة قصيدة ما بصوت الشلة مثلاً وللأسف فقد ظهرت أصوات نكرة ومزعجة عن الشلة ، والحقيقة أن أفضل من أجاد وأبدع وطور الشلة هو الفنان علي بن روغه .

أدوات البناء الفني للقصيدة وقصة التأثر:

والتأثر إعجاب وإحساس ومشاركة وجدانية وتأثري كان بالشعر
وخواصه وتركيباته وإبداعاته وأدواته الفنية ، كتبت الشعر في خضم الليل
وفي مريفات الظليل وفي لحظة الدمع والحزن هنا تحرك بداخلي النظم والاستشفاء من الظمأ في الموارد العذبة.

*الشعر في الماضي

كان له طعم خاص وهوية إماراتية مائة بالمئة. عندك الشاعر الماجدي بن ظاهر
ومرحلة الإبداع والفلسفة الفكرية لديه ثم مرحلة شعراء الأصالة وهم الشاعر سالم الجمري والشاعر ثاني بن عبود والشاعر محمد بن زنيد والشاعر محمد بن سوقات والشاعر خليفة بن مترف. هؤلاء أركان الشعر والثوابت العملاقة
فيه والمكمل لهذا كله هو الفنان علي بن روغه صاحب الألحان العذبة البدوية الأصيلة التي أفرزتها موهبته الأصيلة وخلد تراثاً فنياً إماراتياً لازال يتداوله الكثير حتى اليوم .أن أفضل هدية أقدمها لصديق عزيز هي مجموعة أغنيات للفنان علي بن روغه أقدمها له في شريط .

*مواقف من الحياة:

أن حياتي كحياة أي إنسان بها الكثير من المواقف سواء كانت سعيدة أم حزينة .
السعيدة كثيرة وهي يوم حصولي على الشهادة الجامعية وكذلك يوم ميلاد أول حلقة لبرنامج واحة التراث . ولحظة انتهائي من كتابة قصيدة جديدة إضافة إلى إبرازي لوجه شاعر جديد أو موهبة مغمورة . أما اسوأ المواقف هي خيانة الأصدقاء ونكرانهم للمعروف .

أعمال جديدة ؟

هناك العديد من البرامج التراثية التي أعددتها للإذاعة والتلفزيون كذلك هناك برنامج جديد عن الهجن العربية الأصيلة إضافة لبرنامج آخر جديد للتلفزيون كذلك هناك مشروع لإنجاز موسوعة تراثية تتعلق بالشعر الشعبي القديم في شبه الجزيرة العربية والعالم العربي وهذه الموسوعة تحلل الشعر الشعبي في العالم العربي من ناحية الأوزان والقوافي والبحور إضافة إلى المقارنة مابين ماهية الفكرة والأسلوب مابين كل دولة وأخرى .
كذلك أقوم بالتحضير لبعض القصائد كأغنيات جديدة للفنان محمد النعيمي وأخرى لفنان عربي خليجي جديد سوف يظهر بثوب وأسلوب له أبعاده الحقيقية في عالم الأغنية وبالمناسبة هو من اكتشافات الفنان محمد النعيمي .
*هذه نجوى أحد ركائز الإعلام في البرامج التراثية والشعبية والشعرية
قدم خلاصة مسيرته وتجربته في عالم التراث والأدب الشعبي في الإمارات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى