واشنطن-(د ب ا):
تنطوي موجة تفشي فيروس كوورنا التي تسببت في اغراق الهند في أكبر أزمة صحية في العالم على احتمال أن تتفاقم في الأسابيع المقبلة ، حيث تتوقع بعض الانماط البحثية أمكانية زيادة عدد الوفيات بأكثر من الضعف عن المستويات الحالية.
فقد أعلنت وزارة الصحة الهندية اليوم الخميس تسجيل 3980 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات الـ 24 الماضية، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 230 ألفا و168.
كما أعلنت الوزارة أنه تم تسجيل 412 ألفا و 262 إصابة جديدة، لتتخطى الحصيلة الإجمالية حاجز الـ 21 مليون إصابة.
واستخدم فريق في المعهد الهندي للعلوم في بنجالور نموذجا حسابيا لتوقع حدوث 404 الف حالة وفاة مع حلول الحادي عشر من شهر حزيران/ يونيو المقبل إذا استمرت مؤشرات الوفيات على مستواها الحالي .وتوقع نموذج حسابي من معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن مليون و18الف و879 حالة وفاة مع حلول نهاية تموز/ يوليو المقبل.
وقال المحللان جانيت رودريجيز ومايكل فاي كورتس في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إنه بينما قد يكون من الصعب التنبؤ بحالات الإصابة بفيروس كورونا ، خاصة في دولة شاسعة المساحة مثل الهند ، فإن التوقعات تعكس الحاجة الملحة لكي تكثف الهند التدابير المتعلقة بالصحة العامة مثل اجراء اختبارات الكشف عن الفيروس والتباعد الاجتماعي.
وأضاف المحللان أنه حتى لو تم تجنب أسوأ التقديرات ، فقد تشهد الهند أكبر حصيلة من الوفيات جراء مرض كوفيد -19 في العالم. وسجلت الولايات المتحدة حاليا أكبر حصيلة من الوفيات جراء الفيروس بلغت 578 الف حالة.
وتابع المحللان أنه في الأسابيع الأخيرة ، رسمت مشاهد على الأرض مع وجود طوابير طويلة أمام محارق الجثث ، فيما رفضت المستشفيات استقبال سيارات الإسعاف ، صورة دولة فاقت الأزمة قدراتها.
وانخفضت قيمة الروبية الهندية بنحو 1٪ هذا الربع في أسوأ أداء في آسيا حيث أبدى مستثمرون حذرا في تعاملاتهم . كما انخفض مؤشر أس أند بي بي أس إس سينسكس القياسي بنحو 2٪ حيث باعت الصناديق الأجنبية بما قيمته حوالي 7ر1 مليار دولار من أسهم الدولة.
وذكر المحللان أنه من المحتمل أن تؤثر أي أزمة طويلة الأمد على شعبية رئيس الوزراء ناريندرا مودي وأن تؤدي أيضا إلى إبطاء أو وقف تعافي الهند من الركود الاقتصادي الذي شهدته العام الماضي .
وبالنسبة لباحثي الصحة العامة ، فإن مصدر القلق الرئيسي هو الندرة النسبية لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا ، والذي يعتقد العديد من العلماء أنه يتسبب في تسجيل عدد اقل بشكل كبير للحالات.
والمقياس الرئيسي الذي يراقبه المسؤولون هو معدل إيجابية الاختبارات ، وهي النسبة المئوية للأشخاص الذين جاءت نتائج اختباراتهم إيجابية.
ومعدل الإيجابية الإجمالي هو 20٪ في الهند الآن ، وفي بعض أنحاء البلاد يتخطى 40٪ ، وهذه نسبة عالية صادمة تشير إلى أن ثلاثة أرباع حالات العدوي لا يتم رصدها.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن أي نسبة تزيد عن 5 ٪ مرتفعة للغاية ، قائلة إنه يجب على الحكومات تنفيذ تدابير التباعد الاجتماعي حتى تقل معدلات الإيجابية عن هذا المستوى لمدة أسبوعين على الأقل.
وقالت سوميا سواميناثان ، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية ، في حديث لتلفزيون بلومبرج:”على الرغم من توسيع نطاق الاختبارات إلى حد كبير ، إلا أنها لا تزال غير كافية لتغطي كل الأشخاص المصابين “.
وأضافت ” ولذا فإن الأرقام ، رغم ارتفاعها الشديد ، من المحتمل أن تكون أقل من الأعداد الحقيقية لحالات العدوى. “إنه وضع كئيب”.
وقال جوتام مينون ، استاذ الفيزياء والبيولوجيا بجامعة اشوكا والذي يعمل على تنميط تفشي العدوي “هناك تقارير عن تأخير كبير في الفحوصات وتأخر المرضى في الذهاب إلى المستشفى ، بسبب الضغوط على النظام الصحي”.
وتعهدت الحكومة الأمريكية ، كجزء من حزمة إمدادات للهند ، الأسبوع الماضي بإرسال مليون جهاز اختبار سريع إلى الهند.
وتطلب المدن الكبرى في الهند بالفعل من المواطنين ارتداء أقنعة ، ولكن قد يكون من الصعب تطبيق مثل هذه القواعد في الأحياء الفقيرة المزدحمة والمناطق الريفية.
وفرضت عدة ولايات عمليات إغلاق ، على الرغم من أن مودي قاوم فرض إغلاق عام، بعد أن أدى فرضه العام الماضي إلى تأجيج أزمة إنسانية مع فرار العمال المهاجرين من المدن سيرا على الأقدام وفي بعض الحالات حملوا الفيروس معهم.
وقدر المعهد الهندي للعلوم أنه مع الإغلاق لمدة 15 يوما ، يمكن أن تنخفض الوفيات إلى 300 ألف ، وإلى 285 الف مع الإغلاق لمدة 30 يوما. ويقدر معهد القياسات الصحية والتقييم عدد وفيات اقل يبلغ نحو 940الف بحلول نهاية تموز/ يوليو مع ارتداء قناع واق شامل .
ويقول خبراء الصحة العامة إن اللقاحات ستكون الطريقة الأكثر نجاحا للقضاء على المخاطر ، على الرغم من أن تحقيق ذلك سوف يستغرق وقتا.
وقال كيم مولهولاند ،وهو طبيب أطفال أسترالي ورئيس مجموعة العدوى والمناعة في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في ملبورن: “اللقاحات ناجعة ، النقطة الرئيسية هى أنه ليست لديهم القدرة على توفيرها”.
قال مايكل أوسترهولم ، مدير مركزأبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا ، ومستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه في نهاية المطاف سوف تنخفض الحالات ، وإنها مسألة وقت.
وأضاف أن العلماء ما زالوا لا يملكون فهما جيدا لسبب ظهور مرض كوفيد – 19 بتغييرات مفاجئة وافعوانية.
وتابع أوسترهولم: ” كوفيد -19 سوف يحرق نفسه في نهاية المطاف بين السكان .في غضون فترة تتراوح من عدة أسابيع إلى شهر ونصف ، سترى الذروة تنخفض ، ومن المحتمل أن تنخفض بسرعة.”