مستشفى الكورنيش يعالج 100 جنين داخل الرحم

أبوظبي ـ الوحدة:
تواصل شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، أكبر شبكة رعاية صحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الارتقاء بصحة وعافية الأمهات والأطفال، حيث أجرى مستشفى الكورنيش، إحدى منشآت شركة “صحة”، 100 عملية نقل دم لأجنة، وتقديم الرعاية لهم داخل رحم الأم.
طب الجنين يوفر فرصاً للتشخيص والعلاج للأجنة الذين يعانون من مشاكل صحية قبل الولادة، ويتضمن العلاج الجنيني لتصحيح أو علاج أو تقليل الآثار الضارة للتشوهات أو الأمراض الجنينية، بينما لا يزال الطفل في رحم الأم، ويمكن أن يكون علاج الجنين غير جراحي من خلال توفير الأدوية للأم التي تعبر المشيمة وتعالج الطفل، أو جراحي، حيث يعالج خبراء طب الجنين الطفل جراحياً وبشكل مباشر، أثناء وجوده في رحم الأم.
ومن أكثر تقنيات العلاج للجنين شيوعاً هو نقل دم الجنين، وهو أمر مطلوب عندما يكون الطفل مصاباً بفقر الدم، إذ يحدث فقر الدم لدى الجنين عندما لا ينتج الطفل خلايا الدم الحمراء، وربما يكون ذلك بسبب عدوى أو عند تدمير خلايا الدم الحمراء، ويحدث هذا بشكل شائع عندما لا تتوافق فصيلة دم الأم والطفل مع وجود أجسام مضادة عند الأم تعبر المشيمة وتهاجم خلايا الدم الحمراء للطفل.
نظراً لأن الهيموغلوبين يحمل الأكسجين وخلايا الدم الحمراء مهمة في الحفاظ على الوظيفة الطبيعية للدم، يمكن أن يكون لفقر الدم الجنيني العديد من الآثار الضارة، بما في ذلك المضاعفات القلبية.
يمكن الكشف عن فقر الدم لدى الجنين أثناء الحمل من خلال اختبارات ما قبل الولادة، وقد تكون بعض الاختبارات روتينية، بينما قد يتم إجراء اختبارات أخرى للتحقق من فقر الدم لدى الجنين على وجه التحديد.
ويقوم أخصائيو طب الجنين في مستشفى الكورنيش، بعمليات نقل دم للجنين عن طريق حقن إبرة في بطن الأم مع التوجيه بالموجات فوق الصوتية لتزويد الجنين بالدم اللازم، والوقاية من مضاعفات فقر الدم وتزويد الطفل بإمدادات كافية من خلايا الدم الحمراء للحفاظ على صحته، حتى الولادة.
وقالت الدكتورة ليان بريكر، رئيسة قسم طب الجنين والتصوير واستشاري طب الأمومة والجنين في مستشفى الكورنيش: “يتطلب نقل دم الجنين مستوى عالياً من الدقة والخبرة”.
وأضافت أن الفريق الطبي المختص في مستشفى الكورنيش لديه الخبرة العميقة والكفاءة العالية لإجراء هذه العملية، إذ وصل عدد العمليات التي أجريت في مستشفى الكورنيش إلى 100 عملية نقل دم ناجحة لأجنة، وهو إنجاز مهم يعزز خبرة مستشفى الكورنيش في علاج الأطفال قبل الولادة.
وأوضحت أن وحدة طب الأجنة المتقدمة في مستشفى الكورنيش في أبوظبي تستقبل المرضى من جميع أنحاء دولة الإمارات، ومنطقة الخليج، وتوفر رعاية شاملة تضمن أفضل النتائج لكل من الأم والطفل بالتعاون مع المختصين المتميزين في تقديم الرعاية الصحية للأمهات وحديثي الولادة والأطفال.
من جانبها أعربت السيدة نور سعد الله جبور والدة الطفل ميار، الذي أجريت له عملية رقم مئة لنقل الدم في مستشفى الكورنيش وهو في بطن أمه، عن امتنانها للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي تحرص على توفير رعاية طبية عالمية المستوى لأبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، وتوفر لهم كل سبل الراحة والأمان.
وقالت إنها شعرت بالقلق الشديد عندما علمت أن جنينها يحتاج لنقل دم وهو ما زال في الرحم، لكن الفريق الطبي المميز في مستشفى الكورنيش أزال كل مصادر القلق والخوف لديها، وطمأنوها بأن الإجراء سيتم بكل يسر، معبرة عن الشكر الجزيل للكوادر الطبية والفنية والإدارية في مستشفى الكورنيش التي عالجت جنينها.
أما السيدة مروة، والدة أول حالة لنقل دم للجنين في مستشفى الكورنيش فقالت: “أشكر الله كل يوم على الرعاية الطبية التي تلقيتها عندما كنت حاملاً بابني إبراهيم، والذي يبلغ حالياً من العمر7 أعوام، ويعيش حياة صحية، ولم يكن هذا ممكناً لولا الرعاية الصحية عالية الجودة التي تلقيتها أنا وجنيني في مستشفى الكورنيش”.
وأضافت: “أتذكر أنني كنت خائفة للغاية لأنني تعرضت لإجهاضين قبل الحمل بإبراهيم، لكن الفريق الطبي أكد لي أن هذا الإجراء كان الأفضل، وعندما أنظر إلى ابني إبراهيم الآن، أعلم أنني كنت محقاً في وضع ثقتي في مستشفى الكورنيش والكوادر الطبية العاملة فيها”.
يعد مستشفى الكورنيش أحد المرافق المعدودة في دولة الإمارات، التي تقدم طب الجنين المتقدم، بما في ذلك نقل دم الجنين، والليزر التنظيري لمتلازمة نقل الدم من التوأم إلى التوأم، وإجراءات التحويل الجنيني باستخدام تقنيات التصوير المتقدمة والموارد المبتكرة.
وتأسست وحدة طب الجنين المتقدم في مستشفى الكورنيش في عام 2014، وتضم أبرز الخبراء في هذا المجال، من الأطباء والممرضات والمتخصصين الصحيين المساعدين، الذين يتبعون نهجاً متعدد التخصصات ومنسق للعلاج داخل الرحم والتخطيط الأمثل للولادة ورعاية الأطفال حديثي الولادة.