أبوظبي -وام:
أعلنت “سيراميك ماتيريلز” وهي شركة ناشئة تحظى بدعم “وحدة دعم الابتكار التكنولوجي” ومقرها مدينة مصدر عن تطوير حل فريد نال براءة اختراع لتحويل النفايات الصناعية الصلبة إلى سيراميك قادر على تخزين طاقة حرارية مرتفعة ليمثل حلا يدعم مفهوم الاقتصاد الدائري ويساهم في الحد من النفايات وتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وقد قامت شركة “سيراميك ماتيريلز” بتطوير المنتج الجديد المبتكر ويدعى “ريثينك سيراميك-فلورا” ضمن مقرها في مدينة مصدر وهو عبارة عن مادة سيراميك تقنية لتخزين الطاقة الحرارية وقادرة على تحمل درجات حرارة تصل إلى 1250 درجة مئوية.
ويتيح هذا الحل تخزين الطاقة الحرارية الناتجة عن نظم الطاقة الشمسية المركزة أو النظم المخصصة للاستفادة من حرارة معالجة النفايات الصناعية أو من الطاقة الكهربائية المولدة ضمن محطات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح أو حتى من الطاقة الكهربائية الفائضة عن حاجة الشبكة الرئيسية.
وتم تصنيع هذه المادة من مواد معاد تدويرها بالكامل ووفق عملية خالية من الانبعاثات الكربونية بنسبة 100 في المائة لتمثل حلا مستداما وبتكلفة منخفضة جدا مقارنة بمواد تخزين الطاقة الحرارية التجارية المتوفرة في السوق.
وأكد عبد الله بالعلاء المدير التنفيذي لمدينة مصدر أن تطوير شركة “سيراميك ماتيريلز” لهذا المنتج المبتكر ضمن مقرها في مدينة مصدر يرسخ ريادة المدينة في كونها مجمع البحث والتطوير المتخصص والمعتمد الوحيد في أبوظبي.
وأوضح أن تكنولوجيا تخزين الطاقة الحرارية تنطوي على إمكانيات هائلة حيث يمكنها أن تكون حلا للتحديات المتعلقة بعدم الاستمرارية التي قد تتسم بها بعض من تقنيات الطاقة المتجددة وكذلك للحد من التغير المناخي.
وذكر :” أننا في مدينة مصدر نركز في جزء من عملنا على دعم جهود الشركات الناشئة مثل شركة “سيراميك ماتيريلز” وتمكينها من اختبار تقنيات جديدة واستكشاف الفرص وبناء شبكات العلاقات لمساعدتها على المساهمة بدور فاعل في بناء مستقبل أكثر استدامة”.
وأضاف : ” إن التوصل إلى ابتكارات مثل “ريثينك سيراميك – فلورا” يسهم في تعزيز مكانة مدينة مصدر كوجهة رئيسية على مستوى المنطقة لتطوير تقنيات مبتكرة وقد حلت “سيراميك ماتيريلز” في المرتبة الرابعة ضمن قائمة عالمية للشركات الناشئة المتخصصة في إعادة التدوير وهي الشركة الوحيدة في العالم العربي التي شملتها القائمة ونحن فخورون بتواجدها معنا ضمن مجتمع المدينة الحيوي”.
من جهته قال الدكتور نيكولا كالفيه المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سيراميك ماتيريلز”: “إن التمكن من استبدال المواد الخام باهظة الثمن بأخرى مطورة من النفايات المحلية يساعدنا في خفض تكلفة مواد السيراميك التي نطورها بشكل كبير ويمثل منتجنا “فلورا” حلا مبتكرا يمكن أن يحدث نقلة نوعية في التطبيقات التي تتطلب درجات حرارة تفوق 600 درجة مئوية خصوصا وأنه ما تزال المشكلة تتمثل في التكلفة العالية لمادة السيراميك”.
ومن المتوقع أن يحقق سوق منتجات تخزين الطاقة الحرارية نموا متسارعا خلال السنوات القليلة المقبلة حيث توفر هذه المنتجات حلا للمشكلات المرتبطة بعدم الاستمرارية التي تتسم بها مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” فإنه من الممكن أن يتضاعف حجم سوق تقنيات تخزين الطاقة الحرارية ثلاث مرات بحلول عام 2030 حيث من المتوقع أن يرتفع حجم الاستثمار في تطبيقات تخزين الطاقة الحرارية الخاصة بالتبريد وتوليد الطاقة إلى 28 مليار دولار الأمر الذي يسهم في دعم تحقيق الأهداف طويلة الأمد الخاصة بالمناخ والاستدامة.
كما أعلنت شركة “سيراميك ماتيريلز” عن أول عميل تجاري لها حيث تسلمت شركة “ستور أنرجي” 24 طنا من منتج “فلورا” في منصة ألميريا للطاقة الشمسية الواقعة جنوب إسبانيا من أجل البدء بمشروع تجريبي. وسيتم من خلال هذا المشروع معالجة مادة “فلورا” حراريا حتى 800 درجة مئوية وتخطط “ستور أنرجي” للوصول إلى درجات حرارة أعلى في المستقبل حيث يمكن أن تتحمل مادة “فلورا” درجات حرارة تزيد عن 1000 درجة مئوية.
وتلقت “سيراميك ماتيريلز” دعما من خلال “وحدة دعم الابتكار التكنولوجي” أول مركز لتسريع أعمال الشركات الناشئة في قطاع تقنيات الطاقة النظيفة بالمنطقة وتم منح الشركة مبلغ 150 ألف دولار العام الماضي بالإضافة إلى مزيتي التدريب والمشورة.
وبفضل هذا الدعم قامت “سيراميك ماتيريلز” بإنشاء أول مختبر على مستوى منطقة الخليج العربي مخصص لتقييم النفايات الصناعية الصلبة ويقع في مجمع “تك بارك” بمدينة مصدر.
وتضم مدينة مصدر حاليا أكثر من 900 شركة تدير أعمالها من المنطقة الحرة وتتنوع هذه الشركات بين شركات عالمية كبرى وأخرى صغيرة ومتوسطة والشركات الناشئة.
وتضم المدينة كلا من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” ووكالة الإمارات للفضاء و”سيمينز” و”تبريد” و”هانيويل” وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أول جامعة متخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي في العالم.
كما تحتضن مدينة مصدر مقر شركة ” G42″ الرائدة في مجال التقنيات الصحية التي أنشأت “مركز أوميكس للتميز” الذي يعد أكبر منشآت العلوم البيولوجية “أوميكس” في المنطقة وأكثرها تطورا من الناحية التقنية والقدرة الحاسوبية والإنتاجية.