شريف العلماء: الشراكة تساهم في بلورة التحول نحو الطاقة النظيفة وفق اتفاقية باريس
الإمارات وروسيا توقعان "إعلان نوايا" للنهوض بقطاع الطاقة والتنمية المستدامة وتشكيل فريق عمل في مجال الهيدروجين
أبوظبي ـ (وام):
أبرمت دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية، يوم الثلاثاء، “إعلان نوايا” للتعاون المشترك بين البلدين في مجالات الطاقة، لا سيما النظيفة منها، حيث أقر الجانبان خطط وآليات عمل جديدة لتطوير سياسات استباقية تصب في تعزيز العمل المشترك الداعم لمستهدفات البلدين المستقبلية في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، واتفاقية باريس للتغير المناخي، باعتبارهما من الرواد في مجال المحافظة على البيئة ومركزين عالميين لدعم الاقتصاد الأخضر، كما تم الاتفاق على تشكيل فريق عمل في مجال الهيدروجين، بهدف تعزيز الطموحات الرامية إلى توسيع آفاق إنتاج الطاقة النظيفة.
جاء ذلك خلال اجتماع مشترك بين البلدين عُقد على هامش مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2021″، ترأسه سعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وسعادة بافيل سوروكين نائب وزير الطاقة في الاتحاد الروسي ممثلاً لحكومة بلاده، بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص والشركات الاستثمارية من البلدين. وعلى هامش الاجتماع عقد فريق العمل جلسة نقاش بعنوان “التقنيات الرقمية في مجال النفط والغاز”، وذلك في إطار برنامج يشمل التبادل العلمي وورش عمل حكومية وتخصصية وتنظيم زيارات متبادلة للوفود.
وأثنى سعادة شريف العلماء، على العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والتي شهدت تقدما كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل دعم القيادة الحكيمة للبلدين والثقة المتبادلة والاحترام والمصالح المشتركة، مؤكداً أن المذكرة تُعد امتداداً للشراكة التاريخية بين الإمارات وروسيا في مختلف المجالات، والتي تشمل الشراكة الوثيقة في قطاع الطاقة التي تمثل داعماً رئيساً للاقتصادات الوطنية.
وقال العلماء : إن مثل هذه الشراكات تساهم في بلورة التحول نحو الطاقة النظيفة المتجددة، وتدعم توجه البلدين في صياغة المشاريع والمبادرات الداعمة لتحقيق اتفاق باريس للتغير المناخي الذي تعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول التي صادقت عليه، وتساهم في فتح آفاق رحبة للنمو والتطور ضمن جهود الدولتين في تنويع مزيج الطاقة، والاعتماد على النظيفة منها، وفي بناء المزيد من الشراكات وتعزيز التعاون للاستفادة من الفرص المرتبطة بالريادة العالمية للبلدين في مختلف المجالات، لا سيما المرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا والاستدامة ذات الارتباط بقطاع الطاقة. ووجه وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول الدعوة للشركات ومجتمع الأعمال الروسي إلى استكشاف فرص الاستثمار والعمل المشترك مع دولة الإمارات في مجال الطاقة، وفي قطاعات النفط والغاز والصناعات التحويلية، وذلك تتويجاً للعلاقات المتميزة التي تربط البلدين على الأصعدة كافة والتي من شأنها أن تدعم مسيرة الشراكة وتشجع الاستثمار المتبادل.
من جانبه، أكد سعادة بافيل سوروكين، أن “إعلان النوايا” يجسّد متانة العلاقات الاقتصادية الثنائية والحرص المشترك على تطويرها بما يتماشى مع توجهاتهما، مشيرا إلى أن روسيا تتطلع لتعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات على كافة المستويات، لا سيما المرتبطة بالطاقة بمختلف اشكالها، ونوه إلى أن هذه اللقاءات خطوة متقدمة نحو تسهيل وصول رواد الأعمال والمستثمرين والشركات الصغيرة والمتوسطة المختصة في قطاع النفط والغاز بشكل خاص والطاقة بشكل عام، إلى أسواق البلدين.
واتفق الجانبان على اتخاذ خطوات عملية لفتح آفاق التعاون بين روسيا والإمارات في قطاع النفط والغاز في عصر الطاقة الخضراء، وتبادل الخبرات المرتبطة بالتقنيات الرقمية، إضافة إلى تعزيز الروابط في مجال الطاقة بين البلدين ودعم استراتيجيات التنمية المستدامة في كل منهما، واستكشاف فرص التعاون لزيادة الاستثمارات المباشرة المتبادلة في هذا القطاع الحيوي خلال المرحلة القادمة، وتشجيع القطاع الخاص في الدولتين للعمل سوياً بما يحقق النمو المستدام، ويدعم الاقتصادات الوطنية.
ووفقا لإعلان النوايا الذي تم توقيعه، سيتم بحث إمكانية التعاون في تطوير الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية وتبادل الخبرات والممارسات المثلى في قطاع الطاقة النظيفة، ومنها الهيدروجين باعتباره المصدر المقبل الجديد والواعد لطاقة المستقبل بفضل الجهود الدولية الضخمة لاعتماده مصدراً مهماً، إضافة إلى التعاون الهادف إلى تقليل أو إزالة الانبعاثات الكربونية المرتبطة بإنتاج الهيدروجين الذي يمثل أولوية للبلدين الصديقين.
ويتضمن “إعلان النوايا” أيضاً التزام الطرفين بالتنمية المستدامة في تنفيذ سياسات الطاقة والعلوم والتكنولوجيا مع مراعاة الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المتغيرة مثل تغير المناخ، وتعزيز الاستثمار والتجارة وفرص الوصول إلى الأسواق في مجال الطاقة والخدمات والمعدات ذات الصلة بالطاقة، والحرص على الأهمية الاستراتيجية لتطوير مناهج مشتركة على الصعيد الدولي من أجل تعزيز الوصول إلى الأسواق، إضافة إلى التنمية المستدامة لموارد الطاقة.