دبي: مصابة بكورونا في غيبوبة تلد طفلة في أسبوعها الـ 27
بعملية معقدة في غرفة العناية المركزة بمستشفى الزهراء بدبي
دبي-الوحدة:
نجح فريق طبي بدبي في إجراء عملية قيصرية طارئة لأم حامل مصابة بغيبوبة تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، وتمكن من توليدها، لتنجب طفلتها في الأسبوع الـ 27 من الحمل وسط ترقب من العائلة والأطباء بسبب خطورة الحالة.
كانت الأم ماهام والأب عمر يستعدان لولادة طفلهما الأول عندما تم اكتشاف إصابة ماهام بفيروس كوفيد-19 في الثلث الثاني من حملها، أي بعمر 23 أسبوعًا فقط، ما استدعى إدخالها على الفور إلى وحدة العناية المركزة بمستشفى الزهراء في دبي ووضعها تحت جهاز التنفس الاصطناعي وحقنها بدواء لتنشيط القلب بسبب خطورة حالتها وحدة المضاعفات التي كانت تعاني منها.
ووضع الأطباء خطة أولية تقتضي العمل على رعاية الجنين ليصل إلى 28 أسبوعًا ومن ثم تقليل مخاطر حدوث أي مضاعفات محتملة، لكن كانت حالة الأم ماهام تزداد سوءًا بصورة تنذر بتعرض طفلتها للخطر.
وقال عمر زوج المريضة: “كنت قلقًا للغاية بشأن حالة زوجتي وفرص بقاء طفلنا على قيد الحياة، كنا نترقب ولادة مولودنا الأول بشغف كبير، لكن عندما علمت بالحالة الحرجة لزوجتي وطفلي، أصبت بحالة قلق شديدة، وبقينا في مستشفى الزهراء بدبي لمدة 3 أشهر وبعدها دخلت زوجتي في غيبوبة في الأسبوع الـ 25 من الحمل، وبفضل الرعاية الصحية، تجاوزت زوجتي الأزمة الصحية وأنجبت طفلتنا (دعاء) وهما الأن بصحة جيدة”.
وقال الدكتور محمد خميس حسين، أخصائي الرعاية الحرجة في مستشفى الزهراء بدبي: نظرًا لسرعة تدهور حالة الأم، قرر الفريق الطبي توليدها على الفور في الأسبوع 27 فقط من خلال عملية قيصرية طارئة داخل وحدة العناية المركزة من أجل إنقاذ حياة الأم وطفلها الأول.
وأضاف: “لم نجد خيارًا آخر سوى اللجوء إلى إجراء عملية ولادة قيصرية طارئة في وحدة العناية المركزة لضمان حصول الأم والطفلة على أفضل رعاية ممكنة، وضعنا الأم تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، ووفرنا جميع التجهيزات اللازمة واستدعينا طاقم من الجراحين المؤهلين على أعلى مستوى، ورغم أن العملية كانت محفوفة بالمخاطر إلا أنها نجحت بامتياز”.
وتابع: أُدخلت الرضيعة دعاء بمجرد ولادتها إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة ووضعت هي الأخرى تحت جهاز التنفس الاصطناعي لفترة من الوقت بسبب ولادتها المبكرة وما كانت تعانيه من نقص حاد في الوزن عند الولادة، إذ كان وزنها حينذاك لا يتجاوز 700 جرام فقط، أي ما يعادل 1.5 رطل، فيما كانت زوجته في حالة حرجة في وحدة الطوارئ.
من جانبه، قال الدكتور ماجد زكريا، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الزهراء بدبي: “تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة لدى الأطفال الذين يولدون في نفس هذا العمر المبكر، ويعتمد ذلك على نوع التدخلات التي يمكن للمستشفى توفيرها، وكلما وُلد الطفل مبكرًا، زاد خطر حدوث مضاعفات مستقبلية أو إعاقة مستمرة، وفي هذه الحالة كان الفريق بأكمله يعمل بجد لضمان حصول الرضيعة على كافة أشكال الرعاية التي تحتاجها، وتوفير نظام دعم متعدد التخصصات وخطة علاج مصممة خصيصًا لحالتها، وتحسنت حالة الطفلة سريعًا وخرجت من المستشفى في حالة جيدة.”
وأكمل: حالة الأم أيضًا شهدت أيضا تحسنًا ملحوظًا لا سيما بعد أن أفاقت من غيبوبتها بعد شهر من عملية الولادة، لكنها اضطرت للانتظار شهرًا وأسبوعين آخرين قبل أن يُسمح لها أخيرًا بالخروج من المستشفى.
وقالت الأم ماهام إنها أفاقت من غيبوبتها لتجد نفسها مضطرة لتعلم الوظائف الأساسية مرة أخرى مثل التحدث والمشي، مضيفة “كان الفريق الطبي محترفًا، وكان أفراده بمثابة عائلتي رأيتهم يبكون من أجلي ويبتسمون معي، واحتفلوا بكل إنجاز صغير في إعادتي إلى الحياة، وبكل صدق لا يمكن للكلمات أن تعبر عما فعلوه لي ولعائلتي”.