أخبار رئيسية

جناح مصر بالقرية العالمية.. رحلة عبر الحضارات والزمن – 2

دبي / سمير السعدي:
مصر الحضارة الخالدة التليدة, الحضارة الأسطورية التي بدأت منذ آلاف السنين وامتدت حتى الآن وسبقت بها العالم بأسره وعلمت باقي الشعوب المعاصرة لها معنى وماهية الحضارة.. مصر المحروسة, مصر أم الدنيا, مصر كنانة الله في أرضه.. مصر التاريخ الطويل العريق, تاريخ حضارة حاول الكثير من الغزاة محوها والقضاء عليها بدءا من الهكسوس وما تلاهم, حضارة يتمنى كل من سمع ومن لم يسمع عنها أن يراها وعلى معرفتها, ولان مصر دائماً محط أنظار العرب من المحيط الى الخليج بل العالم كله والكل مهتم بتاريخها وحضاراتها المتعاقبة, لذا حرصت ومنذ نشأت القرية العالمية منذ 25 عاما على أن تكون حاضرة في رحاب القرية العالمية وأن تشارك كل موسم, وحريصة على إن يكون تصميم جناحها معبرا عنها وعن حضارتها.. وفي القرية العالمية تجد دائما أنظار الضيوف ومن كل الجنسيات حريصون على زيارة جناح مصر للتعرف على حضاراتها وتاريخها من خلال تصميم الجناح من الخارج والداخل ومن خلال منتجاتها وصناعاتها وبضائعها المميزة والمشهورة عالمي أو الذين يحرصون على اقتناءها.
ولنتعرف على كل هذا النجاح في كل شئ كان لابد من لقاء الرجل الذي وراء كل هذا.. مستثمر الجناح إبراهيم جابر رئيس مجموعة ثري بي الذي يعشق حضارات مصر عبر كل عصورها والحريص دائما على أن يكون الجناح ومن خلال كل جزء فيه معبراً عن مصر في كل شيء, وفي كل عام لابد وأن يكون الجناح جزء من حضارة مصر سواء الفرعونية أو الإسلامية حتى يتعرف ضيوف القرية العالمية على هذه الحضارات المبهرة.. وفي هذا الموسم تم الحرص على أن تكون واجهة الجناح المصري ممثلة لمعبد الكرنك وتم اختياره من خلال فريق العمل المتخصص بالشركة, وذلك لتميزه كمعلم فرعوني متميز من آثار مصر المتفردة.. هذا المعبد الجميل الذي يعتبر من أكثر المواقع السياحية الخلابة في مصر, وهذا المعبد المقدس الذي أبهر المسافرين والسياح منذ رحلات النيل الأولى التي انطلقت من القاهرة ويعتبر واحد من أهم المعالم الأثرية في الأقصر.. كما تم إضافة مسلتان على جانبي الجناح
والكرنك أو مجمع معابد الكرنك الذي يُشتهر باسم معبد الكرنك هو مجموعة من المعابد والبنايات والأعمدة, ويتكون الكرنك من عشرة صروح مع بعضها تشكل المعبد كوحدة واحدة بناها فراعنة وملوك تعاقبوا علي حكم مصر لمئات السنين: حيث استمرت عمليات التوسع والبناء منذ العصر الفرعوني وتحديدا ملوك الدولة الوسطي حتى العصر الروماني في الأقصر في مصر على الشط الشرقي.. المعبد بُنى للثالوث الإلهى أمون “أمون رع زوجته الالهة موت وابنهم الاله خونسو” ولكل منهم معبد تابع لمجمع معابد الكرنك. أحياناً يعنى السائحين وغير المتخصصين بمعبد الكرنك فقط المعبد تابع لأمون آى أمون رع.
وسُمِى المعبد بهذا الاسم نسبة لمدينة الكرنك وهو اسم حديث محرف عن الكلمة العربية خورنق وتعني القرية المحصنة والتي كانت قد اطلقت على العديد من المعابد بالمنطقة خلال هذه الفترة.. بينما عرف المعبد في البداية باسم “بر امون” أي معبد آمون أو بيت آمون, وخلال عصر الدولة الوسطى أطلق عليه اسم “إبت سوت” والذي يعني الأكثر اختيارًا من الأماكن وقد عثر على هذا الاسم على جدران مقصورة سنوسرت الأول في البيلون الثالث.. كذلك عرف المعبد بالعديد من الأسماء منها نيسوت-توا أي عرش الدولتين وإبيت إيسيت أي المقر الأروع.
وكان لتسمية المعبد بتلك الأسماء علاقة مع الاعتقاد المصري القديم بأن طيبة كانت أول مدينة تأسست على التلة البدائية التي ارتفعت عن مياه الفوضى في بداية تكوين الأرض.. في ذلك الوقت وقف الإله أتوم “أحيانًا الإله بتاح” على التلة لبدء صنع الخلق, كذلك كان يُعتقد أن موقع المعبد هو هذه الأرض وتم رفع المعبد في هذه البقعة لهذا السبب.. وكان الكرنك مرصدًا عريقًا فضلا عن كونه مكان للعبادة حيث يتفاعل الإله آمون مباشرة مع أهل الأرض.
هذا عن الجناح وتصميمه وفكرته.. أما عن المعروضات المصرية المميزة والتي يعرفها العالم كله بجودتها وتنوعها ,حسب ما قال فمدير الجناح احمد فوزي أن مساحة الجناح المصري 2500 متراً مربعا.. وتحتل محلات العارضين والبالغ عددها 75 محلا 1000 متراً مربعاً.. وأما المساحة المتبقية ممرات بيت المحلات لإتاحة الفرصة لضيوف الجناح بالتحرك بكل أريحية داخل الجناح.. وكذلك للمسرح ولجمهور المشاهدين لعروض الفرقة.. وأنا بالنسبة للمعروضات فكلها صناعات مصرية مائة في المائة ومتنوعة.. وهي تتنوع ما بين منتجات خان الخليلي التي يعشقها السياح من كل الجنسيات.. وجلابيب كرداسة النسائية بألوانها وتصميماتها المختلفة والمشهورة والمعروفة لكل نساء العالم.. والجلابيب الرجالية بأنواعها وتصميماته المختلفة.. ومفروشات السراير والحمامات والمفروشات المميزة.. والتسالي والحلويات المصرية التي يعرفها كل من ذاقها أو من سمع عنها.. والملابس الداخلية القطنية بكل أنواعها.. والأجبان والمخللات المصرية.. وعطارة أسوان المتنوعة.. والمشروبات والعصائر المصرية بكل أنواعها.. والملابس النسائية الخارجية بمختلف تصميماتها وأنواعها.. والملابس التراثية المصرية لمختلف العصور.. وغير ذلك من المنتجات المصرية التي تتكلم بالمصري”.
والزائر للجناح يجد من البوابة مظاهر الحرفية التي يتمتع بها شعب مصر.. فعلى جانبي البوابة يوجد فنانان أحضرهما طارق السيد ويمارسان فنهما بكل حرفية لضيوف الجناح وضيوف القرية كلها وهما
= حازم الطنطاوي.. الذي يقدم فن الرسم بالرمل الملون بتعبئته في زجاجات مختلفة الإحجام مشكلا رسومات متنوعة داخلها وبتصاميم حسب رغبة الزبون.. وتعلم هذا الفن منذ سنوات عديدة وتعلق به وصمما على ممارسته, وهاهو الآن في القرية العالمية عارضا فنها على ضيوفها وضيوف جناح أم الدنيا.
= ومحمود القماطي.. الذي يقوم بكتابة أسماء من يرغب من ضيوف القرية العالمية بالهيروغليفية على ورق بردى مرسوم عليه رسومات فرعونية.
= كذلك يستقبل الداخل للجناح بائع العرقسوس حمدي السيد أحمد حاملا جرة العرقسوس مطقطقاً بصاجاته.. ومناديا شفا وخمير يا عرقسوس.. أصلية وجاية من مصر يا عرقسوس.. ويتهافت عليه الضيوف فيقدم لهم عينات من المشروب لتذوقه ليشتروا منه.. وهو يقوم بتحضير المشروب بنفسه داخل الجناح وأحيانا يضيف عليه عصير الرمان ليعجب الضيوف أكثر وأكثر.
وأما بالنسبة للمسرح الذي يتوسط الجناح فقد تم تصميم خلفيته من أحد بيوت شارع المعز لدين الله الفاطمي ألأثرية والمشهورة والتي هي محط أنظار زوار الشارع والسياح المهتمين بزيارة هذا الشارع المشهور والمعروف.. وأحضرنا فرقة الأهرام المصرية للفنون الشعبية يقودها الفنان القدير محمدي فتحي لتقدم عروضها اليومية من الفولكلور المصري الشعبي والتراثي وبكل ألوانه بلوحات فنية مستوحاة من معظم أنحاء مصر.. لوحة النوبة من النوبة بجنوب مصر, ولوحة العصا الصعيدي من فنا, ولوحة حسنين ومحمدين من سوهاج, ولوحة بنت البلد من أحياء القاهرة, ولوحة الحجالة من مرسى مطروح, والمزمار البلدي من أسيوط, ولوحة السمسمية من بور سعيد, ولوحة القلاحي من الشرقية, ولوحة التنورة المصرية الروحية التي تقدمها معظم دول العالم العربي ولكن مصر جعلتها بلون خاص بها ولوحة دلع البنات النابعة من الإسكندرية, ويؤدي كل هذه اللوحات مجموعة من الفنانين المتمرسين وبأداء رائع.. الفنانات رانيا محمد وماجدة أحمد وآية يسري, والفنانين محمد سيد وأحمد السعيد ومصطفى انيدة وعازف المزمار محمد الشبراوي.
هذا هو جناح مصر المحروسة مصر أم الدنيا.. سنتعرض في أجزاء أخرى قادمة ما تعرضه مصر داخل جناحها وماذا يقول العارضون عن معروضاتهم ومنتجاتهم. وكما يقولون تحيا مصر, وتعيش ضحكتك يا مصر, وتعيش ضحكة وطيبة شعب مصر.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى