الصحة العالمية تكشف سبب الزيادة الحادة بإصابات أوميكرون
خبيرة الأوبئة بالمنظمة الأممية: اللقاح يقدم حماية من الحالات المرضية الشديدة بدرجة لا تصدق، ويجب الالتزام بالتدابير الاحترازية للحيلولة دون التأثير على نظم الرعاية الصحية
صرحت دكتور ماريا فان كيركوف، خبيرة علم الأوبئة والمسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة كورونا، أن متحور أوميكرون، وهو المتغير الأحدث المُصنف تحت “مثير للقلق” والذي تتبعه منظمة الصحة العالمية،ينتشر على نطاق واسع بكل بلدان العالم.
وأشارت دكتور كيركوف إلى حقيقة أنه تم اكتشاف انتشار المتحور الجديد في كافة المناطق التي يتوافر فيها نظم رصد جيدة لتسلسل طفرات فيروس سارس-كوف-2، وأن البيانات تفيد بأن هناك زيادة حادة للغاية في عدد الحالات.
وأضافت دكتور ماريا في تصريح متلفز، تم بثه عبر حسابات منظمة الصحة العالمية الرسمية على منصات التواصل، أنه وفقًا لآخر تحديث لمنظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 10 ملايين حالة في الأيام السبعة الماضية.
وسجّلت أوروباأكبر عدد من الإصابات الجديدة بمجموع 7,211,290 حالة خلال سبعة أيامبزيادة 47% مقارنة مع الأسبوع الفائت.
وسجل كل من الولايات المتحدة وكندا 49% و33% من الحالات التي تم إحصاؤها في العالم خلال أسبوع، بمجموع 4,808,098 إصابة وبزيادة نسبتها 76% مقارنة بالأسبوع الفائت.
ولا تترافق موجة تفشي الوباء حالياً مع ارتفاع في عدد الوفيات.
الالتصاق بالخلايا البشرية والهروب المناعي
وشرحت دكتور كيركوف أن هناك عددا من الأسباب وراء تلك الزيادة الحادة، من بينها أن الطفرات، التي يحتوي عليها متحور أوميكرون، أكثر قدرة على الالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر.
أما ثاني الأسباب، بحسب ما ذكرته المسؤولة التقنية عن مكافحة كورونا في المنظمة الأممية، فهو ما يسمى “الهروب المناعي”، والذي يعني أنه يمكن تعرض الأشخاص للعدوى مجددًا، والسبب الثالث هو أن عدوى متحور أوميكرون تصيب وتستنسخ في الجهاز التنفسي العلوي، وهو مختلف عن متحور دلتا والمتغيرات الأخرى، وصولًا إلى التسلسل الأصلي للفيروس والذي يصيب ويتكاثر في الجهاز التنفسي السفلي بالرئتين، وبالتالي فإن هذا المزيج من العوامل سمح لأحدث متغيرات فيروس سارس-كوف-2 بالانتشار بسهولة أكبر.
أقل حدة من متغير دلتا
وأفادت دكتور كيركوف أن المعلومات حتى الآن توضح أن خطر الإصابة بحالة مرضية شديدة بسبب عدوى متحور أوميكرون، هي أقل حدة من متغير دلتا، لكن العدد الهائل من حالات الإصابة بالعدوى التي تحدث حول العالم تصيب بالذهول حقًا، موضحة أنه حتى مع انخفاض مخاطر الحاجة إلى دخول المستشفيات لتلقي العلاج، فإنه لا يزال هناك أعداد كبيرة تحتاج إلى رعاية إكلينيكية، والذين تم نقلهم إلى المستشفيات، وأن هذا من شأنه أن يثقل كاهل نظام الرعاية الصحية.
حماية بشكل مذهل
وشددت دكتور كيركوف أن هناك خطوتين يجب الالتزام بهما بشكل حاسم، أولاهما الحصول على جرعة اللقاح عندما يحين الدور أو يكون متاحًا، شارحة أن “اللقاحات تقدم حماية بشكل لا يصدق من خطر الإصابة بحالة مرضية شديدة أو الوفاة، بما يشملمتغيرات الفيروس سواء أوميكرون أو دلتا، وهما المتغيران الشائع انتشارهما حاليًا. كما يجب التأكد حقًا من حصول الفئات الأكثر ضعفًا على اللقاح في جميع البلدان”.
نظم الكشف والتشخيص
وأضافت دكتور كيركوف أن الخطوة الثانية، هي أنه يجب التأكد من أن هناك أنظمة جيدة مطبقة للكشف والتشخيص، لذا فإن أنظمة إجراء الاختبارات والتحاليل الجيدة، تساعد أي مصاب على الوصول إلى مسارات الرعاية السريرية المناسبة حتى يتمكن من تلقي الرعاية التي يحتاج إليها.
وقالت دكتور كيركوف إن كل شخص لديه مسؤولية أيضًا للحفاظ على سلامته الشخصية وسلامة الآخرين، ومن ثم يجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى الحفاظ على السلامة، وعلى رأسها ارتداء كمامات واقية مناسبة والحافظ على التباعد الجسدي وتجنب التجمعات الكبيرة، مشيرة إلى أنه إذا كان بالإمكان تأجيل بعض تلك التجمعات، فيجب المبادرة بفعل ذلك.
واختتمت دكتور ماريا تصريحاتها قائلة: “من المهم حقًا في الوقت الحالي تقليل التعرض حتى نتمكن من تقليل عدد الحالات بالعدوى إلى الحد الأدنى، بحيث لا يصل الأمر [بسبب زيادة معدلات الإصابة] إلى إحداث تأثير ضار على نظام الرعاية الصحية، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى”.
وأودى وباء كوفيد بأكثر من 5,478,486 شخصا في أنحاء العالم.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الوباء يمكن أن تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث من تلك المسجلة رسميا.