غضب في لبنان.. رضيعة تلفظ أنفاسها بسبب 400 دولار!
على مدى الأيام الماضية عصفت باللبنانيين موجة من الغضب، بعد وفاة طفلة تبلغ من العمر 4 أشهر ونصف في مستشفى لم يعالجها بالشكل المناسب فوراً دون مال!
فقد توفيت سهام مروان شاهين بعد تعرضها لعارض صحي طارئ فرض نقلها إلى عناية فائقة خاصة بالأطفال. إلا أن تأخر تأمين مبلغ 10 ملاىين ليرة (400 دولار تقريباً) أدى لحرمانها من العلاجات المناسبة في الوقت المناسب.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بقصة الطفلة التي أثارت استياء واسعاً لدى الرأي العام، معتبرين أنها “توفيت لأنها فقيرة والفقير لا قيمة لحياته في بلد يتطلب فيه النفس دفع النفيس” و”بأي ذنب قُتِلت؟”، وأن الدولة كالعادة لا تتحرك وتحاسب.
الوالد يروي
من جهته روى والد الطفلة تفاصيل ما حدث لصحيفة النهار، حيث قال إن “مستشفى حمود – صيدا قتل ابنتي، من دون نقاش، لم تكن تشكو من شيء منذ ولادتها، وحصلت على كل لقاحاتها الضرورية، وبينما كنا نلعب معها “تشردقت” وأغمي عليها و”ازرقت شفتاها”، فحملتها بسرعة إلى المستشفى برفقة زوجة شقيقي وابني”.
كما أضاف أنهم وصلوا إلى “مستشفى عامل” وكانت زوجة شقيقه قد أجرت لها الإسعافات في السيارة. وبعد إجراء الصور اللازمة وإعطائها الأكسجين، عادت تضحك وصحتها تتحسن.
كذلك أردف قائلاً: “حسب الصور أكد الطبيب أنها تعاني من الارتداد المعوي المريئي وتحتاج إلى مراقبة لمدة 24 ساعة في العناية الفائقة. وبسبب تعذر وجود غرفة عناية فائقة للأطفال في منطقة صور، سواء في مستشفى عامل وفي المستشفيين الإيطالي وحيرام، كان علينا نقلها إلى صيدا. وتواصل طبيبها الذي عاينها في مستشفى عامل مع رئيس قسم الأطفال في مستشفى حمود بصيدا لإطلاعه على وضعها الصحي”.
وأوضح مروان أن العائلة حملت الفحوصات وتوجهت بسيارة الإسعاف إلى مستشفى حمود في صيدا. وشدد على أن سهام كانت تضحك وبصحة جيدة، لافتاً: “عندما رأيتها قلت لنفسي لم تعد بحاجة إلى مستشفى ولكن لن أحمل ضميري إذا حصل معها شيء، وسأفعل ما طلبه الطبيب مني”.
10 ملايين ليرة..
كما تابع: “وصلنا إلى مستشفى حمود، فحصوا ابنتي ووضعوا لها الأكسجين في غرفة الطوارئ. لكن سهام كانت تبكي، لقد كانت جائعة جداً ولكن يستحيل إطعامها، وأكدت لي الممرضة أنها سوف تعطيها مصلاً يجعلها ترتاح وتنام”.
غير أنه أشار إلى أنه قبل ذلك، طُلب منه التوجه إلى قسم المحاسبة لفتح الملف، وطلب منه الموظف دفع 10 ملايين ليرة.
طلب مساعدة
وأوضح مروان: “لم نكن نحمل هذا المبلغ وكانت الساعة الواحدة والنصف ليلاً، طلبت منه أن يمهلني بعض الوقت وسأؤمن له المبلغ، خصوصاً أننا توجهنا بسرعة إلى أقرب مستشفى ولم أكن أحمل 10 ملايين ليرة في جيبي. ومع ذلك، اعتذر الموظف عن مباشرة الإجراءات قبل تأمين المبلغ المطلوب”.
كما أكد أنه حاول إجراء اتصالاته طلباً للمساعدة، إلا أنه لم يجد من يساعده بهذه السرعة، فقرر الذهاب إلى صور لتأمين المبلغ والعودة إلى المستشفى. وبينما شارف على الوصول إلى صور، اتصلت شقيقته لتبلغه بتوجه أحدهم إلى المستشفى لدفع المبلغ.
ساعة ونصف في الطوارئ
وقال مروان إن طفلته بقيت ساعة ونصف في غرفة الطوارئ، ولم يتم إدخالها إلى غرفة العناية الفائقة في انتظار دفع 10 ملايين ليرة”. وأضاف أنه “بينما كانت في قسم الطوارئ، انتزعت الممرضة جهاز الأكسجين لمراقبة مدى قدرتها على التنفس بمفردها. وبعد مرور ربع ساعة، بدأ الجهاز الذي يراقب دقات قلبها وضغطها بإصدار صوت، خرجت زوجتي تنادي أحدهم للمساعدة بعدما شاهدت جسد سهام يرتجف بكامله”.
ثم كشف أن ابنته أدخلت إلى غرفة الإنعاش، وحصلت على أول حقنة بعدما دفع الشخص المبلغ المطلوب، قائلاً بحرقة قلب: “وصلت بصحة جيدة إلى المستشفى، ولم يتم إدخالها إلى غرفة العناية الفائقة كما طلب الطبيب في مستشفى عامل، ولم تجر لها الإجراءات ولم تحصل على العلاج رغم بقائها ساعة في قسم الطوارئ إلا بعد دفع المبلغ. لقد توفيت ولم تكن تشكو من أي مرض أو مشكلة صحية. فيما لا يعرف الطبيب سبب الوفاة. قال لي ربما قلب وربما ضغط وربما نوبة”.
كذلك اختتم حديثه متمنياً “تحقيق العدالة وأن تحاسب وزارة الصحة والقضاء المستشفى وأن يؤخذ حق ابنتي التي توفيت ظلماً”، مشدداً: “إذا لم يؤخذ حق ابنتي فنحن عائلتها، سنأخذ حقنا من المستشفى. لقد قتلوا ابنتي، إنهم مجرمون ولن نرضى أن تمر هذه الحادثة دون محاسبة”.
وزارة الصحة تحقق
يشار إلى أن المستشفى كان ذكر أنه سيصدر بياناً يوضح ملابسات ما حصل مع الطفلة، بحسب النهار.
وأعلنت وزارة الصحة العامة السبت أنه “بتكليف من الوزير فراس الأبيض، بدأ مدير العناية الطبية في الوزارة الدكتور جوزف الحلو التحقيق منذ أمس بوفاة الطفلة سهام شاهين في أحد مستشفيات مدينة صيدا، حيث سيصار إلى تحديد الأسباب والمسؤوليات وإجراء المقتضى”.