ضجة في لبنان.. آثار العراق حطت بمتحف في الشمال

لم تنطفئ خلال الساعات الماضية موجة الانتقادات التي طالت قضية تهريب آثار العراق إلى لبنان.

فقد ضجت مواقع التواصل بفضيحة العثور على آثار عراقية عرضت لأشهر في “نابو” أحد المتاحف الخاصة شمال لبنان، قبل أن تعاد إلى بغداد.

إذ أعلنت السلطات العراقية أمس الاثنين، أنها استعادت من المتحف الذي يملكه جواد عدرا (زوج وزيرة الدفاع السابقة زينة عكر) أكثر من 300 لوحة مسمارية وصلت إلى بغداد التي تواصل جهودها لاسترجاع كنوز أثرية سُرقت ونُهبت خلال الحروب المتتالية التي شهدتها البلاد وهُرّبت إلى الخارج.

331 لوحاً مسمارياً

ووصلت الصناديق الخشبية على متن طائرة خاصة إلى العاصمة العراقية، مختومة بالشمع الأحمر وبداخلها 331 لوحاً مسمارياً وستّة ألواح طينية كانت في متحف نابو الخاص (شمال لبنان)، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.

وقال ليث مجيد حسين مدير هيئة الآثار والتراث في مؤتمر صحافي، بحسب ما نقلت “أسوشييتد برس”، إن “العراق استعاد اليوم 331 لوحاً مسماريا تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، ولا سيّما العصر الأكادي (2400 إلى 2200 قبل الميلاد)، والسلالة السومرية الثالثة في أور (2111 إلى 2000 قبل الميلاد)، وبابل القديمة (2004 إلى 1594 قبل الميلاد)، فضلا عن مملكة أور التي تأسّست قبل أكثر من 4500 عام وكانت من أوائل مراكز الحضارة في العالم أقيمت على ضفاف نهر الفرات الخصبة، واستخدمت فيها لأول مرة في تاريخ البشرية الكتابة على شكل رموز مسمارية.

ماذا عن المزادات؟!

وفيما تقاطرت الانتقادات للمتحف المذكور من قبل العديد من الناشطين اللبنانيين، رد عدرا على الهجمات والانتقادات التي طالته، ناشرا صورا لآثار عراقية معروضة في مزادات أجنبية، ومتسائلا في تغريدة على تويتر: لماذا لا يعترض الغيورون على آثار العراق مما يعرض في مزادات بأوروبا وأميركا.

يذكر أن متحف نابو الذي سمّي تيمّناً بإله الحكمة والكتابة في بلاد ما بين النهرين، تأسّس في 2018، ويضم المئات من القطع الأثرية التي يصل عمر بعضها إلى آلاف السنين.

أما مصدر تلك الآثار فمجموعات خاصة أبرزها مجموعة تضم حوالي ألفي قطعة يملكها عدرا.

يشار إلى أن العراق استعاد العام الماضي وحده ما يقرب من 18 ألف قطعة أثرية، غالبيتها العظمى (17,899 قطعة) أعيدت من الولايات المتحدة.

وتعرضت غالبية المواقع الأثرية في العراق لعمليات نهب وسرقة على مدى عقود، خصوصاً بعد غزو العراق عام 2003، وسيطرة تنظيم داعش على أنحاء واسعة من البلاد في 2014.