زبدة الشيا عنوان الجمال بجناح أفريقيا في القرية العالمية بدبي

دبي / سمير السعدي:
شجرة الشِيّا من العائلة السبوتية، تنمو هذه الشجرة فقط في المناطق الاستوائية المدارية سواء البرية أو المزروعة بارتفاع 10-15 متراً وقد يصل ارتفاعها إلى 25 متراً وقطر جذعها إلى 2 متر, وأشهر مناطق وجودها هي منطقة السافانا بالسودان وفي النيجر وأعالي النيل.. وتؤتي ثمارها بعد 15 – 30 عاماً لتحوي النوعية الجيدة والعالية من الأحماض الدهنية والتي تمنحها خصائص عالية في العلاج أفضل من زبدة الكاكاو والدهون النباتية الأخرى.
تنمو شجرة الشيا بشكل طبيعي في البرية في حزام السافانا الجاف في غرب أفريقيا من السنغال في الغرب إلى السودان في الشرق، وعلى سفوح المرتفعات الإثيوبية. وتوجد في 21 بلداً في جميع أنحاء القارة الأفريقية هي بنين، وبوركينا فاسو، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وأثيوبيا، وأريتريا، وغانا، وغينيا بيساو، وساحل العاج، ومالي، والنيجر، ونيجيريا، والسنغال، وسيراليون، وجنوب السودان، والسودان، وتوغو، وأوغندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا وغينيا.. ووُجدت بعض منتجات بذور الشيا من القرون الوسطى في قرية سوجا كدليل على إنتاج زبدة الشيا بحلول القرن الرابع عشر.
تثمر شجرة الشيا ثماراً تشبه التمر صفراء مخضرّة بحجم المشمش، وتحتوي على بذور بحجم الجوز، تسمى النواة, ويأكلها الإنسان والطيور والحيوانات.. وتُستخلص زبدة الشيا من نواة هذه الثمار حيث تحوي 34 – 57% زيت عن طريق كسرها وعصرها بماكينات ضغط خاصة.. وتقليدياً يتم نقعها بالماء المغلي ثم يجمع الدهن الذي يطفو على السطح, لها رائحة نفاذة غير محببة للبعض ولذلك يجب تكريرها ويكون لونها كريمياً مثل لون الزبدة المخفوقة أو صفراء رمادية وذلك يعتمد على وقت حصادها أو الظروف التي تعرضت لها كالأمطار.. والمكرر من زبدة الشيا له طعم لذيذ ويكون لونها رمادي أو أخضر أو أبيض وتحوي على نسب دهنية متساوية وهي غنية بحمض الأوليك الدهني ولها رائحة باهتة محببة.

زبدة الشيا

زبدة الشيا هي عبارة عن دهن ذي لون عاجي يستخرج من جوزة شجرة الشيا الأفريقية عن طريق الكسر والغليان والخلط، وتستعمل بشكل كبير في مستحضرات التجميل والترطيب والمراهم. تنبت شجرة الشيا فقط في غرب أفريقيا وتنتج نوعاً من البذور أو المكسرات تصنع منه نساء أفريقيا زبدة تستعمل عندهم من آلاف السنوات في ترطيب الجسم وصناعة الشمع تشميع الخشب وحتى الطبخ.. وفي بعض الأحيان يقوم تجار الشوكولاتة باستخدام زبدة الشيا عوضًا عن زبدة الكاكاو ولكن هذا يؤدي إلى اختلاف في الطعم, وتعتبر زبدة الشيا أحد الدهون الثلاثية المشتقة أساساً من الحمض الدهني وأحماض الأولييك. تحتوي زبدة الشيا الخام على فيتامين أ وإي وإف إضافة إلى الدهون الطبيعية التي ترطب بعمق كما تحتوي على نسبة حماية بسيطة من الشمس, كما أنها تفيد في علاج البشرة من الخطوط البيضاء والتشققات والأكزيما ويفضّل استعمالها للجسم فقط لأن قوامها ثقيل على بشرة الوجه.

استخداماتها:

وعن استخداماتها تقول مريم الراجو العارضة لزبدة الشيا بجناح أفريقيا أنها تستخدم أساسًا في صناعة مستحضرات التجميل لمنتجات العناية بالبشرة والشعر وكريمات الشفاه ومرطبات الجلد والكريمات وبلسم الشعر للشعر الجاف والهش.. كما تُستخدم زبدة الشيا في الصابون عادةً بكميات صغيرة لأنها تحتوي على الكثير من المواد غير القابلة للإزالة, وكميات أعلى ينتج عنها صابون أنعم ذو قدرات تنظيف ويستخدم بعض صانعي الصابون زبدة الشيا بنسبة 25 إلا أنه نادراً ما توجد في الصابون المنتج تجاريًا بسبب تكلفته المرتفعة مقارنة بالزيوت مثل زيت النخيل أو زيت الزيتون.. كما تُستخدم زبدة الشيا كمُرطبات ممتازة للبشرة الجافة, لا يوجد دليل يدل على استخدامها كعلاج لكنها تُخفف من الألم المرتبط بالضيق والحكة.. وفي بعض البلدان الأفريقية مثل بنين تُستخدم زبدة الشيا لزيت الطبخ وكشمع مضاد للماء ولتصفيف الشعر ولصنع الشموع وكمكون في المراهم الطبية.. يتم استخدامها من قَبِل صانعي الآلات الإيقاعية الأفريقية التقليدية لزيادة متانة الخشب مثل قذائف دجيمبي المنحوتة وجلود كالاباش المجففة وأحزمة ضبط الجلود.. ويمكن أن تكون زبدة الشيا أحد مكونات المرق العضوي, وفي المملكة المتحدة وبلدان أخرى، يتم دمجها في منتجات متنوعة من الأنسجة، مثل ورق المرحاض.

الاستخدامات الطبية:

تُستخدم زبدة الشيا أحيانًا كقاعدة للمراهم الطبية وتتمتع بعض المكونات الكيميائية المعزولة بها بخصائص مضادة للالتهاب وخصائص مُرطبة كما تُستخدم زبدة الشيا كواقِ شمسي, وبعض مكوناته لديه قدرة محدودة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية.. في غانا، يستخدم إما زبدة الشيا المعروفة محليًا باسم كريم ترانس أورينج في اللغة الأكانية كمنتج غذائي أو يستخدم كمحلول لحماية البشرة أثناء رياح هرمتان الجافة الموسمية.. وفي نيجيريا، تُستخدم زبدة الشيا لمعالجة التهاب الجيوب الأنفية وفي تخفيف احتقان الأنف, كما يتم تدليكها في المفاصل وأجزاء أخرى من الجسم لتخفيف الألم..
وعن خصائصها تقول ماما يونس من غانا والعارضة لزبدة الشيا بجناح أفريقيا أيضا أن زبدة الشيا تتمتع ببعض الخصائص مثل مرطب فائق الأداء, وتُجدّدُ خلايا الجلد التالفة, وتقضي على علامات تقدم السن وتمدد الجلد والتجاعيد لاحتواء زبدة الشيا على الكولاجين الضروري لشد البشرة والجلد. وتملأ ويرطب الشفاهَ, وتقضي تماما على تشققات الكعبين, وتُهدّئُ تهيج وحكة الجلد, وتشد الجلد المترهل, وتقضي على الاكزيما والصدفية, وتزيل ويجدد خلايا الجلد التالفةً, وتساعد على منع ظهور التجاعيد, كما تقوم بتخفيف والتقليل من عيوب البشرة, وتسكّنُ وتلطف حروقُ الشمس, وتهدئ الطفح الجلدي والحساسية خصوصا عند الأطفال, وتقوم بمثابة كريم مرطب بعد الحلاقة, وتشفي لدغات الحشرات, وكريم موضعي مضاد لكافة للالتهابات, وللتدليك والمساج لكل من البالغين والأطفال, وواقي شمس وملطف ضد الحرارة والرياح وتقلبات الطقس, وتعتبر بلسم وغداء طبيعي للشعر وفروة الراس ويقضي على القشرة, ولالتهاب وآلام المفاصل والركبة, وتخفف من انتفاخ والهالات السوداء تحت العينين.