“زايد العليا ” تنظم الملتقى الإرشادي الأسري الافتراضي
وام / أكدت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أن التثقيف ورفع الوعي يلعب دورا محوريا بخصوص الدمج التعليمي للأطفال من مختلف فئات أصحاب الهمم لاسيما من ذوي اضطراب طيف التوحد، وأن التعليم والتدريب المستمر لفئة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في مختلف البيئات في المدرسة والمنزل وفي كل الظروف يحد من الآثار السلبية ويسهم في نجاح جهود تمكينهم ودمجهم في المجتمع.
جاء ذلك خلال الملتقى الإرشادي الأسري الافتراضي 2022 الذي نظمته المؤسسة ممثلة في مركزي أبوظبي للتوحد والعين للتوحد التابعين لها بمناسبة اليوم العالمي للتوحد تحت شعار ” التعليم الجيد الشامل للجميع ” لتوعية أسر الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وذلك في إطار نشر ثقافة التعليم الشامل للجميع ورغبة في تمكين هذه الفئة من الوصول إلى حقها في التعليم الجيد والنوعي.
وسلط الملتقي الضوء على دور الأسرة في فهم احتياجات أبنائهم من فئة اضطراب طيف التوحد والسعي لإبراز قدراتهم ومهاراتهم.
ودعا سعادة عبد الله عبد العالي الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم إلى تضافر الجهود وتعزيز العمل المشترك بين مركز الأبحاث والمؤسسات المتخصصة وعلى رأسها الجامعات للوقوف على أسباب تسارع انتشار اضطراب التوحد، وسبل الوقاية منه والحد من انتشاره، وضرورة العمل لتقليل آثاره السلبية على الأطفال المصابين به، لتتكامل جهود تلك الجهات المتخصصة بدورها مع ما تقدمه مراكز ومؤسسات رعاية وتأهيل أصحاب الهمم من خدمات علاجية وتعليمية وتأهيلية لتلك الفئات.
وأكد الحميدان – في كلمته ضمن أعمال الملتقى – على الدور الحيوي الهام الذي تضطلع به الأسر في تحقيق الأهداف المرجوة من تنفيذ برامج رعاية وتأهيل فئات أصحاب الهمم ولاسيما مصابي التوحد، وأن كافة الجهود التي تبذلها زايد العليا أو المؤسسات ومراكز الرعاية والتأهيل تدعم وتساند وتتكامل مع ما تقدمه أسر الأطفال من خدمات.
من ناحيتها أكدت عائشة سيف المنصوري مديرة مركز أبوظبي للتوحد أن المؤسسة تسعى دائما لتطبيق أفضل وأحدث الممارسات العالمية لمساعدة منتسبيها من مختلف فئات أصحاب الهمم ولاسيما مصابي التوحد في الحصول على أفضل النتائج العلاجية.
وأشارت إلى أن عدد الطلاب المستفيدين من خدمات المركز 166 طالباً، وتشمل خدمات التعليم والتأهيل التي تعمل على وضع برامج تعليمية وتأهيله حسب حاجة كل طالب، والخدمات العلاجية /العلاج الوظيفي وعلاج اللغة والتخاطب والعلاج الطبيعي وعلاج بركوب الخيل / وتقدم حسب حالة كل طالب، إضافة إلى الخدمات المساندة للبرامج التعليمية والعلاجية وهي الأنشطة /الرياضية والفنية والموسيقي والسباحة والدراما والمسرح / وتساهم تلك الأنشطة بشكل كبير في رفع قدرات الطلبة ودمجهم في المجتمع، وأخيراً خدمات الرعاية النفسية والاجتماعية والتي تعمل على تقديم خدمات الارشاد الفردي والجماعي لأولياء الأمور والبرامج التوعوية والتدريبية لهم.
من ناحيتها أكدت موزة أحمد السلامي مديرة مركز العين للتوحد أن المركز يقدم خدماته إلى 99 طالباً و تبدأ الخدمات في المركز من خلال خدمة التشخيص التي من خلالها يتم تشخيص نوع الحالة ومعرفة درجتها، لأن أطياف التوحد لها ثلاث مستويات/ بسيط و متوسط و شديدة/ وعلى حسب نتائج التشخيص يتم وضع خطة علاجية لطفل التوحد حسب حالته، لأن المركز يقدم خططا علاجية فردية لكل طالب،نظراً لعدم توافق حالات التوحد ولكل طفل حالته الخاصة جدا التي نقوم بإيجاد خطة علاجية شاملة لها، مشيرة إلى تنوع خدمات المركز بين التشخيص والتقييم وخدمة التدخل المبكر وخدمة التعليم والتدريب وخدمة الرعاية الصحية والعلاجية وخدمة الدمج ، والعلاج الوظيفي والطبيعي والعلاج بالخيول .
وأوصى الملتقى الإرشادي الأسري الافتراضي بضرورة استمرار برامج التعليم والتدريب المستمر لفئة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في مختلف البيئات في المدرسة المنزل وفي كل الظروف، وتوفير الخدمات العلاجية والتأهيلية الشاملة في مراحل مبكرة من عمر الطفل، إضافة إلى توفير التقنيات والبرامج المساندة والتدريب على استخدامها لرفع مستويات التعليم والتأهيل، واستخدام أحدث استراتجيات التعليم والتدريب والتأهيل النفسي والاجتماعي، والسعي نحو الدمج التعليمي والتوظيفي للأشخاص ذوي اضطراب التوحد المجتمع المحلي.
وناقش الملتقى الإرشادي الأسري الافتراضي أهمية تنمية مهارات التواصل واستراتجيات وبرامج التعليم والخطط السلوكية ودور الأنشطة التربوية ومنها الأنشطة الفنية في تطوير قدرات الطفل ذوي اضطراب التوحد وإبراز قدراته وتمكينه من الدمج في المجتمع، وجرى عرض تجارب ناجحة قدمها عدد من أولياء الأمور والمختصين في مجال التربية والارشاد الأسري منها قصة كفاح ريم محمد عبد الله الهاجري، وأرني الدنيا بعينيك قدمتها إيمان خلفان العليلي.
واشتمل الملتقى على ورش عمل منها ” فنيات التعامل مع التحديات السلوكية مع الطلاب من ذوي اضطراب طيف التوحد بالمنزل ” قدمها الدكتور محمود محمد عبد المقصود، والأمان النفسي في تربية وتعليم الطفل قدمتها الدكتورة أمينة حسين بن حماد، وشخابيط طفل التوحد قدمتها الدكتورة كريمة محمد الشوملي، وورشة ” تربية ذوي الهمم بعيداً عن الجهل وقريبا من الأمل” شيماء محمد اسحاقي، وورشة” كيف أُعلم طفلي الاستدابة للأوامر “قدمتها شيخة سالم حمد الكعبي، والتواصل البصري لطلبة التوحد قدمتها عائشة سيف الذبحاني موهبة فنية.
وضمن أنشطة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في اليوم العالمي للتوحد نظمت المؤسسة حفلاً موسيقياً في قصر الوطن، احياه الطالب أحمد الموسوي 11 عاماً وهو من فئة التوحد، قدم خلاله معزوفات ومقاطع موسيقية على آلة البيانو تظهر امتلاكه الموهبة التي تجعله يحفظ أي مقطوعة ويقوم بعزفها بدقة جيدة وحرفية كاملة.
جدير بالذكر أن مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالتعاون والتنسيق مع عدد من المراكز التجارية بإمارة أبوظبي وبهدف التوعية بفئة التوحد أطلقت في أبريل من العام الماضي مبادرة ” الساعة الهادئة “/ Quiet hour/، لتوفير تجربة تسوق منخفضة المؤثرات الحسية و” غرفة هادئة “، هدفها مساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد والاضطرابات الحسيّة الأخرى وأولياء أمورهم، لقضاء بعض الوقت والاسترخاء في مكان آمن وهادئ وفي أجواء أقل صخباً، تجعل بإمكانهم التمتع بتجربة تسوق بشكل يناسبهم تماماً، حيث تقوم تلك المراكز ببعض الإجراءات منها تخفيف الإضاءة، وإيقاف الموسيقى الخلفية في متاجرها، ومنع نشر الروائح من محلات العطور والبخور، بالإضافة إلى إيقاف جميع الإعلانات باستثناء الطارئة منها، ومنع القيام بملء وترتيب أي من الرفوف، إلى جانب العديد من التدابير والإجراءات الأخرى المماثلة، بهدف خلق أجواء هادئة ومناسبة لمرضى التوحد والاضطرابات الحسية.