دبي – وكالات
نجح فريق من الباحثين الأستراليين في تحديد أول علامة بيولوجية للدم مرتبطة بإثارة الدماغ يمكن استخدامها كوسيلة لتحديد الأطفال الأكثر عرضة لخطر متلازمة موت الرضع المفاجئ SIDS، والتي تعد المرة الأولى التي يتوصل فيها باحثون إلى عامل فسيولوجي محدد يمكن أن يجعل الرضيع أكثر ضعفًا، وفقا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية eBioMedicine.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تم تقليل وفيات الرضع بسبب متلازمة SIDS إلى حد كبير، حيث حدد الباحثون المزيد من العوامل البيئية التي تلعب دورًا في هذا الحدث المروع الذي لم يكن يمكن التنبؤ به، والذي يُعتقد أنه يرتبط بثلاثة عوامل يجب أن تحدث في نفس الوقت، وفقا للفرضية الحالية لشرح متلازمة موت الرضع المفاجئ، والتي تعرف باسم “نموذج المخاطر الثلاثية”.
كما تشمل المخاطر الثلاثة أن يكون الرضيع ضعيفا فسيولوجيًا، وأن يكون في فترة حرجة من التطور، بالإضافة إلى عنصر ضغط خارجي. وحدد الباحثون العديد من الضغوط الخارجية التي تساهم في مخاطر SIDS، من بينها نوم الرضيع منكبًا على وجهه لأسفل والتعرض لدخان التبغ.
وكتب الباحثون في الدراسة الجديدة أن “الرضيع سيموت بسبب متلازمة SIDS فقط إذا اجتمعت العوامل الثلاثة معًا في نفس الوقت؛ إذ تظل قابلية تعرض الرضيع للتأثر بالمتلازمة كامنة ما لم يتعرض لضغط خارجي خلال فترة تطور حرجة. وعلى الرغم من البحث المكثف على مدى العقود الماضية، إلا أن تحديد أي [ثغرة معينة يمكن من خلالها التنبؤ بالحالات الأكثر عرضة للوفاة بسبب SIDS] ظل أمل بعيد المنال”.
وركزت الدراسة الجديدة على إنزيم معين يسمى butyrlycholinesterase BChE، ويلعب دورًا في نظام الإثارة في الدماغ، والذي افترض الباحثون أن النقص في إنتاج إنزيم BChE يمكن أن يجعل الرضيع أكثر عرضة للعوامل الأخرى التي تؤدي إلى الموت المفاجئ.
من جانبها، قالت كارمل هارينغتون، باحثة رئيسية في المشروع: إن “الطفل لديه آلية قوية للغاية للتنويه عندما لا يكون سعيدًا، حيث يستيقظ ويصرخ عادةً، إذا واجه موقفًا يهدد حياته، مثل صعوبة التنفس أثناء النوم بسبب وضعية النوم منكبًا على وجهه”.
ودرس الباحثون في شبكة مستشفيات سيدني للأطفال مستويات BChE في عينات بقع الدم المجففة المأخوذة من 722 طفلًا عند الولادة، توفي 67 رضيعا منهم فجأة وبشكل غير متوقع بين عمر أسبوع وسنتين. من بين الوفيات، تم تصنيف 26 حالة على أنها مرتبطة بـ SIDS، و41 حالة أخرى غير SIDS.
بالمقارنة مع الرضع الذين يموتون لأسباب أخرى، ومجموعة مراقبة من الأطفال الأصحاء، أظهرت حالات SIDS مستويات منخفضة بشكل ملحوظ من إنزيم BChE عند الولادة. وفقًا لهارينغتون، تشير النتائج إلى أن المستويات المنخفضة من إنزيم الإثارة في الدماغ ربما تجعل الرضيع أكثر عرضة للإصابة بـ SIDS.
وقالت هارينغتون، إن ما يُظهره البحث هو أن بعض الأطفال يعانون من قلة الإثارة لسبب لم يكن معروفًا، ولكن بعد اكتشاف أن السبب يرجع إلى نقص إنزيم BChE، فسوف يمكن البدء في تغيير النتيجة لهؤلاء الأطفال وجعل SIDS شيئًا من الماضي”.
للمضي قدمًا، يحث الباحثون على مزيد من العمل للتحقق من صحة النتائج التي توصلوا إليها. نظرًا لأن هذا هو أول مؤشر حيوي للدم يمكن قياسه يمكن استخدامه للإشارة إلى مخاطر SIDS، فإن الهدف سيكون دمج اختبار BChE في بروتوكولات فحص حديثي الولادة القياسية. وبالتالي سيمكن للآباء والأطباء تحديد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بـ SIDS وإدراج حماية أكبر ضد المحفزات الخارجية المعروفة.
وتأمل هارينغتون في البدء في العمل على طرق لمعالجة هذا النقص في الإنزيم بحيث يمكن حماية هؤلاء الأطفال الذين يعانون من مستويات منخفضة من BChE. وخلصت هارينغتون إلى أن “هذا الاكتشاف فتح إمكانية التدخل وأخيرًا يعطي إجابات للآباء الذين فقدوا أطفالهم بشكل مأساوي للغاية”.