واشنطن – وكالات
أمرت الصين بمراجعة كتب الرياضيات المدرسية، على مستوى البلاد بعد أن تسببت الرسوم التوضيحية الموجودة فيها منذ ما يقرب من عقد من الزمان في إثارة جدل غريب.
البعض اعتبر تلك الصور قبيحة وعنصرية وموالية للولايات المتحدة وذات إيحاء جنسي، بينما يخشى آخرون من “تسييس القضية”، بحسب ما أفاد تقرير لشبكة “سي أن أن”.
وانتقد بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، صور الأطفال ذوي العيون الصغيرة المتدلية الواسعة والجبين العريضة، ووصفوها بأنها قبيحة ومهينة وعنصرية.
وغضب آخرون بسبب ما يعتبرون أنها دلالات جنسية في الرسومات، حيث تظهر بعض الصور أطفالا صغارا بأعضاء ذكرية منتفخة في سروايلهم المدرسية.
وفي أحد الرسوم التوضيحية التي أثير الجدل بشأنها، وكانت لأطفال يلعبون، ظهر صبي يضع يديه على صدر فتاة بينما يسحب آخر تنورتها.
كما اتهم آخرون الرسوم التوضيحية بأنها “موالية للولايات المتحدة” لأنها تظهر العديد من الأطفال يرتدون ملابس منقوشة بنجوم وخطوط وألوان العلم الأميركي.
في المقابل، تم وصف أحد الرسومات، بأنه “معاد للصين”، لأنه أظهر شكلا غير دقيق لنجوم العلم الصيني.
وتدور مناقشات بشأن الرسوم التوضيحية في كتب الرياضيات المدرسية منذ الخميس على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما تم تداول صور الرسومات لأول مرة على الإنترنت، وحصدت عشرات الملايين من المشاهدات على منصة “ويبو” الصينية الشهيرة الشبيهة بـ”تويتر”.
وفيما أعرب كثيرون عن صدمتهم من أن مثل هذه الرسوم التوضيحية “متدنية المستوى” تحولت إلى كتب مدرسية أوردتها دار نشر التعليم الشعبية، المملوكة للدولة، تساءل آخرون عن كيفية اجتياز هذه الكتب المدرسية لعملية مراجعة النشر الصارمة المعروفة في البلاد، وكيف مرت دون أن يلاحظها أحد منذ نشرها على المستوى الوطني في عام 2013.
وسرعان ما ألقت شخصيات معروفة موالية للحزب الشيوعي الصيني، اللوم على ما وصفوه بـ”التسلل الثقافي الغربي”. وتعدى الأمر ذلك إلى زعمهم أن الرسامين كانوا يعملون سرا لصالح دول أجنبية، خاصة الولايات المتحدة، دون أن يقدموا أي دليل على ذلك.
ووسط الضجة، قالت دار النشر، الخميس، إنها ستعيد تصميم الرسوم التوضيحية، لكن إعلانها فشل في تهدئة غضب الجمهور.
والسبت، تدخلت وزارة التعليم الصينية، وأمرت الناشر بـ”تصحيح وإصلاح” منشوراته والتأكد من أن النسخة الجديدة ستكون متاحة لفصل الخريف، كما أمرت بإجراء “فحص شامل” للكتب المدرسية على مستوى البلاد للتأكد من أن المواد التعليمية “تلتزم بالتوجهات والقيم السياسية الصحيحة، وتروج للثقافة الصينية المتميزة وتتوافق مع الأذواق الجمالية للجمهور”.
في المقابل، أثار قرار وزارة التعليم، قلق بعض الخبراء وأولياء الأمور الذين يخشون أن تتحول الحملة إلى مطاردة سياسية وتمثل تشديدا غير ضروري للرقابة الصارمة الموجود بالفعل في البلاد على المنشورات الثقافية.