الشيخ عبد العزيز النجيفي رحل بصمت وبكت عليه محافظه نينوى بكل أطيافها

 بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

بالأمس ودعت مدينة الموصل آخر نواب العهد الملكي وأحد الشخصيات والرموز الاجتماعية والوطنية.. وبرحيله أُدخل الحزن في قلوب كل الاطياف الموصلية.. وقد حضر مجلس عزاءه شيوخ وجهاء القوم ورجال السياسة وعلماء الدين والقادة من الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي وجموع غفيرة من المواطنين الذين يكنون كل المحبة والتقدير والاحترام لشخصه الكريم وهم يذكرون مناقبه الكريمة واهمها مساعدتهم في ظروفهم المعاشية الصعبة… رحل عن عالم الأحياء والتحق الى جوار رب كريم تاركاً خلفه إرثاً من الطيب والسمعة الحسنة… لم يكن في يوم من الأيام من المغرورين بأموال الدنيا رغم امتلاكه لها منذ مرحلة شبابه ولكنه زرع في نفسه مخافة الله ومساعدة المحتاجين بعيداً عن داء العظمة الذي يصيب أصحاب المناصب والأموال الكثيرة… اجتمع في مجلس عزاؤه وأثناء تشييعه الى مثواه الأخير أغنياء القوم وفقرائهم والجميع تذرف عيونهم دموع الحزن لفقدانهم هكذا شخصية استطاع في حياته زراعة الطيب والمحبة في قلوب الآخرين… دعوات الناس له بالرحمة والمغفرة تعادل كنوز الدنيا ومافيها.. فماذا فعلت في دنياك من الطيب أيها الرجل الصالح فالجميع من أهالي محافظة نينوى وقبيلة بني خالد الذي يعتبر أحد شيوخها البارزين قد بانت عليهم آثار الحزن بهذا المصاب الجلل… لقد رحل الشيخ عبدالعزيز النجيفي عن عمر مئة عام تقريباً متفرغا في العقود الأخيرة منها لعبادة الله وقد ترك خلفه ذرية صالحة يسيرون على نفس خطاه ومنهاجه الذي رسمه لهم. والذي استطاع تربيتهم التربية الصحيحة على ذلك النهج الاسلامي الصحيح… فهنيئاً لمن زرع هذا الحصاد الوفير وهنيئا لمن قام بالتربية الصحيحة لأفراد عائلته هذه السمعة الطيبة فلقد كنت أيها الشيخ الجليل القدوة الحسنة لكل بيوتات الموصل العريقة ولقد كنت من الاصدقاء المقربين لأغلب شيوخ ووجهاء العشائر العراقية بكل قومياتهم وطوائفهم وكان الجميع يكنون لكم الاحترام والتقدير… اليوم وأنا أحضر مجلس عزاؤكم المقام في مدينة الموصل شاهدت الوحدة الوطنية والإلفة الحقيقية الموجودة لكل أبناء محافظة نينوى من كافة طبقات المجتمع فالأستاذ الجامعي والطبيب والفلاح جميعهم جاءوا تاركين أعمالهم لتقديم التعازي لأبنائك وأحفادك وكل آل النجيفي… الى رحمة الله ايتها الروح الطاهرة… الى جنات الخلد والنعيم بإذن الله مع الشهداء والصديقين ان شاء الله…مع الذين تقول لهم ملائكة الرحمن أدخلوها بسلام آمنين….
Exit mobile version