حفيد إمبراطور النمسا: العائلة لم تنقرض.. لكننا بلا سلطات أو مناصب

قال أندرياس سلفادور هابسبورغ لورينجين، سليل اسرة هابسبورغ الإمبراطورية، إن «عدد أفراد الأسرة لا يتجاوز الـ250 الآن، يتوزعون بلا أي سلطات أو مناصب أو القاب ملكية في كل من النمسا والمجر وألمانيا وإسبانيا». وذكر أن أسرة هابسبورغ، التي حكمت الإمبراطورية النمساوية المجرية لمدة أربعة قرون، لم تنقرض، وأنهم الآن مواطنون عاديون يعيشون في ممتلكاتهم الخاصة التي ورثوها عن أجدادهم.

وتحدث أندرياس في لقاء نادر مع وكالة «آيريس ميديا» الإعلامية في قلعة ورثها عن والده في مدينة «جموند» على الحدود النمساوية – التشيكية، تحيط بالقلعة أشجار لها تاريخ وتماثيل تروي حكايات وجداول ماء تنساب ما بين حدود البلدين، التي يفصلها جدار خشبي لا يزيد ارتفاعه على المتر الواحد.

في داخل شقته تعلق صور الإمبراطور المؤسس جوزيف والأباطرة والأميرات والأمراء، وكلها لوحات زيتية أصلية رسمها فنانو عصر النهضة، وتقدر قيمة تلك اللوحات بعشرات ملايين الدولارات في الوقت الحاضر.

في الحديقة التابعة للقلعة التي تتوسطها تماثيل للأمبراطورة جدته، وتمثال آخر لوالدته يعود تاريخها إلى أكثر من 500 عام، وتبرع بها لمصلحة الدولة، لتصبح حديقة عامة يرتادها الناس للتنزه، حيث تتوسطها بحيرة تحيط بها الزهور من كل صوب.

يروي أندرياس في مفاوضات عام 1919 بين جمهورية النمسا المنتخبة والعائلة الإمبراطورية والملكية، يتأثر كثيراً عند الحديث عن أسباب انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية وتفككها في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، ويقول: «إن من أهداف الحرب تفكيك الإمبراطورية التي كانت الأقوى في أوروبا، وإقامة أنظمة جمهورية برلمانية منتخبة في الدول التي انتصرت في الحرب».

يقول أندرياس: «إن الحرب العالمية لم تمر بسلام على هذه العائلة العريقة».

في عام 1914 تم اغتيال فرانز فرديناند، ولي عهد الإمبراطورية النمساوية مع زوجته صوفي، قتلا على يد القومي الصربي غافريلو برينسيب. هذه الحادثة، التي وقعت على الجسر اللاتيني في العاصمة البوسنية سراييفو، كانت السبب المباشر في اندلاع الحرب الكبرى ودخول العالم إلى عصر جديد.