مرئيات

منطقة دوار المدام بين الماضي والحاضر ..

- المنطقة تشكل اليوم عصباً تجارياً وحضارياً متطوراً..

– المساكن القديمة المهجورة نسجت حولها الشائعات المغرضة الكاذبة

– هذه المساكن المهجورة دفنتها الرمال المتحركة ..ولاجن فيها ولا عفاريت

 

(أعلام وسير).. يعدها ويقدمها / الشاعر والكاتب أنور بن حمدان الزعابي

في الماضي كانت بادية منطقة المدام في إمارة الشارقة
صحراء شاسعة مترامية الأطراف ممتدة بالرمال والسهول الحصوية وأشجار الغاف والسمر والأرطا والرمث وتشكل نقطة تلاقي للقوافل القادمة من عمان والشارقة والعين .
وهذه الصحراء محملة بإرث البدو ورائحة الزمن الجميل والعريق.
ومن خلالها ظهر البدوي من طبيعتها القاسية وبرز كشاعراً وفارساً مقداماً يواجه الصعاب وتضاريس الطبيعة القاسية .
فيبذل المستحيل من أجل لقمة العيش التي كانت مغموسة بالتعب والجهد والعناء والشقاء والعرق .
فعاش يكد ويكدح في رعي إبله ومواشيه ويحتطب ويصنع الصخام لبيعه في الحواضر والمدن .

– دوار المدام..معلم من الزمن الجميل

ومع تطور وتيرة الحياة قامت إمارة الشارقة بعمل شارع المدام ليتلاقى مع القادم من دبي والعين وعمان ..وصممت دواراً كبيراً يتسع لفوج السيارات من كل اتجاه . ومع هذه النقطة الحيوية قام أحد رجال منطقة المدام ويدعى (مهير ) بعمل مقهى شعبياً للعابرين من هذه الصحراء الخالية من مظاهر الحياة وكان ذلك في عام 1970.
فكان المقهى يقدم الشاي والحليب الساخن والخبز الهندي البراتا والروتي والبيض ويبيع السكاكر وبعض احتياجات المسافرين .
ومع عدم وجود الكهرباء والماء أحضر مهير الفنر جمع فنارة و(التريج) أي الفوانيس التي تعمل بالفتيل والكاز
ووضع خزاناً معدنياً يزوده بالماء الذي يجلبه التنكر من مزرعته في منطقة البحايص. وقام مهير بافتتاح أول بنشر للإطارات بالتعاون مع شخص إيراني يدعى عباس هرمودي ثم أفتتح دكان يبيع فيه مستلزمات غذائية وأدوات الرحلات وأغطية الهجن ومستلزمات البدو وأهل العزب والمواشي والمزارع.

– التحول التجاري لدوار المدام

وبعد.سنوات المعاناة وصلت خطوط الكهرباء إلى دوار المدام وشارعه ذو الاتجاه الواحد .وبدا بعض الأهالي بعمل مشاريع تجارية بدائية بواسطة الصنادق المكونة من الأخشاب والألمنيوم فترى هناك مطعماً وهناك دكاناً وهناك كراجاً وحيداً وأخر افتتح مصنعاً للحلوى العمانية .

– توزيع الأراضي التجارية من الحاكم

ومع أزدياد الحركة النشطة على هذا الدوار أو مفترق الطرق الحيوي ذو الاتجاهات الأربعة قام صاحب السمو حاكم الشارقة بصرف قسائم تجارية للمواطنين وشجعهم على إنشاء المباني التجارية والأسواق والبنايات التي تقطنها الجاليات العربية
وغيرها من العاملين في مدينة المدام وماجاورها .

– التحول الاقتصادي السريع لدوار المدام

وفي عالم متغير متنامي زحف العمران الى منطقة دوار المدام ونشطت الحركة التجارية مما دفع الحكومة الاتحادية الى إنشاء وإنجاز جسرين علويين على هذا الدوار الكبير بالإضافة الى عدة جسور صغيرة محورية للالتفاف والعودة .
حيث يعتبر الطريق الذي يربط كل المناطق، طريقاً محورياً. فعلى جانبيه تصطف أسواق مختلفة مثل سوق السجاد، وسوق الأواني الفخارية، بينما تحتل منطقة «البداير» موقعاً سياحياً هاماً، وملتقى لمختلف الجنسيات الأجنبية والعربية.
واليوم باتت منطقة دوار المدام مركزاً تجارياً شعبياً كبيراً يمتاز بالتنظيم والنظافة والحيوية ويوفر كل الأغراض والاحتياجات والمستلزمات من الأواني والألبسة والأغذية والتحف التراثية والصناعات اليدوية الحرفية.
وتتواجد كذلك خدمات إصلاح أعطال السيارات والمغاسل والبناشر وكل مايلزم المسافرين والعابرين والسياح وهواة التخييم البري.
يقول سيف الخاصوني وهو أحد المستثمرين الشباب المواطنين:
نسعى لبناء منتجع سياحي يوفر كافة الخدمات للسياح العرب والأجانب، من خلال مرشدين من أبناء المنطقة..ولهذا الشاب قصة طويلة مع المشاريع الاستثمارية في مجال السياحة، حيث يسعى حالياً لإطلاق مشروعه الجديد المتمثل ببناء مطعم شعبي، بقالب تراثي إماراتي من حيث الشكل والخدمات، ويوفر للسياح بمختلف جنسياتهم الأكلات الشعبية وتقديم فقرات من التراث الغنائي والموسيقي الشعبي.
*

– مدينة المدام وحكاية القرية المدفونة

وهي مساكن أو قرية مهجورة يُطلق عليها العديد من الأسماء؛ مثل القرية المدفونة ومدينة الأشباح والقرية القديمة، حيث تضم هذه القرية منازل مغطاة بشكل جزئي بالرمال. وحكايتها كالتالي:
مع قيام الاتحاد وفي عام 1980 تم بناء مساكن شعبية للمواطنين في بلدة المدام وكانت شبه تحول من حياة البداوة الى حياة الحضارة.
وفي عام 2000. قامت حكومة الشارقة بمنح المواطنين أراضي وصرفت مبالغ لبناء فلل حديثة وواسعة للمواطنين
وإنشاء عدة أحياء في المنطقة لتشكل مدينة حضرية زاخرة بالخدمات كمراكز التسوق والمدارس والعيادات وأندية رياضية للرجال وأخرى للنساء.
ومع هذا التحول الكبير هجر المواطنين تلك المساكن الشعبية القديمة، وبقيت مهجورة وتراكمت عليها الرمال المتحركة وأصبحت شبه مدفونة مما أثار استغراب البعض وخاصة السياح الأجانب فنسجت حولها الحكايات الخيالية والخزعبلات الكاذبة حيث يقول السذج والعيارون أنها مدفونة بسبب الجن أو العفاريت أو مردة من الجان قاموا بدفنها وهذه كلها حكايات وسوالف من خيالاتهم.

– رسالة إلى بلدية المدام المؤقرة

نقدر جهودكم المخلصة في تحديث وتنظيم مدينة المدام وقراها ومناطقها ولنا وجهة نظر حول المساكن المدفونة بفعل عوامل الطبيعة كالرمال المتحركة أن تقوم البلدية بهدم هذه المساكن وإزالتها وتسوية الرمال وذلك درء للشائعات والخرافات الكاذبة مع الأمنيات لكم بالتوفيق والنجاح .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى