خبراء معرض الصحة العربي يؤكدون على أهمية برامج التطعيم الفعالة ضد فيروس الورم الحليمي البشري للوقاية من سرطان النساء
• لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري هي الموضوع الرئيسي في مؤتمر أمراض النساء والولادة السادس عشر
• سلط المؤتمر الضوء على برامج التحصين ضد فيروس الورم الحليمي البشري الناجحة في جميع أنحاء العالم
• في عام 2020، تم تشخيص 604,000 حالة سرطان جديدة لسرطان عنق الرحم في جميع أنحاء العالم
دبي-الوحدة:
يتم التركيز على لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري ودورها في الوقاية من السرطانات النسائية في مؤتمر أمراض النساء والتوليد، الذي يعقد حاليًا في معرض الصحة العربي 2024، حيث شاركت الدكتورة ستيفاني ريتشي، من أقسام أمراض النساء والأورام في كليفلاند كلينك أبوظبي خلال اليوم الافتتاحي للمؤتمر رؤى عديدة من برامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري الناجحة في جميع أنحاء العالم، وسلطت الضوء على أهمية اعتماد نهج مماثل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبهذا الإطار علقت ريتشي قائلة: “لحسن الحظ، لدينا لقاح فعال ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وهناك برامج وطنية ناجحة لمكافحة فيروس الورم الحليمي البشري في جميع أنحاء العالم مضى عليها ما يقرب من عقد من الزمن”
وأضافت ريتشي قائلة: “إن البيانات المستمدة من هذا مثيرة للاهتمام ومقنعة للغاية عندما يتعلق الأمر بالوقاية من السرطان التناسلي”.
ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة جلوبال كانسر ستاتستيك عام 2020، فإن أعداد حالات سرطان عنق الرحم تتزايد في جميع أنحاء العالم، وهو الآن رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء، وفي العام نفسه كان سرطان عنق الرحم مسؤولاً عن ما يقدر بنحو 604.000 حالة سرطان جديدة في جميع أنحاء العالم و342.000 حالة وفاة، وقد أظهرت الدراسة أن 84% من حالات سرطان عنق الرحم كانت من مناطق لا تتوفر فيها برامج فحص، ومن المثير للقلق أن النساء في البلدان المحدودة الموارد هن الأكثر عرضة للإصابة، حيث يعد سرطان عنق الرحم ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً وثالث أكثر الأسباب شيوعاً للوفيات بسبب السرطان في هذه المناطق.
فيروس الورم الحليمي البشري هو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي وهو المسؤول عن غالبية حالات سرطان عنق الرحم، حيث يسبب الفيروس أورام عنق الرحم، والتي تصنف إلى ثلاث مراحل؛ CIN1، CIN2، وCIN3. ويتم اكتشاف فيروس الورم الحليمي البشري في 99.7% من حالات سرطان عنق الرحم، ويمكن أن يستغرق ظهور سرطان عنق الرحم أكثر من عشر سنوات بعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
تم إطلاق لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في عام 2007، وهناك ثلاثة أنواع من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري المتوفرة حاليًا تشمل كلاً من: لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الرباعي التكافؤ (جارداسيل) الذي يستهدف أنواع فيروس الورم الحليمي البشري 6 و11 و16 و18؛ وفيروس الورم الحليمي البشري 9-valent (Gardasil 9) الذي يستهدف فيروس الورم الحليمي البشري 31 و33 و45 و52 و58 بالإضافة إلى فيروس الورم الحليمي البشري 6 و11 و16 و18 وفيروس الورم الحليمي البشري ثنائي التكافؤ (Cervarix) الذي تم صنعه لمنع فيروس الورم الحليمي البشري 16 و18.
ولإظهار التأثير الكبير للقاح فيروس الورم الحليمي البشري الرباعي التكافؤ، وجدت تجربتان عشوائيتان كبيرتان مزدوجتا التعمية أن اللقاح منع CIN2 بنسبة 97-100٪ بين السكان غير المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري، ووفقًا للخبراء فإذا تم تحقيق معدلات لقاح تصل إلى 70٪ على المستوى الدولي فسيكون هناك انخفاض يقدر بأكثر من 300,000 حالة جديدة من سرطان عنق الرحم سنويًا وأكثر من 178,000 حالة وفاة مرتبطة بسرطان عنق الرحم.
ومن المحتمل أن تمتلك أستراليا أقوى تطعيم في العالم، حيث حققت أكبر قدر من النجاح.
وبهذا السياق علقت الدكتورة ريتشي قائلة: “منذ عام 2007، نفذت أستراليا التطعيم الروتيني في المدارس للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و13 عامًا، ثم نفذت أيضًا برنامجًا استدراكيًا للإناث اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و26 عامًا”.
وأردفت ريتشي حديثها قائلة: “في عام 2013، بدأت أستراليا في تطعيم الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا بشكل روتيني في المدارس، وأطلقت برنامجًا استدراكيًا للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا، حيث تعد أستراليا عكس العديد من البلدان الأخرى التي استخدمت برامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، مما يساهم بدوره في القضاء على سرطان عنق الرحم بشكل نهائي”.
تسير أستراليا بخطى ثابتة على الطريق الصحيح للقضاء على مرض سرطان عنق الرحم بحلول عام 2035 وسط ارتفاع معدلات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، حيث أفاد المعهد الأسترالي للصحة والرعاية الاجتماعية عن انخفاض بنسبة 92٪ في معدل الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري وانخفاض بنسبة 47٪ في CIN2 و3 بعد خمس إلى ثماني سنوات من إدخال التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري إلى البلاد، وكان هناك أيضًا انخفاض كبير في إجراءات الاستئصال.
في عام 2016، أوصى فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتحصين التابع لمنظمة الصحة العالمية بتطعيم جميع الفتيات للوقاية من سرطان عنق الرحم في وقت لاحق من الحياة، وتعتقد منظمة الصحة العالمية أنه يجب تطعيم تسع فتيات من بين كل عشر فتيات حول العالم للقضاء بشكل نهائي على سرطان عنق الرحم.
سيكون موضوع المؤتمر السادس عشر لأمراض النساء والولادة هو: “من الأدلة إلى الممارسة: تحويل رعاية أمراض النساء والتوليد من خلال تكامل الحالات السريرية”، حيث يزود الحدث الذي يستمر يومين المتخصصين في مجال الصحة من جميع أنحاء الشرق الأوسط بأحدث الأفكار حول موضوعات مختلفة بما في ذلك العلاج بالهرمونات البديلة، وقضايا أمراض النساء لدى المراهقات وفقدان الحمل، ويعرض أحدث الابتكارات التي تعمل على تغيير صحة المرأة.
تستمر فعاليات النسخة الـ 49 من معرض الصحة العربي لغاية يوم الخميس 01 فبراير.