مرئيات

رحلة مع ذكريات الكاتبة إسلام إلى مدينة البرتقال…

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

༺༺༻༺༻༺༻༻

شاءت الصدف أن نتعارف بصورة عفوية وأن نتواصل برسائل أخوية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي..ربما لأننا نحمل نفس النهج في متابعتنا لبعض صفحات الكتاب والروائيين في عالمنا العربي وفي مقدمتهم الكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي وربما نحمل نفس الأفكار بكتابة الخاطرة الوجدانية وبعد أن عرفتني أنني كاتب عراقي وعرفت إنها تحمل نفس الجنسية وأننا نتابع نفس الشخصيات في مواقع التواصل الاجتماعي..

ومن خلال قراءتي لبعض كتاباتها سالتها لماذا دوماً تكتبين خواطرك الجميلة عن الشوك مع الأزهار ولماذا تشبهين الأنثى بتلك الأشواك والأزهار.. فقالت لي ترعرعت بين المناجل والحصاد ونعناع السواقي وهنا جاء الشبه بيني وبين أفكار تعليقاتها وبين الواقع الريفي الذي كنت أعيش به فقلت لها أنا ابن منطقة ريفية تقع جنوب الموصل وأعرف جيداً هذه المصطلحات الجميلة فمن أي ريف أنت فجاءني الجواب ومعه حسرات الحزن وانين الماضي أنا من مدينة كانت تعج بعبق القداح أنا من مدينة البرتقال وماشدني في الموضوع بداية كلماتها بكلمة (( كانت )) وهنا بدأت المعاناة بهذه الكلمة ومايعز بالنفس هو تبعات هذه الكلمة المؤلمة لأنه ضياع مستقبل تلك البساتين التي تحولت إلى مباني وعمارات سكنية داخل مدينة بعقوبة وكذلك مستقبل البرتقال والرمان في ريف محافظة ديالى… وأشجار عطشى تشكو ربها من ظلم الإنسان بعد الجفاف الذي لحق بها بسبب سياسات خاطئة تتخذها حكومات المنطقة…

نعم إن أشجار ديالى اليوم تخاطب غيوم السماء وهي تطلب منها الغيث بعد ان جفت مواردها من المياه التي كانت بالامس القريب تروي عطشها من تلك الانهر التي كانت مصدرا للسقي بمياهها العذبة…

لقد أعادت بي برتقالة ديالى بالأمس التاريخ الى سبعينات القرن الماضي عندما اشتركت في أول مهرجان قطري أدبي عام 1975 والذي أقامه في حينها الاتحاد العام للشباب العراق وكنت من ضمن أربعة مرشحين ممثلين لمحافظة نينوى وكانت أول سفرة لي إلى مدينة الحمضيات ومازالت عالقة في ذاكرتي تلك الصور الجميلة لبساتين البرتقال وثمارها وألوانها الجذابة وذلك السياج الطيني الذي لا يتجاوز ارتفاعه طول تلك الأشجار…

لماذا حاربك الزمن يا مدينة الخير والألوان البرتقالية ولماذا جفت عنك أنهارك بصورة مفاجئة.. وأين ذلك البرتقال والرمان والنارنج وأين… وأين؟؟؟؟؟؟ ..
وهل عاقبتكم أمطار السماء يا نهر ديالى الكبير ونهر العظيم ولماذا قل عطائكم وأنتم في أرض الكرماء ؟… الأرض المباركة التي منحها الله الطبيعة الخلابة…

لقد أدخلتِ الحزن إلى قلبي أيتها البعقوبية بكلماتك الحزينة التي ترافقها حسرات الفراق والرحيل من الوطن الام الى العاصمة بغداد.. فراق أشجار البرتقال يرافقه فراق جمالية الطبيعة الخلابة والهدوء النسبي بعيداً عن ضجيج العجلات والأسواق المكتظة بالسكان…

سلاماً على ديالى وعلى أنهارها حتى وإن جف مائها…. سلام على أهلها الطيبين الكرماء بكل أطيافهم ومذاهبهم… سلاماً على البرتقال والقداح وعطر الربيع…وسلاماً على ادبائها وشعرائها وكتابها..وسلام على ابنتها الكاتبة إسلام.. وسلاماً.. وسلاماً على جمال طبيعتها وطيبة قلوب…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى