مرئيات

صباح الخير يا وطن الصباح…

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

صباح الخير أيتها الروافد دجلة والفرات.. صباح الخير أيها القارىء الكريم…صباحٌ جميلٌ من مدينة الشروق والغروب صباحً ربيعيا من أم الربيعين ومع نسمات البرد ودعاء الساجدين من أم الربيعين.. يا جميلة الشعراء أقبليني كعاشق ولهان حتى أتغازل بصباحك الجميل واستطيع الانضمام مع قافلة العاشقين للديار…

جميلة أنت بكل شيء وجهك الباسم بربيعه وشتاءه الجميل حضنك الدافئ مع زغزغة العصافير وأوراق الندى الخضراء في الأشجار وشارعنا الهادئ في هذه اللحظات…
هنا مدينة المحبة والسلام.. هنا مدينة التعايش السلمي والتسامح المجتمعي… وهنا… وهنا…. وهنا…

من هنا مرت الأعوام ومن هنا صنعت البشرية حضارتها الأولى. هنا مدينة الأنبياء والملوك الجبابرة… هنا الصوفية والحلاج… هنا المراقد والمساجد والكنائس… وهنا مدينة الفقراء والعمال الكسبة وهم يغادرون منازلهم منذ ساعات الصباح الباكر بحثاً عن كسب قوتهم اليومي وإنجاز أعمالهم الاعتيادية…

هنا النجار والحداد والأكاديمي والموظف…
هنا مأكولات الصباح من اللحم بعجين والقلية والباچة الموصلية بكل مفرداتها بين الكيبايات والقولات..
وهنا ألبان الربيع من ريفنا الجميل.. هنا القيمر بأصالته ولبن الخاثر وهو يجمع العوائل من حوله على مائدة موصلية عند الفطور بكل صباح…

تراثك جميلٌ يا حبيبتي يا موصل الحدباء وحاضرك سوف يكتبه أبناءك الطيبين بطيبة قلوبهم وتشبثهم بالصراع مع العلم والتكنلوجيا الحديثة….

يا مدينة الضباط والقادة… يا مدينة الأطباء والعلماء…
فأنت في حاضرنا اليوم مدينة الطبيب الشاعر وليد الصراف وأنت مدينة الدكتور الصيدلاني معتز موفق سلمان الجبوري اصغر عالم شاب استطاع أن يكتشف عقاقير علاجية للقضاء على الزهايمر وغيره من الأمراض العصرية للبشرية جمعاء…

هنا الدين والجوامع ومناداتها من المآذن في كل صباح
((حي على الصلاة. حي الفلاح…..الصلاة خير من النوم ))
عشقتك منذ طفولتي ولم أعرف أنني سوف أكون مجنون ليلى بك فانت ملهمة العشاق وأنت قصائد الشعراء وأنت بسمة الصباح في كل صباح ومع كل الأيام..

أشرقي أيتها الشمس فعروسك الجميلة الحدباء قد بلغت أهلها لينتظروا مشاهدة قرصك الصباحي الأحمر وهو يخرج بشعاعه الى شواطىء نهر دجلة ليختلط الماء الأزرق مع الألوان القزحية الحمراء….

ما أجملك وأنت ترتدين فستان الصباح مع هدوء الشوارع وبداية يوم جميل يذهب فيه أبناءك الطلبة الى مراحلهم الدراسية بلا كلل أو كسل…
نعم أيها الصباح الجميل إنها مدينتي ومهما كتبت عنها فلن اوفي لها بشيء فهوائها النقي استنشقته منذ الطفولة وماءها العذب رضعته مع الحليب.. وعاداتها وتقاليدها الجميلة قد عايشتها وتعلمتها قبل نصف قرن مضت…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى