منذ ظهور الجائحة في أواخر عام 2019، عُرف الفيروس بتأثيراته الجديدة على الدماغ، مثل الشعور بالتعب الشديد والتشوهات المعرفية وفقدان حاسة الشم والذوق وضبابية الدماغ. وتسعى الدراسات العلمية إلى محاولة تحديد كيفية تسبب كوفيد-19 في حدوث تلك الأعراض بالضبط.
في هذا الشأن، ظهرت فرضيتان حيث رجحت إحدى المدارس الفكرية أن هذه المشكلات العصبية ناجمة عن تسلل الفيروس مباشرة إلى الدماغ وإصابة خلاياه. ومن خلال هذه العملية، يتم تدمير الخلايا العصبية وتتسبب الاستجابة الالتهابية للجسم في مزيد من الضرر، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Nature Neuroscience.
فيما ترى الفرضية الأخرى أن الالتهاب الجهازي الثانوي هو مصدر هذه الأعراض العصبية.
حتى الآن، كانت فرضية الالتهاب أكثر إقناعا بعض الشيء. بعد مرور أربع سنوات على ظهور وباء كورونا، أصبح من الواضح أن الفيروس ضار بالدماغ، وقد أثبتت العديد من الدراسات بشكل فعال علامات على حدوث ضرر التهابي كبير. ولكن مرة أخرى، ظهرت أسئلة حول ما الذي يسبب الضرر الالتهابي.
وقررت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين الأوربيين بقيادة علماء في شاريتيه، كلية طب منتسبة إلى جامعتي هومبولت وبرلين الحرة، معالجة لغز تأثير فيروس كورونا على الدماغ من خلال البدء من نقطة الصفر، أي أنهم بحثوا أولاً عن كثب في عينات أنسجة المخ من 21 شخصا ماتوا بسبب عدوى حادة من فيروس كورونا.
وأوضحت الباحثة المشاركة في الدراسة هيلينا رادبروخ أنه يُفترض “أن الخلايا المناعية تمتص الفيروس في الجسم ثم تنتقل إلى الدماغ. وما زالت تحمل الفيروس، لكنها لا تصيب خلايا الدماغ”، لذا فإن فيروس كورونا لا يصيب الدماغ نفسه وإنما يغزو خلايا أخرى في الجسم.