مستشفى كليفلاند كلينك يستخدم تقنية تصوير بالأمواج فوق الصوتية ودون تدخل جراحي لمعالجة بعض أورام الكبد
بدأ مستشفى كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، باستخدام جهاز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية حصل مؤخراً على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لمعالجة بعض أورام الكبد. وتَستخدم تقنية تفتيت الأنسجة (Histotripsy) الخالية من التدخل الجراحي، نبضات أمواج فوق صوتية قصيرة وعالية الكثافة تقوم بتفتيت الخلايا السرطانية المستهدفة وقتلها.
وقاد الدكتور تشون هيوك ديفيد كوون، مدير قسم جراحات الكبد بأقل قدر ممكن من التدخل الجراحي في معهد أمراض الجهاز الهضمي التابع لمستشفى كليفلاند كلينك، فريقاً من الجراحين والممرضين خلال علاج أول حالة، حيث قام الفريق بتسييل ورم صغير كان متواجداً على الجانب الأيسر من كبد مريض. وتعافى المريض على نحو جيد بعد هذا التدخل العلاجي الذي تم في ديسمبر 2023، حيث كان يخضع قبل ذلك إلى العلاج من نقائل الكبد والناتجة عن سرطان القولون والمستقيم.
واستخدم الدكتور كوون أثناء علاج المريض جهاز أمواج فوق صوتية موصول بذراع روبوتية متحركة تم وضعها فوق بطن المريض من أجل استهداف الورم الموجود في الكبد. وأدت نبضات الأمواج فوق الصوتية المصغرة إلى تكوين فقاعات مصغرة داخل الخلايا السرطانية المستهدفة أسفرت عن تفتيت الخلايا المصابة وقتلها.
وقال الدكتور كوون: “يتسم هذا الأسلوب العلاجي بأنه دون أي تدخل جراحي، ويوفر للمرضى تعافياً أسهل بعد العملية. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن تقنية تفتيت الأنسجة تقوم في بعض الحالات بتحفيز الجهاز المناعي في الجسم وحثّه على مهاجمة الخلايا السرطانية”.
ويُجري الباحثون في الوقت الحالي أبحاثاً حول ظاهرة تُعرف باسم التأثير الإفراغي (Abscopal Effect) والتي تمت ملاحظتها في مرضى السرطان بعد خضوعهم للعلاج الإشعاعي واستئصال الأورام، إذ لاحظ الباحثون بعد العلاج الإشعاعي وفي بعض الحالات حدوث استجابة مضادة للورم تؤدي إلى انكماش الأورام الأخرى غير المعالجة، وهو أثر مشابه لما تُحدثه تقنية تفتيت الأنسجة في بعض الحالات.
وقام الدكتور كوون وزملاؤه ومن بينهم الدكتور فيديريكو أوسيجو والدكتور جايكون كيم منذ معالجة أول حالة، باستخدام تقنية الأمواج فوق الصوتية بنجاح لمعالجة المزيد من المرضى المصابين بأورام الكبد باستخدام هذا الإجراء العلاجي الذي يستغرق عادة نحو ساعة من الزمن.
وأضاف الدكتور كوون: “هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لدراسة فوائد تقنية تفتيت الأنسجة ومن ضمنها حدوث التأثير الإفراغي وتكرره. وأنا واثق من أن هذا الأسلوب العلاجي الذي يتم دون تدخل جراحي يشكل رافداً مهماً للأساليب العلاجية الموجودة حالياً لأورام الكبد والتي تشمل الجراحة والعلاج الكيميائي”.
وتجدر الإشارة إلى أن تقنية تفتيت الأنسجة حصلت على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج أورام الكبد فقط.