صحة وتغذية

كليفلاند كلينك أبوظبي يمنح حياة جديدة لشاب إماراتي بإجراء زراعة قلب ناجحة

•استدعت حالة المواطن الإماراتي وضعه على الأكسجة الغشائية خارج الجسم وجهاز المساعدة البطينية لدفعه نحو التعافي من فشل عدة أعضاء

أبوظبي -الوحدة:
نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، بإجراء عملية معقدة لزراعة القلب على محمد الكتبي الذي كان مصاباً باعتلال عضلة القلب الوراثي. وتعرض المواطن الإماراتي الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، وعانى من مرض القلب لنحو عقد من الزمن، لفشل في أعضاء عديدة، ليتم وضعه في بادئ الأمر على الأكسجة الغشائية خارج الجسم (مضخة خارجية للقلب).

واستدعت حالة محمد في مرحلة لاحقة تركيب مضختين منفصلتين، واحدة لكل جانب من القلب، عبر جهاز المساعدة البطينية. ولمدة أربعة أشهر، استمر بالاعتماد على الجهاز للمساعدة لدفع حالته نحو الاستقرار أثناء انتظار متبرع مناسب ليخضع لجراحة زراعة القلب في نهاية المطاف. وتعتبر هذه الحالة الأولى من نوعها في دولة الإمارات، حيث تجاوز المريض تلك المراحل العلاجية الثلاث بنجاح.

وفي البداية، تم نقل محمد إلى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في حالة صدمة قلبية. وبعد خضوعه لفحص وتقييم دقيقين، اكتشف طاقم الرعاية تراكماً كبيراً للسوائل في رئتيه وتجويفه البطني في حالة استنزفت صحته بشكل ملحوظ، ليسارع الفريق المتعدد التخصصات إلى التدخل لإجراء تصريف للسوائل لتحسين قدرته على التنفس.

وحول حالة محمد، أوضحت الدكتورة نادية المطروشي استشارية جراحة القلب والصدر بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “عندما جاء محمد إلى المستشفى، كانت حالته الصحية متدهورة بشكل كبير. فلم يكن قادراً حينها على الاستلقاء بشكل مريح وكان يواجه صعوبة كبيرة في التنفس. وعلمنا من الفريق الذي قدم له الرعاية سابقاً أن جسمه توقف عن الاستجابة للأدوية، الأمر الذي استدعى إدخاله لوحدة العناية المركزة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لمراقبة حالته بشكل مكثف. وعلى الرغم من ذلك، استمرت صحته بالتدهور بشكل أثر على كبده وكليتيه”.

وفي ذاك الوقت، بدا بشكل واضح أن محمد بحاجة ماسة لعملية زراعة القلب، إلا حالته لم تكن مستقرة بسبب تعرضه لفشل أعضاء عديدة، ليتم دعمه بالأكسجة الغشائية خارج الجسم، التي ساعدت وظائفه القلبية والتنفسية.

وأشار الدكتور ميتش باديوالا استشاري جراحة القلب والصدر بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “لتحضير محمد لعملية الزراعة، توجب علينا تعزيز قوته وتحسين حالته عموماً. وقرر فريقنا متعدد التخصصات تركيب جهاز المساعدة البطينية عبر مضختين، واحدة لكل جانب من القلب، لضمان دوران الدم الطبيعي، ومساعدته على التعافي من فشل الكلية والكبد، ومنحه فرصة أفضل لتلقي القلب الجديد الذي ينتظره”.

تم وضع محمد على جهاز المساعدة البطينية، وبقي في وحدة العناية المركزة، حيث شهدت حالته تحسناً مع التغذية المناسبة والعلاج الطبيعي. وذلك ريثما تم إيجاد قلب مناسب لعمره ووزنه.

وأوضح الدكتور فراس بدر رئيس قسم طب القلب والأوعية الدموية بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “خلال هذه العملية الجراحية المعقدة، قمنا بإزالة جهاز المساعدة البطينية، وزراعة القلب الجديد. واستغرقت هذه العملية نحو ست ساعات، وجرت بكل سلاسة دون أي مشاكل بفضل مهارة خبرائنا من عدة تخصصات، بما يشمل جرّاحي القلب والصدر، وأخصائيي التخدير، والعناية المركزة للقلب، وكادر التمريض، والصيدلة، وغيرهم من مجالات عدة لتوفير رعاية ذات مستوى عالمي”.

وأضاف الدكتور فراس: “تجسد حالة محمد قدرة مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي على علاج أكثر حالات القلب صعوبة، عبر توحيد جهود خبرائه من مختلف التخصصات. ولاشك أن استعادة محمد لصحته بعد خضوعه لعملية زراعة القلب تمثل دلالة على المعرفة الواسعة والالتزام الكبير لفريقنا المتعدد التخصصات في معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية”.

وبعد العملية بخمسة أيام، تحسنت حالة محمد وخرج من وحدة العناية المركزة لينتقل إلى جناح أمراض القلب. وهناك أوضح فريق رعايته ضرورة التزامه بنظام مثبطات المناعة لضمان عدم رفض جسمه للقلب المزروع. وبعد أسبوع، خرج محمد أخيراً من المستشفى مع نصائح وإرشادات بالمتابعة المنتظمة مع مركز زراعة الأعضاء في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي.

وعبّر محمد، الذي بات بوسعه اليوم عيش حياة طبيعية، عن عمق امتنانه لمقدمي الرعاية في المستشفى بالقول: “أنا وأسرتي ممتنون للغاية لمعايير الرعاية المتفوقة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، والتي تعتبر ثمرة رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولتنا. فقد كان خضوعي لعملية الزارعة المعقدة هذه على أرض دولة الإمارات نعمة حقيقية، لاسيما وأني كنت محاطاً بأفراد أسرتي وأصدقائي. وأشكر أيضاً جميع مقدمي الرعاية في المستشفى الذي حرصوا على مراقبة حالتي وصحتي والعناية بعافيتي مع بقائي لمدة أربعة أشهر في وحدة العناية المركزة، وساهمت جهودهم النبيلة بمنحي حياة جديدة”.
وتعتبر قصة استعادة محمد لصحته برهاناً واضحاً على كفاءة منهجية الرعاية الشخصية المتميزة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، والتي تحظى بدعم تقنيات سباقة ترسخ تفردها. ويحتضن المستشفى مركز زراعة الأعضاء المتعددة الوحيد في دولة الإمارات، في حين حصل على اعتماد مركز التميز في جراحة القلب للبالغين من دائرة الصحة – أبوظبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى