مكة المكرمة فى عيدها تشع وتتلألاء نوراً فى أبهي صورها بزيارة ضيوف الرحمن في موسم الحج الركن الخامس من أركان الإسلام والذى أمرنا به ربنا عز وجل فى قرآنه الكريم ” وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا “، (سورة آل عمران:97).
المسلمين على موعد جميل فى هذا اللقاء الرهيب والموقف أمام الله عز وجل على جبل عرفات وهو الشرط الأساسي والأعظم فى أداء فريضة الحج.
مكة المكرمة والتى تكتظ بالملايين فى هذه الأيام الذين جاءوا إليها من حدب وصوب من جميع أنحاء المعمورة، شرقها وغربها شمالها وجنوبها، تلبية لدعوة خليل الرحمن سيدنا ابراهيم الخليل، التى أمره الله بها عز وجل فى قرآنه الكريم حيث قال سبحانه وتعالي” وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”، (سورة الحج (27: .
تلبية الدعاء، ومن يرغب المولى عز وجل أن يتجلي عليه بالحج، ييسر له كل الأمور لأداء الفريضة، ويعود من الأراضي المقدسة، مغفورا له من كل الذنوب والخطايا، ويرجع كيوم ولدته أمه، ليبدأ من جديد ويعود للحياة بعمل الطاعات ويكمل الأيام المتبقية من حياته فى رحاب الله، بعمل ما أمره الله عز وجل به، من الحسانات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكافة الأمور التى ترضي الله عز وجل، ليكون من المقبولين، والذين يشملهم الله سبحانه وتعالى برحمته ويفوز بجنة الرضوان.
من يعيش لحظات ركن الحج فى هذه الأيام المباركة والتى خصها الله عز وجل بأنها أفضل الأيام المباركة، وهى العشر الأوائل من شهر ذى الحجة، ويتمتع فى بيت الله الحرام بأداء العمرة قبل الحج، ويدخل فى مشاعر الحج وأركانه يحس بروحنيات ربانيه تجعله فى غاية السعادة والراحة النفسية، وهو يطوف حول الكعبة مبتهل بالدعاء، ثم يسعي بين الصفا والمروة، ويرتوى من مياه زمزم، التى تغسل وتطهر كافة جسم الأنسان من أى داء ” زمزم لما شربت له”، فهى النيه الصادقة من أجل أداء الفريضة لله سبحانه وتعالى دون رياء، هو الحج المبرور، لغفران كافة الذنوب والخطايا.
جمال المكان، وتجليات الرحمن على عباده، وهم على جبل عرفات، مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والقبول، هى أسمى مراتب العبادة، فالحج عرفه، والوقوف بعرفه هو الركن الأعظم لأداء مناسك الحج.
وما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود كبيرة مخلصة من أجل راحة ضيوف الرحمن لأداء المشاعر فى سهولة ويسر، والرعاية الكريمة و الكبيرة من حضرة صاحب السمو الملكي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وولى عهده الأمين صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان رعاه الله، وكافة القائمين من الجهات المختلفة التى تعمل ليل نهار من أجل تيسير أمور الحجاج فى كافة المشاعر بمكة المكرمة.
تقبل الله من جميع ضيوف الرحمن، داعين الله عز وجل أن يعودوا سالمين إلى أوطانهم، وجزى الله كافة القائمين على راحة ضيوف الرحمن خير الجزاء.