مقتل أحد أكبر قادة حزب الله في ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان
بيروت/القدس-وكالات:
قُتل قائد ميداني كبير في جماعة حزب الله اللبنانية في ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان يوم الأربعاء، لترد الجماعة المتحالفة مع إيران بإطلاق صواريخ على إسرائيل مع استمرار الصراع الخطير بين الجانبين.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل القائد في حزب الله محمد ناصر ووصفه بأنه قائد وحدة مسؤولة عن إطلاق النار من جنوب غرب لبنان على إسرائيل.
ووصف مصدران أمنيان في لبنان ناصر، الذي قتل في ضربة جوية قرب مدينة صور في جنوب لبنان، بأنه أحد أكبر قادة الجماعة الذين لاقوا حتفهم في الصراع الدائر منذ نحو تسعة أشهر.
وأثارت أعمال القتال التي اندلعت بالتوازي مع الحرب في غزة مخاوف من نشوب حرب مدمرة أوسع نطاقا بين الخصمين اللذين يملك كل منهما ترسانة أسلحة كبيرة، مما دفع الولايات المتحدة إلى بذل جهود دبلوماسية لتهدئة حدة القتال.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية ستتخذ أي إجراء ضروري ضد حزب الله لكنها تفضل التوصل إلى ترتيب عبر التفاوض.
ونقل بيان صادر عن مكتب جالانت قول وزير الدفاع “نضرب حزب الله بشدة كل يوم وسنبلغ أيضا حالة الاستعداد الكامل لتنفيذ أي إجراء مطلوب في لبنان، أو التوصل إلى ترتيب من موقع قوة. نفضل الترتيب، لكن إذا أجبرنا الواقع (على الأرض) فسنعرف كيف نقاتل”.
بدأ حزب الله إطلاق النار على أهداف إسرائيلية على الحدود بعد أن شنت حليفته الفلسطينية حماس هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، معلنا دعمه للفلسطينيين وقال إنه سيوقف إطلاق النار عندما توقف إسرائيل هجومها على غزة.
وأعلن حزب الله شنه هجومين على الأقل ردا على ما أسماه “اغتيال” ناصر، قائلا إنه أطلق 100 صاروخ كاتيوشا على قاعدة عسكرية إسرائيلية وصواريخ فلق الإيرانية الصنع على قاعدة أخرى في بلدة كريات شمونة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن عشرات الصواريخ أُطلقت على شمال إسرائيل من لبنان. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق بشمال إسرائيل.
وذكر المصدران في لبنان أن القائد كان مسؤولا عن جانب من عمليات حزب الله على الجبهة الحدودية حيث يخوض الطرفان أشرس صراع منذ 2006. وقال أحد المصدرين إن مقاتلا ثانيا من حزب الله ومدنيا قتلا أيضا في الضربة التي استهدفت ناصر.
وأضاف المصدران أن ناصر كان على نفس الرتبة والأهمية التي كان عليها القائد طالب عبد الله الذي قُتل في ضربة إسرائيلية في يونيو حزيران مما دفع حزب الله إلى إطلاق أكبر وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ حتى الآن ردا على ذلك.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن ناصر وعبد الله “كانا اثنين من أهم إرهابيي حزب الله في جنوب لبنان”.
وقال السياسي الكبير في حزب الله حسن فضل الله إن ناصر “كان يعرف أنّه هدف للعدو، ومنذ تسعة أشهر لم يغادر ميدان القتال، وبقي في عين الخطر، والتنقل بين صفوف المقاومين وعلى الجبهات، ولم يأبه بالموت”.
وأضاف أن الجماعة سيكون لها “ردها العقابي (للجيش الإسرائيلي) على جريمته، ليفهم هذا العدو أنّ يد المقاومة طويلة، وقادرة على تعقّب جيشه”.
وتسببت أعمال القتال في خسائر فادحة على جانبي الحدود، وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم.
وأودت الهجمات الإسرائيلية في لبنان بحياة أكثر من 300 من مقاتلي حزب الله و87 مدنيا وفقا لإحصاءات رويترز. وقالت إسرائيل إن النيران القادمة من لبنان تسببت في مقتل 18 جنديا و10 مدنيين.