مرئيات

مضايف يتكلم عنها التاريخ…

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

قالت العرب قديماً إن لكل مقام مقال ، ولكل مجلس صدارة ، ولكل صدارة رجال…
نعم إن تاريخ العوائل الاصيلة العريقة لابد أن يكتب بماء الذهب وان تقوم بكتابته أيادٍ امينة لا يعنيها الجانب المادي بشيء…
هنا في هذه المقالة التي تحتوي بأنسجتها الملونة اسم وعنوان لشخصية اجتماعية كبيرة في قلوب محبيه وعريق في جذور عائلته.. إنه الشيخ مضر رشيد عبدالله السالم أحد شيوخ ووجهاء قبيلة الجبور والشيخ العام لقبيلة البو خطاب في العاصمة بغداد والذي يعتبر المرجع التاريخي والقبلي لهذه العشيرة وأثناء الزيارة التي قام بها الى مدينة الموصل وزيارته الى الشخصية الاجتماعية والأكاديمية الدكتور سعد الخطابي التي يكن له الجميع كل المحبة والتقدير.. والذي قام بواجب الضيافة بحق الشيخ مضر والوفد المرافق له من وجهاء وشيوخ قبيلة الجبور..
كانت أمسية جميلة يتخللها ربيع الغابات في مدينة الموصل أم الربيعين وهي تغفو على نهر دجلة وأنت تجلس في كازينو القطان السياحي وأمامك الزوارق النهرية تطفو على ضفاف النهر…

نعم كان لقاء رائع استمتعنا به مع الشيخ مضر السالم وحديثه الهادئ الشيق. إنه رجل يمتلك الحكمة ويحمل صفات التواضع وله معرفة ودراية وإلمام بكل الأحداث التي تدور في المجتمع سواء كانت سياسية أو اجتماعية بأمور تخص شؤون القبائل العراقية…

ولقد استمتعنا أيضاً بحديث أنيس المجالس وصاحب الحكمة والبلاغة الدكتور سعد الخطابي وهو ينير الأمسية بكلماته وحكمه الجميلة كونه من وجهاء القبيلة البارزين وأحد فرسانها الكرماء إضافة الى شهادته العلمية وموقعه في الصدارة في مجال الطب…

والجدير بالذكر إن الشيخ مضر السالم سبق أن قام بتوجيه دعوة لنا لزيارتهم في مضيفهم المفتوح دوماً في وجه الزوار في العاصمة بغداد ..وإذا سمحت لنا الظروف فلنا الشرف بزيارة هكذا مضيف توارثت أجيال كثيرة على مهام إدارته وواجباته وكانوا جميعاً خير خلف لخير سلف.. فالجميع مؤمن بأن الحفاظ على هذا الإرث والتراث العشائري واجب مقدس وإن كتابة الإسم لها رمزية ومدلولات خاصه يتفاخر بها كل أبناء قبيلة الجبور…

نعم لقد كتب التاريخ عن هذه البيوت العريقة التي تمسكت بمبدأ القيم الإنسانية والحظ والبخت قبل المنصب والجاه وتمسكت بإكرام الضيف قبل السؤال عن حاجته لهم .. إنهم أبناء السلطان جبر.. إنهم أحفاد الشيخ عبدالله السالم الذي زاره في مضيفه العامر الرؤساء والملوك.. والسياسيين والأدباء وكل النخب الاجتماعية وقصده كل شيوخ ووجهاء القبائل لمناقشة مواضيع مهمة تتطلب الرأي والمشورة…

لقد سمعنا مراراً إن هذا المضيف يخرج صاحب الحاجة منه مرفوع الرأس مرتاح القلب وقد وجد من يقف بجانبه لمساندته بإحقاق الحق وحصوله على مبتغاه الذي كان يعتبر الوصول اليه شبه مستحيل…

ما أجمل التاريخ وما أجمل الماضي بزهوه وعنفوانه وما أجمل الحاضر بتطلعاته ورؤيته للمستقبل وما أجمل
الفنجان الذي تناوله قبلنا فرساناً أشاوس استطاعوا كتابة أسمائهم وعناوينهم في المقدمة دوماً…

نعم شيخنا الفاضل مضر رشيد عبدالله السالم أنكم اليوم تجددون العهد لأولئك الفرسان العظماء من أبائكم وأجدادكم الذين رسموا خريطة درب العشيرة بكل حكمة وكبرياء واستطاعوا جمع الشمل دوماً ..وستبقى العشيرة والقبيلة اللبنة الأساسية لبناء المجتمع وسيبقى سيف العشيرة صادحاً بالحق بوجه كل إنسان ظالم مهما علا شأنه أو مركزه الاجتماعي الوظيفي…

دامت مضائقكم عامرة يا آل رشيد السالم ترفل بالعز ويسودها الإلفة والمحبة مع الجميع ودامت أبوابكم مشرعة مفتوحة لخدمة كل الضيوف…

شكراً دكتورنا الفاضل سعد الخطابي لهذه الدعوة الكريمة وفقكم الله لخدمة أهلكم وناسكم وكل من قصدكم سواء كان في مجال عملكم الإنساني الإداري في مستشفى ابن سينا العام ، أو في مضيفكم العامر…

شكراً لكل الحضور كلاً باسمه ومقامه فقد تشرفنا بمعرفتكم وزادتنا فخراً وجاهاً صداقتكم…
أدام الله التواصل بين الجميع بقلوب ناصعة بيضاء متقاربة ومتحابة من أجل تقوية صلة الأرحام…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى