استضافه النادي السوداني بأبوظبي ..فعاليات متنوعة في الاحتفال باليوم النوبي العالمي

أبوظبي-الوحدة:
استضاف النادي الاجتماعي السوداني بأبوظبي احتفال البيت النوبي باليوم النوبي العالمي المصادف ليوم الأحد الموافق السابع من يوليو الجاري وذلك بالتزامن مع احتفالات النوبيين بهذه المناسبة السنوية بكل من السودان ومصر ودول الخليج وبريطانيا وغرب أوربا وأمريكا.

المشاركون والحضور

توافد الحضور من الساعة السادسة مساء الأحد الموافق 7/7/2024 إلى النادي الاحتماعي السوداني بأبوظبي زرافات ووحدانا واكتظت قاعة الشيخ زايد الكبرى بالنادي بالحضور من الجالية السودانية عامة والنوبيين خاصة رجالا وشباب وكنداكات (وهذا إسم جرت العادة أن يطلق على النساء النوبيات، والاسم في الأصل كان يطلق على الملكات النوبيات المحاربات في الممالك النوبية القديمة ولا سيما مملكة مروي العظيمة إحدى ممالك كوش الثانية. وقد شاعت هذه الكلمة على نطاق واسع بعد ثورة 2018 المجيدة في السودان وأصبحت تطلق على العنصر النسائي من الثوار).
وقد شرف الحفل بجانب الجالية السودانية ولا سيما النوبيين، رئيس وأعضاء النادي الاجتماعي السوداني ونفر كريم من الضيوف من مواطني الامارات العربية المتحدة، والدول العربية الشقيقة.
ومن الجانب الرسمي فقد شرف الحفل أعضاء السفارة السودانية على رأسهم سعادة الدكتور أبو بكر محمد النور القنصل السوداني بأبو ظبي، فضلا عن حضور متميز من رموز الجالية السودانية على رأسهم معالي الدكتور وهبي محمد مختار رئيس محكمة الاستئناف بالسودان. وقد امتلأت القاعة على سعتها واضطر العديد من الحضور للوقوف حتى نهاية الحفل في الساعة الثانية عشر ليلا.

معرض الصور والكتاب النوبي

بدأت الفعاليات المصاحبة للحفل من الساعة السادسة مساء يوم الافتتاح بمعرض الكتاب والصور حيث زينت خلفية القاعة بالعديد من الصور عن بلاد النوبة بطبيعتها الساحرة بنيلها ونخيلها وشواطئها الساحرة وآثارها وتراثها وفنونها …

أما معرض الكتاب النوبي فقد حفل بالعديد من الكتب التي تتناول تاريخ وتراث وآثار النوبة فضلا عن الرموز النوبية وكل ما كتب عن النوبة بواسطة علماء الآثار والتاريخ من الأجانب والعرب والسودانيين. وقد وجد المعرض إقبالا واسعا من الحضور.

تدشين كتاب وادي حلفا

ولعل من أبرز برامج اليوم النوبي الذي بدأ به الحفل تدشين كتاب (وادي حلفا التاريخ والتراث والتاريخ) للكاتب والناشط النوبي محمد مصطفى فرح (أبو مصطفى) أحد مؤسسي البيت النوبي وأحد المهتمين بالتاريخ والتراث النوبي والذي صدر بمناسبة مرور ستين عاما على تهجير النوبيين من مناطق النوبة التاريخية شمال السودان وجنوب مصر إلى خشم القربة بشرق السودان وكوم امبو شمالي اسوان بمصر على التوالي.
هذا وقد شارك بتقديم الكتاب الدكتور أدهم مسعود القاق الكاتب السوري الشهير ومدير عام مركز ليفانت – للدراسات الثقافية والنشر بالإسكندرية والذي قام بطباعة ونشر الكتاب وحضر خصيصا من مصر للمشاركة في تقديم الكتاب مع الدكتورة هانم العيسوي المديرة التنفيذية للمركز فكانت لفتة بارعة منهما وجدت استحسانا وإشادة من الكاتب واللجنة المنظمة والحضور. هذا وقد نفذت الكتب المعروضة كلها إلا القليل.

برامج الحفل

افتتح الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها عضو البيت النوبي: الأستاذ عوض حاج مختار. ثم بدأ الحفل الرسمي بموسيقى السلام الجمهوري السوداني والنشيد الوطني الاماراتي، ثم جاءت كلمة البيت النوبي التي ألقاها الدكتور فتحي صالح خليل رئيس البيت النوبي رحب فيها بالحضور الكريم وشكر دولة الامارات العربية المتحدة المضيافة قيادة وحكومة وشعبا، وثمن دور المساهمين في فعاليات الحفل ولا سيما دور الكنداكات وخص بالشكر المخرج الأستاذ شكر الله خلف الله والفنانة الإماراتية د. سلامة المزروعي التي كان لها حضور أنيق في الحفل كما سيأتي.
ثم توالت فقرات البرنامج فقدم كورال البيت النوبي اللوحة الكوشية والنشيد الكوشي، وقدم الأستاذ عبد العال همت (الناشط النوبي معلم اللغة النوبية ومؤلف كتاب عن تعليم اللغة النوبية)، تعريفا وافيا باليوم النوبي العالمي وأسباب اختيار اليوم السابع من الشهر السابع يوما عالميا للنوبة، وترحم على المرحوم محمد سليمان أحمد ولياب صاحب فكرة الاحتفال باليوم النوبي العالمي في السابع من يوليو كل عام ، وبعده صدح الشاعر المرهف عبد الرحيم مختار عبدون شقبق الشاعر الراحل محمد مختار بقصائد مختارة باللغة النوبية شدت مسامع الحضور واستحسانهم. والمعروف أن الشاعر عبد الرحيم مختار يتغنى بقصائده كبار الفنانين النوبيين وعلى رأسهم الفنان الراحل (حسين ألالا).
برامج الحفل كان حافلا بمشاركة الكورال النوبي بالبيت النوبي وبمشاركة واسعة من الشباب والأطفال من الجنسين بزيهم الفلكوري والتاريخي والنساء بزيهن الوطني النوبي (الجرجار)، وكانت مشاركة المرأة النوبية لافتا عبر فصول البرنامج، وقد تم عرض دور المرأة النوبية في الحضارة النوبية عبر التاريخ فضلا عن طقوس الجرتق تقديم الناشطة النوبية الدكتورة عواطف محمد عبد الرحمن.
ومن أجمل الفقرات مشاركة الفنانة الإماراتية د. سلامة المزروعي التي توشجت بالزي النوبي (الجرجار) وصدحت بأغنية باللغة النوبية ألهبت الحضور من الرجال والنساء ودوت صيحات الاستحسان وتعالت الزغاريد من جنبات القاعة الكبيرة ، وانتشرت مقاطعها خلال ساعات على صفحات التواصل الاجتماعي فاستحقت أن تكون نجمة كل احتفالات النوبيين في السابع من يوليو من كل عام.
وجاء مسك الختام بمشاركة نجم الحفل الفنان الكبير الأستاذ مكي علي إدريس خريج معهد الموسيقى والمسرح (جامعة السودان) وهو من الرموز النوبية كشاعر مجيد ومغني وموسيقي وفنان تشكيلي وكاتب فهو مؤلف القاموس النوبي ومؤلف النشيد الوطني النوبي الذي افتتح به اليوم. وقد شارك بعدد من أغانية الشائعة على طول بلاد النوبة في مصر والسودان وشنف الآذان بأغانيه الوطنية (كجبار)، والتراثية وختم الليلة بأروغ أغانية (عديلة)، فكانت بحق مسك الختام .

Exit mobile version