طرق تجعلك “مغناطيسًا” للنجاح والتألق

عند السعي لتحقيق الأحلام والطموحات ربما يجد الشخص نفسه في مطاردة لا هوادة فيها، سواء كان الأمر يتعلق بالنجاح الوظيفي أو العلاقات ذات المغزى أو السعادة الشخصية. ويبقى أن الشعور بحالة المطاردة يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالإرهاق والإحباط وعدم الرضا.

بحسب ما جاء في تقرير أعده بروفيسور مارك ترافرز، عالم نفس أميركي حاصل على درجات من جامعتي كورنيل وكولورادو، ونشرت التقرير مجلة “فوربس” الأميركية، تعني المطاردة الشعور بالإلحاح واليأس، وكأن الشخص يحاول انتزاع شيء ليس له.

وعلى النقيض من ذلك، يتضمن الانجذاب المغناطيسي استقطاب الأهداف والرغبات على نحو طبيعي من خلال مزيج من العقلية الإيجابية والنمو الشخصي والثقة بالنفس.

ينبع سلوك المطاردة في أغلب الأحوال من معتقدات راسخة وضغوط مجتمعية، إذ يعتقد الكثيرون أن الجهد المستمر والمضني هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح “المستحق”. كما أن الافتقار إلى تقدير القدرات الذاتية والثقة بالنفس يمكن أن يدفع الشخص إلى البحث عن التحقق الخارجي، مما يدفعه إلى مطاردة ما يعتقد أنه سيجعله يشعر بالاكتمال.

لكن هناك طرق يمكن من خلالها تحول تركيز الشخص من حالة “المطاردة” ليصبح “مغناطيسًا” جاذبًا للنجاح والتألق في أسلوب حياة أكثر توازناً  كما يلي:

متابعة النمو الشخصي

عندما يركز الشخص على أن يصبح في أفضل نسخة يمكن أن يبدو عليها، فإنه يجتذب بشكل طبيعي الأشياء التي يرغب فيها. يتضمن العمل على النمو الشخصي باستمرار استثمار الوقت والجهد في تطوير المهارات والمعرفة والرفاهية العاطفية، بما يعزز الجاذبية الشاملة للفرص والأشخاص.

تشير الأبحاث إلى أن الأفراد الذين يتمتعون بعقلية النمو، الذين يؤمنون بقدرتهم على تطوير المهارات بمرور الوقت، هم أكثر تحفيزًا لتحسين نقاط قوتهم من أولئك الذين يرون أنفسهم ببساطة على أنهم أكفاء. على وجه التحديد، فإن امتلاك عقلية نمو حول قوة معينة يعزز الدافع لتعزيز هذا المجال، مما يسلط الضوء على دور العقلية في التنمية الشخصية المستهدفة.

ولبدء رحلة تحسين الذات يمكن القيام بالآتي:
• تحديد الأهداف: ينبغي تحديد التطوير الشخصي التي يتوافق مع التطلعات. إذا كان الشخص يهدف إلى ممارسة مهنة ما، عليه التركيز على اكتساب المهارات والمعرفة ذات الصلة في المجال الذي يتمنى أن يبرع فيه. تعزز تلك الخطوة من الكفاءات وتزيد من الثقة بالنفس بما يجعل الشخص أكثر جاذبية لأصحاب العمل أو العملاء المحتملين. إن الانخراط في التعلم المستمر، مثل أخذ الدورات أو حضور ورش العمل، يُبقي الشخص على إطلاع دائم وذكي.

• تحسين الذكاء العاطفي: يمكن من خلال فهم النفس وتحسين الذكاء العاطفي أن ينجح الشخص في بناء علاقات صحية قوية. إن تطوير مهارات الاتصال الجيدة والقدرة على حل النزاعات بشكل إيجابي يمكن أن يعزز بشكل كبير من قدرة الشخص على التعامل مع الآخرين.

تنمية الثقة الداخلية

إن الثقة هي عامل حاسم في عملية الجذب. فعندما يكون الشخص واثقًا من نفسه، فإنه يُظهر شعورًا بالاطمئنان والكفاءة التي تجذب الآخرين نحوه بشكل طبيعي. تسمح القناعة بالذات بأن يثق الشخص بقدراته الذاتية والتدفق الطبيعي للحياة، مما يقلل من الحاجة إلى السعي وراء التحقق الخارجي والنجاح. ويمكن تنمية الثقة الذاتية من خلال:

•قبول الذات وتعزيز المرونة: يتحقق بناء الثقة بالوعي الذاتي وقبول الذات من خلال فهم نقاط القوة والضعف واحتضانها دون إصدار أحكام مسبقة. كما أن اعتراف الشخص بإنجازاته، مهما كانت صغيرة، يعزز شعوره بالإنجاز ويساعد في بناء صورة ذاتية إيجابية. كما أن التعلم من أي إخفاقات دون السماح لها بتعطيل المسيرة يعزز المرونة والنمو.

•هجر منطقة الراحة: يعد الخروج من منطقة الراحة ومواجهة المخاوف من الوسائل المهمة للثقة بالنفس بشكل كبير. في الواقع، ترجح الباحثة دكتورة بنينيت روسو نيتزر أن “الخروج من منطقة الراحة يمنح الأشخاص القدرة على التصرف ويعزز الدافع الجوهري الذي يأتي مع الاختيار الشخصي ويعضدهم نفسياً مع حماية مشاعر الراحة والأمان لديهم”.