مرئيات

لبنان يُكابر الأفول… مهرجانات وحملات سياحيّة مُشجّعة

بيروت -رماح هاشم:

هو لبنان الذي لا يُمكن لأيّ دولة في العالم أنْ تعيش بنفس ظروفه الإقتصاديّة والأمنيّة الصعبة، ويستمرّ شعبه بالمكابرة والإثبات كل يوم أنّه شعب محبّ للحياة ولن تردعه أيّة أزمة مهما كانت عاصفة. والدليل الواضح أنّه ومع إستمرار الحرب على الجبهة الجنوبية، والتضخم الكبير للأزمة الإقتصاديّة فإنّ الإقبال على المهرجانات السياحية إنْ مِن قبل المُقيمين أو المغتربين حيّرت عقول العالم من هذا «الشعب العنيد»، وتؤكّد أنّ لبنان عصي على الموت والأفول.
هذه المُسلمّة، تؤكّدها مصادر وزارة السياحة اللبنانيّة لجريدة «الوحدة»، والتي توضح أنّ «الأوضاع السياسيّة والأمنيّة المُسيطرة على لبنان، تًشكّل صعوبة في إطلاق مشاريع سياحيّة فضفاضة، لكن بالرغم من ذلك لم نفقد الأمل وأردنا إضفاء جو من التفاؤل فبدأنا بحملة «مشوار رايحين مشوار» لوزارة السياحة، وكانت لها أصداء إيجابية على أرقام حركة المطار بالنسبة لعدد المغتربين والسياح الذين يزورون لبنان، والإقبال الكثيف على المهرجانات والحفلات الفنيّة في المناطق».
هذا وتُشدّد المصادر على أنّه «بالرغم من وجود جزء جريح من وطننا في حال لم نقم بأي خطوة أو نشاط سياحي، لن نُفيد أحداً، بل بالعكس، لأن من شأن حملة كهذه أن تبثَّ بعض الروح والإيجابية والأمل في النفوس وتُحرِّك العجلة الإقتصادية في كل لبنان، وهذا ينعكس إيجابا على كل لبنان، على المناطق المتضرّرة أكان من ناحية دعم الدولة لها أو من أجل الشروع مجدداً في عملية إعادة الإعمار. هذه الحملة لا تُفيد فقط المناطق حيث الوضع الأمني جيد بل كل لبنان يستفيد في حال نشطت الحركة الإقتصادية».
وتضيف: «قصدنا في الوقت نفسه من خلال الحملة، تشجيع اللبنانيين للتجوّل في لبنان والتعرّف على المناطق. كما دعيْنا من خلالها المغتربين ايضاً، خاصة وأن عدد الذين يرتادون لبنان لا بأس به ويُقارب العدد الذي إستقبلناه عام 2023 حين لم يكن هناك حرب غزة».
وتلفت المصادر إلى أنّ «أغنية حملة «مشوار رايحين مشوار» لغدي الرحباني تُعبّر عن الحنين والثقافة، والعنوان بحدّ ذاته يتحدّث عن نفسه ويُشجّع الناس للتجول في لبنان»، مشيرة إلى أنّ «الجيل الثالث من الرحابنة شركاء معنا، أي عمر وكريم الرحباني. عمر أعاد تشكيل الاغنية وكريم أخرج الفيديو كليب الخاص بالحملة. كما تعاونا مع شركة «فينومينا» لسامي صعب الذي ساعدنا في تصميم اللوغو والشعار، وشاركت في الفيلم الترويجي ملكة جمال لبنان ياسمينا زيتون والحاصلة على لقب عالمي وهو الوصيفة الاولى لملكة جمال العالم.
وتُوضح المصادر بأنّ «وزارة السياحة اللبنانيّة إفتتحت «دروب سير» عديدة في كل لبنان تقريباً، والوزير جال في المناطق، إذْ نعتمد سياسة الإستدامة الريفية والسياحة المستدامة والمسؤولة وقد شجعنا كثيراً «بيوت الضيافة» و»دروب المشي» وشجّعنا الناس على زيارة المحميّات البيئية أكان جبلاً أم بحراً. نعمل على تعريف المواطنين على السياحة المسؤولة التي تهدف إلى تطوير المناطق الريفية وفتح المجال أمام أبناء الريف لتنشيط الحركة الإقتصادية بشكل مباشر من خلال المطاعم والمؤسّسات المتعلقة مباشرة بالسياحة، وغير مباشر من خلال المؤسسات التي تستفيد من الحركة السياحية التي يزوروها الناس في هذه المناطق».
وعن إلغاء بعض المهرجانات، تُجيب: «أُلغيت مهرجانات بيت الدين لهذا العام تعاطفاً مع حرب غزة ومع التأزم في الجنوب، لكن إستُعيض عنها ببعض النشاطات الثقافيّة والمعارض كمعرض الرسم في بيت الدين مثلاً. لكن هناك الكثير من المهرجانات التي بقيت على زخمها كمهرجانات بيبلوس وأعياد بيروت وإهدنيات والبترون وبنص جونيه والقبيات، التي ما زالت مستمرة، وتفسح في المجال أمام المواطنين للترفيه عن أنفسهم. صحيح أننا نعيش في أزمة وحزن ولدينا جزء من جسمنا جريح لكننا أحببنا بثّ القليل من الفرح والتفاؤل في نفوس اللبنانيين».
وتتابع: «في الحملة وفي الملصقات الإعلانية وضعنا صور وصيدا ضمن الجولة السياحية، وحاولنا قدر المستطاع تشجيع هذه المناطق. نشعر مع أهلها لكن في الوقت نفسه لا يُمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي». مُشيرةً إلى أنّ «عدد المغتربين اللبنانيين الوافدين يبلغ نحو الـ70 في المئة من الوافدين والـ30 في المئة من الجنسيات المُختلفة».وفي الختام، تُشجّع المصادر «الجميع للمجيء إلى لبنان وبخاصّة إخواننا في الخليج لإستكشاف أماكن جديدة في لبنان بنظرة مُختلفة غير البحر والثلج والفنادق، وإنما عبر دروب مشي وبيوت ضيافة في هذه القرى الجميلة وتذوّق المطبخ اللبناني وتعلم كيفيّة صنع المونة والتي تختلف من منطقة الى أخرى. نعمل أيضا إداريا على تسويق الوجهات أو ما يسمى DMO من خلال تسويق المناطق لدعمها إقتصادياً وليس فقط المؤسسات السياحية. هناك مناطق ومنتجات سياحيّة يمكنهم التعرّف عليها، جميلة جداً وتقع في مناطق آمنة أيضاً، بالإضافة إلى المهرجانات والسياحة الإستكشافية والمحميّات والحفلات التي يُحييها كبار المطربين».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى