الألعاب الأولمبية.. 6 محطات رئيسية في مسيرة أبرز حدث رياضي عالمي

 نشهد العاصمة الفرنسية باريس بعد غدٍ الجمعة افتتاح النسخة 33 من دورة الألعاب الأولمبية ” باريس 2024″ التي تشارك بها بعثة الإمارات بوفد يضم 14 لاعباً ولاعبة حيث تقام لأول مرة خارج الملعب الرئيسي فى قلب باريس لتتماشى مع الشعار الذي ترفعه اللجنة المنظمة” الألعاب مفتوحة على مصراعيها”.

وتُعد دورة الألعاب الأولمبية واحدة من أقدم وأكبر الأحداث الرياضية في العالم، وهي تجمع بين الرياضة والثقافة والتاريخ حيث شهدت الألعاب الأولمبية تطوراً كبيراً وتحولات جذرية أثرت على مسارها وعلى العالم الرياضي بشكل عام. إذ بدأت الألعاب الأولمبية في مدينة أولمبيا باليونان القديمة عام 776 قبل الميلاد. وكانت تقام كل أربع سنوات على مدار خمسة أيام، حيث يتنافس الرياضيون في مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية مثل الركض، والمصارعة، ورمي الرمح.
وتطورت هذه الألعاب وأصبحت رمزاً للوحدة والقوة بين المدن اليونانية المتنافسة. قبل أن تتوقف في عام 393 ميلادياً بأمر من الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول، الذي حظر إقامتها.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، قام البارون الفرنسي بيير دي كوبرتان بإحياء فكرة الألعاب الأولمبية. من منطلق رؤيته بأن الرياضة يمكن أن تسهم في تعزيز السلام والتفاهم بين الأمم.
وفي عام 1894، تم تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) ، وتمت الموافقة على إقامة أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في أثينا باليونان، عام 1896. وشارك في الألعاب الأولمبية الحديثة الأولى 241 رياضياً من 14 دولة، تنافسوا في 43 مسابقة. وكان فوز اليوناني سبيريدون لويس بسباق الماراثون ومن أبرز الأحداث في تلك الدورة، مما أثار حماس الجمهور اليوناني وانعكس ذلك على نجاح الدورة.

وشهدت المحطة الثالثة في مسيرة الدورة، أول ظهور للرياضات النسائية عام 1900 في ألعاب باريس. وتزايد تدريجياً حضور المرأة في المنافسات حتى وصلت نسبة مشاركتها 49 % في دورة طوكيو 2020، متساوية تقريباً مع الرجال.
ومن المراحل الفارقة في مسيرة دولة الألعاب تلك النسخة التي أقيمت في برلين عام 1936 وهي التي تعتبر المحطة الرابعة في مسيرة تطور الدورة حيث كانت من أكثر الدورات تأثيرًا، وشهدت فوز العداء الأمريكي جيسي أوينز بأربع ميداليات ذهبية.

وكانت المحطة الخامسة للدورة في لوس أنجلوس عام 1984 والتي تميزت بالاعتماد بشكل كبير على التمويل الخاص، مما ساعد على تحقيق أرباح مالية كبيرة واستخدام نموذج ناجح لتمويل الدورات المستقبلية.

فيما كانت المحطة السادسة في أولمبياد بكين 2008 التي وضعت استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وشارك بها أكثر من 11,000 رياضي من 204 دولة في 302 مسابقة.

-البث الأول

وبدأ النقل التليفزيوني لدورات الألعاب الأولمبية لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في برلين عام 1936، حيث قامت القنوات الألمانية ببث بعض أحداث هذه الدورة على نطاق محدود للمشاهدين المحليين، وذلك باستخدام تقنية البث التلفزيوني الحي التي كانت لا تزال في مراحلها الأولى.

أما بالنسبة للبث المباشر عبر التلفزيون الذي غطى بشكل أوسع وأكثر شمولية، فقد بدأ بشكل جدي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في روما عام 1960. وكانت هذه الدورة أول مرة يتم فيها بث الأحداث الأولمبية مباشرة إلى جمهور العالم عبر الأقمار الصناعية، مما أتاح لملايين المشاهدين حول العالم متابعة المنافسات بشكل مباشر في الوقت الفعلي.

وكان لهذا التطور في النقل التلفزيوني والبث المباشر تأثير كبير على شعبية وانتشار الألعاب الأولمبية، حيث أصبح بإمكان الناس من مختلف الدول متابعة الأحداث الرياضية ومشاركة الإثارة والحماس التي ترافق هذه الألعاب.

-ميداليات الجوائز

أما بالنسبة لجوائز الفائزين بالمراكز الأولى في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، كما هو الحال في معظم الدورات الأولمبية الحديثة، فيحصل الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى على ميداليات ذهبية، وفضية، وبرونزية.

وتتكون الميدالية الذهبية من الفضة النقية المطلية بطبقة من الذهب الخالص. وعادة ما تحتوي الميدالية الذهبية على حوالي 6 غرامات من الذهب على الأقل، وبالإضافة إلى الميدالية، تقدم العديد من اللجان الأولمبية الوطنية جوائز نقدية للفائزين بالميداليات، على سبيل المثال، تقدم اللجنة الأولمبية الأمريكية تقدم حوالي 37,500 دولار أمريكي للفائزين بالميدالية الذهبية.
بينما تتكون الميدالية الفضية بالكامل من الفضة النقية. ويحصل الفائزون بالميدالية الفضية أيضاً على جوائز نقدية تختلف حسب الدولة، وفي الولايات المتحدة، تصل قيمتها إلى حوالي 22,500 دولار أمريكي. أما بالنسبة للميدالية البرونزية المقدمة لصاحب المركز الثالث فتتكون من مزيج من النحاس والزنك. ويحصل صاحبها في الولايات المتحدة الأمريكية على 15,000 دولار.
وتحمل الميداليات الأولمبية قيمة رمزية هائلة، حيث تعتبر تحقيق ميدالية أولمبية إنجازاً رياضياً من الطراز الرفيع يعترف به في جميع أنحاء العالم. وتحمل كل ميدالية قيمة عاطفية وروحية للرياضيين الفائزين، تذكّرهم بالتفاني والعمل الجاد الذي بذلوه للوصول إلى القمة.

وتلخص رحلة الألعاب الأولمبية عبر التاريخ تطوراً مستمراً ونمواً في كل جوانبها، من حيث عدد المشاركين، والرياضات المدرجة، والتنظيم. وتظل الألعاب الأولمبية رمزاً للوحدة والسلام والتنافس الشريف بين الأمم، وتجسد روحاً رياضية تجمع العالم تحت راية الرياضة.

المصدر وكالة أنباء الإمارات