مرئيات

العشيرة والعقيدة مصادر اعتزاز لأُمة العرب

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

نختلف كثيراً أحياناً في وجهات النظر فيما بيننا حول أمور تمس حياة الشخص وحريته.. قسم منها له علاقة بالدين والنسب وهذه الاختلافات في هذه المسائل هي أمور شخصية جداً والمفروض بنا الابتعاد عنها في كل مجالسنا سواء العامة أو الخاصة لأننا سوف نقع في واقع الذم والتجريح لكرامة وكبرياء هؤلاء الأشخاص بدون أن نعرف ونشعر بذلك…

أننا في العراق خاصة وفي عموم الوطني العربي وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 والتغييرات التي حصلت بعدها في عموم الأقطار العربية بدأنا نسمع بالمذهبية والقومية أكثر من العهود السابقة التي تعودنا العيش معها.. لأننا كنا نميل الى الجانب الوطني والجانب القومي الشمولي ولم نميز الأشياء بيننا على أساس قومي أو نعرة طائفيّة..

كل الأديان والقوميات والمذاهب كانت موجودة وجميعها يعيش، تحت خيمة واحدة هي خيمة العراق الكبير.. والجميع متساوون بالحقوق والواجبات يحكمهم قانون دولة واحد ولا فرق بين المسيء والصالح سواء كان من هنا أو هناك لأن الدولة والشعب كان شعارهم الأول والأخير ثابت ويعرفه الجميع…(( الدين لله والوطن للجميع )).. نعم كان العراقيون يعيشون وكأنهم عائلة واحدة وكل المذاهب والقوميات لها طقوسها الخاصة ولكن بشرط أن تكون غير مخالفة لرأي النظام السياسي الحاكم…

اليوم جميعنا يتفاخر بمذهبه الديني وبنسبه القبلي وانتماءه للعشيرة لأننا نعتبر أن العشيرة هي الترابط والتفاخر الدنيوي بين المخلوق والمخلوق.. يقابلها تفاخرنا وانتمائنا المطلق للمذهب والدين لأننا نحمل عقائد مختلفة وكلا منا يعتبر أن العقيدة هي التلاحم والترابط بين الخالق والمخلوق… ومن هذا المنطلق لا يمكن لأي إنسان أن يستطيع تغيير أفكار شخص ملتزم بعقيدة مذهبية أو دينية معينة الى عقيدة أخرى يؤمن بها هو شخصياً.. وبالشطر الثاني للموضوع فإنه من غير الممكن المساس لنا بعشيرة أو قبيلة أي شخص من مبدأ الأنانية أو الكراهية أو الحقد الطائفي لأن الانتماء العشائري أصبح مصدر اعتزاز وتفاخر للجميع من ناحيه الأنساب…

إن موضوع التزام كل شخص بعقيدته اليوم أصبح موضوع يأخذ حيزاً كبيراً في مجتمعنا العراقي ونجد هناك اختلاف بين الناس وربما هذا الاختلاف نابع من مبدأ الإيمان المطلق للشخص المقابل بعقيدته والأفضل بالجميع الابتعاد عن التجريح والتشهير بالغير مهما كانت أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم ومهما كانت انتماءاتهم القبلية أو العشائرية لأن الأديان السماوية جميعها نزلت من مصدر تشريعي واحد والجميع غايتهم واحدة وهي إرضاء وعبادة الله الواحد الأحد ولكن اختلاف طريقة العبادة وطريقة الدعاء بين المذاهب والأديان ونتيجة لدس السم بالعسل من بعض الأطراف المعادية لأبناء الوطن الواحد والتي استخدموا فيها الطائفية المقيتة كسلاح فتاك لتفرقة كل أبناء المجتمع الواحد حتى يستطيعوا إحكام السيطرة على مقدراته الطبيعية بإسم القومية أو الدين والمذهب…

فلنراجع أنفسنا جميعاً وخاصة إن أغلب العراقيين اليوم تجد فيما بينهم صلة الأرحام وتجمعهم عشيرة أو قبيلة واحدة وهم مختلفون بالمذهب والقومية.. فأين الضرر إذا اختلفت الآراء بأداء الواجبات الدينية ولماذا ننظر دوماً من زاوية مظلمة واحدة وهي زاوية لماذا هكذا ونبقى نكفر بعضنا البعض وكأننا نعيش مع بعضنا منذ عشرة سنين فقط ونتناسى أننا هنا منذ أكثر من ألف سنة نعيش إخوة متحابين في وطن واحد نعيش بمحبة وسلام ونأكل من رغيف واحد ونشرب من نفس المياه فأين المستجد يا أولي الألباب… لماذا نتوحد عندما يحتاج بعضنا للبعض من ناحية العلم والشهادة والحياة العملية ونختلف عن كيفية تأدية واجباتنا تجاه الخالق وجميعنا يعبد رب واحد وهو من يعرف النيات لكلاً منا…

نعم لابد لنا جميعا أن نعتز بأدياننا ومذاهبنا وقبائلنا لأنها مصدر قوة وتشريع ثابت يساعد على تطبيق كل قوانينا الحياتية بصورة صحيحة..
والله ولي السداد والتوفيق..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى