أخبار رئيسية

د. الدرعي يؤكد على دور المؤسسات الدينية في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين الشعوب

شارك في المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف المنعقد بمكة المكرمة

مكة المكرمة – الوحدة:
شارك سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة في المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة يومي ” 4-5 أغسطس 2024م ” والذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية تحت عنوان (دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال) بمشاركة شخصيات إسلامية من أكثر من 60 دولة حول العالم يمثلون وزراء ومفتين ورؤساء مجالس وجمعيات ومؤسسات إسلامية

08
المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف المنعقد بمكة المكرمة

وقدم سعادة الدكتور الدرعي مداخلة في الجلسة الثانية التي كانت بعنوان: القيم الإنسانية المشتركة قيم التعايش والتسامح، نقل في مستهلها سلام وتحيات دولة الإمارات العربية المتحدة، للمملكة العربية السعودية ولملكها وولي عهده وحكومتها وشعبها ولمعالي الوزير والقائمين على هذا المؤتمر كما تقدم بعبارات التقدير للمشاركين في هذا المؤتمر

وقال سعادته في مداخلته إن دور وزاراتِ الأوقاف والشؤون الإسلامية وهيئاتها في تعزيز القيم عموما والتوعيةِ بقيم التسامح والتعايش خصوصا، دورٌ محوري وأساسي، ولئن كانت المجالات الأخرى- التربويةُ والتعليميةُ والثقافية والاجتماعيةُ داعمةً لهذه القيم- إلا أن الدور الدينيَّ يبقى جوهريا، مؤكدا أنها تستطيع أن تحققَ الكثيرَ وأن تقدمَ للمجتمعات الوطنية وللإنسانية عامة ما يُسهم في استقرارها وانسجامِها وتآلفِها وقوتِها، لنحققَ لدولنا وللعالم التنميةَ، والاستقرارَ، والازدهار، والرخاء، فمن أجلِّ مقاصدِ الأديان وغاياتِها كلِّها ترسيخُ المحبة والسلم والسلام، والتعارف بين البشر، وهذا ما تدعو إليه الكلياتُ الخمسُ المتفقُ عليها والمعتبرة عند الجميع

وتحدث الدكتور الدرعي : في مداخلته عن جانب”ممارسة التسامح” وتطبيقاته؛ مستعرضا تجربة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة في دولة الإمارات التراكمية في تعزيز التسامح في مجال الخطاب الديني، والكفاءات، والمحتويات، مؤكدا أنها تجربةٌ تأتي ضمن مشروع استراتيجي وطني، تقوده حكومة دولة الإمارات، بتوجيهات من قيادتها الحكيمة، وتُعد الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة رافدا من روافد هذا المشروع، فكما أن القيم تتميز بطبيعتها الكلية فلا تقبل التجزئةَ في تنزيلها بل يستدعي نجاحُها مشاركةَ الجميع، فكذلك التسامح لا يتجزأ، ولا شك أن دَوْرَ الجهات الدينية عموما مُنصبٌّ على المعالجة الشرعية والفكرية والقيمية والأخلاقية، وهذه الرؤْيةُ الشاملة تُركز على أربعة دعامات وهي؛ المعرِّفات والمعوِّقات، والمُمَكِّنات، والمؤشِّرات والتي أثرى الحديث حولها تفصيلا وتفسيرا

وقال الدكتور الدرعي إن اليقظةُ المبكرة وإدراكُ المخاطر المتوقعة والمؤثرة على التسامح والتعايش بين جميع مكونات المجتمع، إنما تتحقق بالرقابة الدقيقة، وفْقَ مقاييس فعالة، ورصدُ أي ممارسة قد تؤثر على هذه القيمة ومعالجتُها معالجة علمية وفكرية وشرعية، فنحن بحاجة إلى الاستباقية والرعاية بالاعتماد على المؤشرات لاستقامة قيم التسامح في المجتمع، وترسيخ التمسك بالهوية الوطنية وإعلاء قيم الولاء للوطن.

وقدم سعاداته في ختام مداخلته عدة برقيات: من أهمها: أن التسامح لا يأتي إلا بخير، وأنه دائرة مشتركة تتعاون في ميدانها كل الأديان والمذاهب والثقافات، وأن الدولة الوطنية ركن ركين في إنجاح التسامح، وأن ما يُصورُه المتطرفون من التعارض بين دائرة الأخوة الإيمانية والوطنية والإنسانية وَهْمٌ لا حقيقة له، مشيرا إلى الواجب اليوم هو تفكيك بنية خطاب التطرف المناوئِ للتسامح وتقديم بدائلَ له، وأن الارتقاءَ بالخطاب الديني مع الحفاظ على هويته الوطنية مشروعٌ لا ينبغي أن يتوقف لحظة، لينعم الجميع بأوطان تتفيأ فيها المجتمعاتُ ظلالَ التواصلِ الحضاري، والتنوعِ الثقافي، والتعايش السلمي، تتعاون فيها جميع مكوناتها؛ من أجل تنميتها وتقدمها واستقرارها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى