الاتحاد للقطارات أداة للتنمية المستدامة في الامارات

بقلم المهندس : سيف بدر الصيعري

 

تعد الامارات من الدول الطليعية بالنسبة لخدمات وشبكات النقل في العالم، وهي تحرص على العمل المستمر لتحقيق ظروف وشروط النقل المستدام بحيث يتم الوصول والاستجابة لاحتياجات الأفراد والشركات والمجتمع بشكل آمن وبكلف قليلة وفعالة ومرنة، بالإضافة لتقليل الكربون والانبعاثات وباقي التأثيرات البيئية بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأجيال الحالية والقادمة وتحقيق الرفاة الاجتماعي وتعزيز تعاون الجوار والتعاون الدولي، لهذا يُقال: ” أن النقل المستدام غير مطلوب لذاته وإنما هو أداة لتحقيق التنمية المستدامة”.
وهنا لا اريد القاء الضوء على شبكات النقل الإماراتية الحديثة والتي تعمل بكفاءة وفق أفضل المعايير العالمية وعلى الإنجازات المتحققة في النقل الاماراتي المستدام بشكل عام، وإنما أردت ابراز أهمية الاتحاد للقطارات وشبكة السكك الحديدية الإماراتية، إذ يُعد النقل بالسكك الحديدية احد الدعائم الأساسية للاقتصاد والتنمية المستدامة خاصة أنه يلائم نقل الكميات الكبيرة ولمسافات طويلة، وهو من أهم عوامل دعم التكامل الاقتصادي والتجاري بين الدول، حيث يهئ البيئة المناسبة لمشروعات التنمية، ويقلل تكاليف نقل السلع والخدمات والخامات والركاب. كما أنه سبب من أسباب الإرتقاء بالمجتمعات، من خلال المردود الاقتصادي الكبير الذي يقدمه على مستوى الدخل الوطني.
كما تعتبر كفاءة النقل مكونا أساسيا في التنمية الاقتصادية المستدامة على الصعيد المحلي والدولي فتوافر النقل يؤثر بشكل مباشر على أنماط التنمية المستدامة، وتعد القطارات من أهم وسائل النقل وادومها، وقد اثبت النقل السككي نجاعته في استهلاك الوقود مقارنة بالنقل البري والمائي والنقل السككي يعتبر بديلا أكثر كفاءة منهما فيما يتعلق باستهلاك الطاقة، كما أن النقل السككي يحقق كفاءة تشغيلية عالية منخفضة الكلفة إذ يمكن لقاطرة واحدة أن تنقل أطنان من البضائع وعدد كبير من الركاب في المرة الواحدة ما يحقق وفورات كبيرة في اقتصاديات الحجم، علاوة على أن هذه الإيجابيات ستحقق تنافسية اعلى بوجه عام إذ تساعد تكاليف النقل المنخفضة على جعل المنتجين الصغار أقدر على المنافسة، كما يعتبر النقل السككي صديقا للبيئة وغالبا ما يتطلب استثمارات أقل بكثير لكل كيلو متر مقارنة بالنقل البري أو المائي، وهذا ما ينعكس إيجابا على ترشيد الانفاق الحكومي ويساهم في الازدهار التنموي. (دليل تحسين أداء قطاع السكك الحديدية/البنك الدولي)
وقد تعودت أن لا اندهش إذا ما وجدت إنجازا عظيما يتحقق في الامارات، لذا لن اعرض لتفاصيل التخطيط المتكامل للنقل المستدام في الامارات ولا لمراحل وحزم ومسارات وجسور وانفاق مشروع القطار الاماراتي، ولا لحقيقة تدشين العمليات التشغيلية لقطار البضائع في فبراير 2023، ولا على الربط بين الامارات بطول 900 كيلو متر من أول الامارات لاخرها وفق افضل المعايير العالمية لنقل الركاب والبضائع، ولن أدخل في تفاصيل الخدمات الأسرع والأقل كلفة والأكثر أماناً وجدارة، ولا في الجدوى البيئية، ولا بالتنسيق مع دول الخليج لتوسعة وربط شبكات سكك الحديد، ولن اعرج على الثورة الصناعية في أوروبا والإنتاج الواسع ودور النقل الكفؤ في هذا، جل ما أقوله … “سلمت اياديكم”.