مرئيات

بين شجاعة الكاتب وثقافة الحياء

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

لا يخفى على أحد أن تعدد المصادر الأدبية والكتابة التي ينتهجها أصحاب القلم واختيارهم لنوع معين من الأدب أو ربما الجمع مع كل الأنماط والمفردات الموجودة اليوم بحيث أن الكاتب يضع نفسه أمام ما يرغب به جمهوره الذي يقرأ له كل كتاباته ويقوم بإبداء رأيه بها سواء كان من باب النقد أو من باب التوجيه…

وكما معروف منذ قديم الزمان فان العالم عموماً والوطن العربي خاصة يمتلك بثقافاته أنواع كثيرة من المفردات الأدبية وتبقى هذه المسميات أساسية وثابته لأنها أركان مهمة من الأدب فالشعر والرواية والمقالة العامة هما أجزاء ومفردات يعتبرها المجتمع من أساسيات الأدب بمفهومه الثقافي ومنها تنقسم الكثير من الفروع فالشعر يتكون منه الشعر العمودي والشعر الحر والشعر الشعبي قسم من هذه الأنواع الشعرية يتطلب الوزن والقافية وهذا ما نجده في العامودي والحر على عكس مفردات الشعر الشعبي بكل أنواعه النبطي والبدوي وغيره من الأشعار التي نجدها دارجة بالمدن والقرى والأرياف والشعر الشعبي أيضاً له مفردات خاصه كثيره قسم منها تكتب مفرداته باللهجات المحلية وقسم منها من أنواع المفردات الموجودة في التراث الريفي كالعتابة والنايل والزهيري والسويحلي والأبوذيه…

أما إذا ذهبنا الى عالم الرواية فنجدها أيضاً تتكون من أجزاء كثيرة ومن الروايات ينبثق عمل المسلسلات والأفلام التلفزيونية وهذه الروايات تجدها متشابهة من حيث المفهوم والتعبير في أغلب ثقافات دول العالم وكتاباتها تتطلب من كاتبها أن يكون صاحب خبره وممارس جداً في مفهوم الرواية التي يصنعها من واقع يعيشه أبناء البلد الذي يعيش فيه ويقوم بترجمتها من خلال كتابتها وتشويق القارئ لقراءتها كاملة…

أما الجزء الآخر من الأدب فهو المقالة وهي تشمل أحياناً معالجة أدبيات الواقع بصورة آنية وربما تتكلم دوما عن الواقع اليومي للمجتمع وكل ما يدور فيه وكذلك تضع النقاط فوق الحروف لمعالجة حالات مجتمعية معينة ربما تتطلب معالجتها كتابة وشرح مفهوم الصورة التي هي موجودة فيها ونقلها الى أصحاب الشأن لحلحلتها وأحياناً تكون المقالة سياسية أو ربما على شكل خطاب ديني ولكل مقالة نمطا معين ولكن المحصلة النهائية أن هذه المقالة جاءت لمعالجة حالة موجودة في المجتمع…

من هنا نستطيع أن نقول أن ثقافة الإنسان في امتلاكه لمقومات الأدب ولتطبيق سلوكياته في المجتمع فالقراءة المستمرة والكتابة هي جزء من ثقافه المجتمع التي طالما نتمنى تطبيقها على أرض الواقع…

إن باستطاعة كل إنسان من خلال المعلومات التي يمتلكها أن يكون كاتباً أو شاعر أو أديب ضمن الامكانيات المحدودة وربما هناك اشخاص لديهم القابلية والقدرة على ذلك ولكن ظروفهم الخاصة وفي أغلب الأوقات من باب الحياء والخجل في مواجهة المجتمع بحقيقته التي يعيش فيها فتجدهم عاجزون أن يقوموا بكتابة سطر واحد في حين أنهم يمتلكون الخطابة في الكلام ولكنهم يخافون من الفشل ويتصوروا أن ذلك الشيء سوف يضعهم في خانة الفشل وهم لا يشعرون أنهم يقدمون إبداع ثقافي يستفاد منه كل أبناء الشعوب حتى وإن كان من باب معرفة ثقافة الشعوب…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى