مرئيات

التحصين الفكري للمجتمع من الإرهاب

بقلم : إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

أصبح اليوم العالم بأسره يعيش بين حالتين الأولى حالة السلام الدائم مع نشر أفكار الثقافة العامة والثانية الإرهاب ونشر أفكار التطرف والتشدد الفكري بإسم الدين أو المذهب أو القومية.. وللأسف الشديد إن الحالة الثانية وجدت طريقها الى تقسيم مكونات الشعوب والعزف على الوتر الطائفي فاستطاعت من خلال هذه التوجهات الوصول الى اغلب طبقات المكون أو الطائفة وفي بعض الأحيان ومن خلال ماشاهدناه على أرض الواقع في بعض الدول وفي مقدمتها العراق قد وصلت الى مبتغاها المطلوب من خلال انضمام بعض أصحاب الكفاءات والألقاب العلمية تحت خيمة الإرهاب بحجة الانتقام أو الانزعاج من الوضع القائم…

إن ما تعانيه أغلب دول العالم اليوم في مجال مكافحة الإرهاب هو الفاصل الموجود بين سياسة الحكومات ومتطلبات الشعوب وأولها عزل المواطنين عن المشاركة بصياغة بعض القرارات التي تخص الشارع الجماهيري وربما يساعد في بناء سياسة الدولة الصحيحة. فكل نظام دولة مبني على أساس دستور كتبت فقراته من الحالة التي يعيشها أبناءها وربما كتابة هذا الدستور على عجل نتيجة ظروف محلية أو دولية أحياناً تجد في بعض فقراته بعض الثغرات التي تساعد كل من يحمل أفكاراً إرهابية على نشر هذه الثقافة بين أوساط المتضررين من هذه الثغرات تحت مسميات طائفية عديدة أهمها استغلال الطابع الديني أو القومي أو القبلي بذلك لأن أغلب الشعوب وخاصة تلك الشعوب المتأثرة بالنعرة الطائفية مازالت تعيش تحت فكرة الظالم والمظلوم دون أن تقدم أدنى فكرة لتصحيح المسار الذي تعيشه ضمن قوانين الدولة التي تعيش فيها…

إن مكافحة الإرهاب من خلال التحصين الفكري يبدأ من العائلة وكيفية بنائها بصورة صحيحة على أساس أنها جزء من مجتمع عام يقع عليها واجبات كثيرة مثلما لديها حقوق وامتيازات تستحقها من الدولة وقيام رب الأسرة بإيضاح كل الملابسات والتساؤلات الموجودة داخل أفكار أبناء هذه العائلة وكذلك متابعته الدائمة لهم وكيفية اختيار الصديق الصالح وتقديم النصح الدائم وإبعادهم عن مفهوم محاسبة هفوات وأخطاء المسؤول بطريقة الانتقام الشخصي أو العبث بممتلكات الدولة على اعتبارها من ضمن أملاك المسؤولين في حين أنها أملاك للشعوب وباقية معهم عند زوال أو تغيير أي نظام سياسي…

لقد مررنا في العراق بتجربة مريرة جداً مع فكرة الإرهاب ونشره في بعض المناطق والتجمعات السكانية وكان سببه الأول هو تصدير أفكار خارجية الى عقول بعض الأفراد بحجة تصحيح المسار أو المطالبة بحقوقهم وما شجع على ذلك وجود بعض الأشخاص في موقع المسؤولية سواء في الجانب العسكري أو السياسي لم يكونوا مدركين للخطر الذي يحيط بهم نتيجة سياستهم الخاطئة وهذا ما شجع هؤلاء الجماعات أو الأشخاص بنشر فكرة الانتقام بطريقة الإرهاب بعيداً عن مفهوم عدالة القانون…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى