أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تأسيس “جامعة دبي الوطنية”، باستثمار يبلغ 4.5 مليار درهم، بهدف ترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية للتعليم العالي والبحث العلمي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن المشاريع الاستراتيجية لأجندة دبي الاجتماعية 33، لتكون الجامعة بمثابة مؤسسة أكاديمية رائدة تسهم في إعداد الكفاءات الوطنية المتميزة والقيادات الشابة المؤهّلة وتوفر تخصصات نوعية لتصبح ضمن أفضل 200 جامعة في العالم.
وقال صاحب السموّ عبر حساب سموّه الرسمي في منصة “إكس”.. ” الإخوة والأخوات … نطلق اليوم مشروعاً جديداً ضمن مشاريعنا لتطوير التعليم في بلادنا … نطلق جامعة دبي الوطنية .. باستثمارات مبدئية 4.5 مليار درهم .. هدفها أن تكون ضمن أفضل 50 جامعة شابة خلال العقد القادم .. وتوفير برامج أكاديمية تخصصية ومستقبلية .. وأن تكون ضمن أفضل الجامعات في الإسهامات البحثية .. الجامعة هويتها إماراتية .. وبرامجها عالمية .. ومخرجاتها ستكون لخدمة مسيرتنا التنموية .. العالم يتغير بسرعة .. والتحدي الحقيقي هو صناعة أجيال قادرة على استيعاب هذه المتغيرات وتسخيرها لصنع مستقبل أفضل لنا ولبلادنا بإذن الله”.
إحدى أفضل 200 جامعة خلال 20 سنة
كما قال سموّه في هذه المناسبة ” نطمح لأن تكون جامعة دبي الوطنية إحدى أفضل 200 جامعة خلال 20 سنة، وضمن أفضل 3 جامعات محلياً في عدد الإسهامات البحثية في غضون 10 سنوات.. الجامعة ستوفر برامج أكاديمية نوعية تعزز المنظومة التعليمية الداعمة لطموحات دبي ومستقبلها، وترسّخ موقعها ضمن أفضل 10 مدن في العالم في جودة التعليم خلال العقد المقبل”.
وتابع سموّه ” لا نبني جامعة، بل نبني مستقبلًا يتجاوز الحدود هدفنا بناء صرح معرفي ليكون منارةً للعلم، وحاضنةً للشباب، ورافداً للمستقبل.. ولذلك قررنا تعيين حمدان بن محمد رئيساً أعلى للجامعة، ومكتوم بن محمد نائباً له، وأحمد بن سعيد رئيساً لمجلس الأمناء، وتشكيل مجلس استشاري من الخبراء العالميين من مختلف التخصصات.. الجامعة ستكون داعماً قوياً لترسيخ مكانة دبي بين أهم مراكز التحصيل العلمي الذي سنسخّره في خدمة البشرية”.
واختتم سموّه ” نطمح لأن تخرّج جامعة دبي الوطنية قيادات إماراتية متسلّحة بأحدث العلوم والمهارات والقيم الإنسانية، تكون قدوة بجاهزيتها للمستقبل وطموحاتها اللامحدودة.. نحن ماضون في بناء قادة المستقبل القادرين على المساهمة الفعالة في تحقيق تطلعاتنا، وتعزيز مكانة دولتنا.. وسيظل الإنسان دائماً أكبر استثمار لنا”.
استثمار في فرص المستقبل
وأكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي الرئيس الأعلى لجامعة دبي الوطنية، أن الاستثمار في التعليم العالي هو استثمار في فرص المستقبل وتعزيز رأس المال البشري.
وقال سموّه “ دبي تواصل برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ”رعاه الله” نهج الاستباقية في بناء الإنسان وتطوير بنية تحتية عالمية المستوى للتعليم العالي والبحث العلمي.. وتمكين المواهب والكفاءات أكاديمياً هو المسار لإعداد قيادات شبابية عالية الكفاءة يمكنها قيادة قطاعات المستقبل وريادة الابتكار وتوسيع آفاق البحث والتطوير وتسريع النمو الاقتصادي والاجتماعي ومواصلة تحقيق الإنجازات القياسية التي ميّزت مسيرة دبي دائماً”.
استقطاب المواهب العالمية
وأضاف سموّه “جامعة دبي الوطنية ستؤهل الكفاءات المحلية وتستقطب المواهب العالمية وتفتح آفاق التعاون الأكاديمي مع المؤسسات ومراكز الأبحاث والخبراء من مختلف أنحاء العالم، وستكون بتطورها وتنوّعها نموذجاً حيوياً عن دبي وبيئتها الداعمة والمحفزة للابتكار والتقدم المعرفي والعلمي”.
ولفت سموّه إلى أن جامعة دبي الوطنية ستدعم مجتمع المعرفة في دبي، وتسهم في تصميم المستقبل الذي تتطلع إليه، وترتقي بجودة التعليم فيها لتكون في المراكز العالمية المتقدمة”.
وأكد سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، نائب الرئيس الأعلى لجامعة دبي الوطنية، أن الجامعات وأبحاثها التطبيقية لها دور أساسي في تعزيز الإمكانات الاقتصادية، وتطوير التنافسية، واستدامة النمو، وتصميم مسارات جديدة للتنويع الاقتصادي القائم على المعرفة وتفعيل فرصه الجديدة.
وقال سموّه ” المؤسسات الأكاديمية والجامعية والبحثية في دبي أصبحت برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مراكز اقتصادية وحاضنات للابتكارات، تعزّز ريادة اقتصاد دبي، وتوسّع قاعدته، وترسّخ مرونته، وتفتح أمامه مجالات تنموية جديدة يمتد أثرها إلى القطاعات كافة”.
مشروع استراتيجي
وأضاف سموّه ” تأسيس جامعة دبي الوطنية هو مشروع استراتيجي سيسهم في تحقيق أحد أبرز المشاريع التحولية في أجندة دبي الاقتصادية 33 بجعل دبي مركزاً ريادياً للتعليم العالي على مستوى العالم، إلى جانب إعداد كفاءات محلية وعالمية تمتلك القدرات والقيم التي تؤهلها لتحقيق التميز في مختلف البيئات وأسواق العمل، وسيمكّن أجيالاً شابة طموحة بمهارات ريادة الأعمال وبالإمكانات التي تتيح لها تصميم وإطلاق المشاريع المبتكرة والأفكار الاقتصادية الناجحة من دبي نحو العالمية”.
من جهته أكد سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، نائب رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء جامعة دبي الوطنية، أن دبي تواصل تعزيز موقعها كمنارة معرفية ووجهة للباحثين والمبتكرين والحريصين على التحصيل العلمي والمعرفي الذي يخدم البشرية.
منظومة معرفية متكاملة
وقال سموّه ” إرساء منظومة معرفية متكاملة في دبي كان دائماً في مقدمة أولويات المشروع التنموي والحضاري والإنساني الذي صنعه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث أطلق سموّه منذ أكثر من 20 عاماً “مجمّع دبي للمعرفة”، ليكون موطناً لمؤسسات تعليمية وأكاديمية وتدريبية عالمية في مختلف التخصصات. ويأتي إعلان سموّه عن تأسيس جامعة دبي الوطنية اليوم تتويجاً لهذا النهج الريادي، وإضافة كبرى لبيئة توليد ومشاركة ونشر المعرفة الأكاديمية والبحثية والتطبيقية انطلاقاً من دبي نحو العالم”.
وأضاف سموّه ” بناء الإنسان هو هدف استراتيجي في قصة نجاح دبي دائماً، وهو هدفٌ رفيع لأن المؤسسات المعرفية كجامعة دبي الوطنية تنمّي العقول وتبني القدرات وتصقل المهارات وتمكّن المواهب وتحفّز الابتكارات وتخرّج الكفاءات القادرة على صناعة الفرص واستشراف التحولات وقيادة قطاعات المستقبل كافة. ونتطلّع إلى دور مستقبلي محوري للجامعة في إعداد جيل معرفي متمكّن، واستقطاب العقول الفذة والطلبة المتميزين من داخل الدولة ومن مختلف أنحاء العالم، وبناء مجتمعات معرفية تتميز بالإبداع والابتكار وتسخّر كل مقومات العلوم والتكنولوجيا والثقافة لتدعم مسيرة التنمية الشاملة”.
وأعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تشكيل مجلس الأمناء لجامعة دبي الوطنية برئاسة سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ويضم مجلس أمناء الجامعة كلاً من: معالي عمر سلطان العلماء، ومعالي هلال سعيد المري، وسعادة عائشة عبدالله ميران، وسعادة عيسى كاظم، وسعادة أحمد بن بيات، والأستاذ الدكتور علوي الشيخ علي.
مجلس استشاري من الخبراء العالميين
كما يضم تشكيل الجامعة مجلساً استشارياً من الخبراء العالميين من مختلف التخصصات، وهم: الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور محمد العريان، وصائب أيجنر، والبروفيسور فاضل أديب، وفادي غندور، حيث تتمثل مهام اللجنة في تعزيز تعاون الجامعة مع المجتمع الأكاديمي والعلمي العالمي، واستشراف أحدث التطورات والتوجهات المعرفية، واقتراح البرامج الجامعية والبحثية وتخصصات الدراسات العليا الجديدة التي تواكب طموحات الطلبة وتلبّي تطلعات دبي، بالإضافة إلى المساهمة في بناء مساقات أكاديمية واعدة، وتسليط الضوء على الفرص في مجالات البحث والتطوير، واستكشاف إمكانات الشراكات العلمية والبحثية مع فعاليات الأعمال والقطاعين الحكومي والخاص، من أجل ترسيخ دور الجامعة كمنطقة اقتصادية حيوية ومختبر أكاديمي ومعرفي مفتوح لتصوّر وتصميم المستقبل وتعزيز الريادة المعرفية والعلمية لدبي.
وتستهدف الجامعة أن تصبح ضمن أفضل 50 جامعة لفئة “الجامعات دون الـ50 عاماً” خلال 10 سنوات، وضمن أفضل 200 جامعة خلال 20 سنة، وأن تكون ضمن أفضل 3 جامعات محلياً في عدد الإسهامات البحثية في غضون 10 سنوات، مع تمكين خريجيها بمهارات بحثية وعلمية ومعرفية تواكب المستويات العالمية في مخرجات التعليم الجامعي والعالي. وستوفر الجامعة صرحاً تعليمياً بمستوى الجامعات العالمية من خلال برامج أكاديمية نوعية وطواقم تدريسية وبحثية على أعلى مستوى من التأهيل العلمي والأكاديمي.
أبحاث تنافسية عالمية
وستتميز “جامعة دبي الوطنية” بأبحاث تنافسية عالمية في مجالات تخصصية لابتكار حلول عملية ومستقبلية، كما ستركز على الابتكارات العملية، وتعتمد أساليب تدريس مبتكرة تضمن ترابط وتكامل التخصصات، لتقديم تعليم عصري يحفز التحصيل المستمر وتنويع المعارف والمهارات. كما تسعى لتقديم البحوث الأكاديمية والتطبيقية في المجالات ذات الأهمية العلمية والاستراتيجية، وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال وتطبيقاتها بالشراكة مع المجتمع الأكاديمي والعلمي العالمي.
وتستقطب الجامعة طلبة متميزين من الإماراتيين ومن مختلف دول العالم وفق معايير قبول تنافسية، تستند إلى أعلى المعايير العالمية، وتؤهل طلبتها لمواكبة أحدث التطورات المعرفية، كما توفر أفضل تجربة جامعية للطلبة، مع فرص منح دراسية ومزايا نوعية.
وستشكل “جامعة دبي الوطنية” صرحاً معرفياً متكاملاً، بالاستناد إلى دراسة تقييمية شاملة للمؤسسات التعليمية المحلية الرائدة، وتعزيز الشراكات الدولية، وتحديد التخصصات المختلفة والأبحاث الأكاديمية والتطبيقية التي ستلبي طموحات الجامعة الجديدة.
وستعزز جامعة دبي الوطنية عقد شراكات نوعية مع القطاعات المجتمعية والحكومية وقطاعات الأعمال والمؤسسات الخاصة، بما يؤهل طلبتها للوصول المباشر إلى مختبرات الأبحاث والعمل على مشاريع مشتركة مع مختلف الجهات المعنية.
ويدعم تأسيس الجامعة خطة دبي 2033 وغايات أجندة دبي الاجتماعية 33 وأجندة دبي الاقتصادية D33 بتوفير منظومة تعليمية تواكب طموحات دبي وتعزز رأس المال البشري فيها، وتثري تمسك الطلبة بالقيم والهوية الوطنية، كما تسهم الجامعة في الارتقاء بجودة التعليم في دبي لتكون ضمن الأفضل عالمياً، وتمكين المواهب والكفاءات الشابة من الاستفادة بشكل أكبر من فرص العمل المتاحة في القطاع الخاص، وتعزيز مكانة الإمارة مركزاً ريادياً للتعليم العالي على مستوى العالم.
الدكتور محمد العريان:
الخبير الاقتصادي الدولي حاصل على لقب جائزة “نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد. وهو رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، ومستشار “المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية”. شغل منصب رئيس المجلس التنموي العالمي 5 سنوات، واختاره مؤشر “فورين بوليسي” في قائمة أفضل 100 مفكّر عالمي لأربع سنوات متتالية. نشر العديد من المؤلفات ويكتب في كبريات الدوريات الاقتصادية والمالية العالمية. وقدم مساهمات نوعية في مسارات التنمية الاقتصادية العالمية، وطوّر نظريات اقتصادية فاعلة لتعزيز مرونة الاقتصادات لنامية والمتقدمة.
صائب أيجنر:
هو عضو مجلس إدارة مركز دبي المالي العالمي منذ عام 2004. كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة سلطة دبي للخدمات المالية لمدة 10 سنوات من عام 2011 حتى عام 2021. وهو مؤسس شركة “لون ورلد” ورئيس مجلس الإدارة المؤسس للمجلس الاستشاري الإقليمي لكلية لندن لإدارة الأعمال، ورئيس جمعية خريجي الكلية. وهو عضو سابق في مجلس أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. كما تشمل اهتماماته قطاعات التعليم والفنون. وهو مستشار أول للمتحف البريطاني. وله العديد من الكتب والمؤلفات.
البروفيسور فاضل أديب:
حائز على جائزة “نوابغ العرب” عن فئة التكنولوجيا والهندسة، لقاء ريادته في مجالات التقنيات اللاسلكية واستخداماتها. وتم اختياره كقائد عالمي شاب من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي. وهو محاضر مشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، واختارته “أم آي تي تكنولوجي رفيو” ضمن أفضل 35 مبتكراً دون سن 35، كما اختارته “فوربس” ضمن أفضل 30 مبتكراً دون سن 30 في مجال التكنولوجيا. ويتم استخدام ابتكاراته في الكثير من التطبيقات المتقدمة مثل الإدراك الروبوتي للبحث والمتابعة، ومراقبة حالة المرضى عن بٌعد، لا سيما المصابين بالزهايمر وكوفيد-19.
فادي غندور:
هو عضو مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمنصة “ومضة” التي يعمل من خلالها على تعزيز البيئة الحيوية الشاملة الداعمة لثقافة ومشاريع ريادة الأعمال والنمو والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط. وهو الشريك المؤسس لمجموعة “أرامكس” للخدمات اللوجستية، والتي كان الرئيس التنفيذي لها طوال 30 عاماً. وهو أيضاً مؤسس مبادرة “روّاد التنمية للمشاريع الناشئة” التي تعزز دور القطاع الخاص في تمكين الشباب في العالم العربي وفتح آفاق تمويل مشاريعه الريادية وأفكاره الإبداعية والمبتكرة.